دعا شباب مواطنون ممن حصلوا على فرص وظيفية، أخيراً، عبر برنامج نافس، الباحثين عن عمل والخريجين من الكوادر الإماراتية إلى الانخراط في القطاع الخاص، لأسباب عدة، أبرزها أن هذا القطاع يقدم فرصاً متنوعة للارتقاء بالمهارات العملية، ويوفر السبل لاكتساب الخبرات بكفاءة وجودة عاليتين.
وقالوا إن الفرص الكبرى، التي يحلم الشباب بالحصول عليها في مسيرتهم العملية، توجد في المواقع التي تشهد تحديات حقيقية.
وحسب إحصائيات وزارة الموارد البشرية والتوطين، فإن عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص بنهاية مستهدفات التوطين نصف السنوي حتى يوليو الجاري، بلغ 79 ألف مواطن ومواطنة، وبلغت نسبة المواطنين الجامعيين والحاصلين على دراسات عليا، من إجمالي المواطنين في القطاع الخاص 40.8%، والثانوية 46.4%، وما دون الثانوية 12.8%.
وحددت الإحصائيات خمسة مجالات تحظى بالنسبة الأكبر في توظيف المواطنين بالقطاع الخاص، هي المهن الكتابية 35.4%، والفنيون في الموضوعات العلمية والفنية والإنسانية 15.9%، والاختصاصيون في الموضوعات العلمية والفنية والإنسانية 14.9%، ومهن الخدمات والبيع 12.7%، والمشرعون والمديرون ومديرو الأعمال 9.1%.
وتفصيلا، يعمل فهد عبدالله الحوسني، (تخصص الهندسة اللوجستية)، في القطاع الخاص منذ ثلاثة أشهر، بهدف تطوير خبراته ومهاراته العملية وامتلاك الكفاءة اللازمة لتعزيز قدرته على المنافسة والتميز في بيئة عمل متعددة الجنسيات.
وخلال هذه الفترة الوجيزة تعلم فهد العمل على نظام إدارة الموارد البشرية وبرامج رفع الكفاءة وإجراء المقابلات الوظيفية وغيرها من الخبرات المتعددة.
واختار فهد العمل بشركة «تيك ماهيندر»، لأنها تقدم الكثير من الفرص للكوادر الإماراتية.
وينصح فهد الشباب الإماراتي بالعمل في القطاع الخاص لقدرته على رفع كفاءة وتطوير المهارات، كما يرى أن الشباب المواطنين قادرون على المنافسة والتميز في القطاع الخاص بشكل كبير.
والتحق المواطن علي محمد علي النويس، بالقطاع الخاص منذ ستة أشهر، بهدف تعزيز تنافسيته وتنمية قدراته المهنية في القطاع المالي، حيث يرى أن موظف القطاع الخاص يجب أن يتمتع بالقدرة على المنافسة والتكيف مع التغيرات، وأكد أن القطاع الخاص بيئة سريعة التطور، وتكافئ المتميزين دائماً.
وتأقلم علي منذ التحاقه بالعمل كمحلل مالي للشركات في شركة KPMG، بشكل سريع مع بيئة العمل الديناميكية، واكتسب العديد من المهارات المهنية، مثل مهارات الاتصال والتركيز على التفاصيل والمتابعة الدائمة لأسواق المال والبورصات العالمية، خصوصاً بعد أن تخصص في تحديد قيمة أصول الشركات.
وساعد علي في إجراء عمليات الاستحواذ والاندماج لشركات العملاء، وهي مهمة دقيقة تحتاج إلى وضع سعر عادل للشركات في السوق، ما يضمن لها تحقيق الكفاءة الاقتصادية والقدرة على المنافسة، كما قدم استشارات استراتيجية لعدد من الشركات حول عمليات إعادة الهيكلة.
وينصح علي الشباب الإماراتي بالعمل في القطاع الخاص، مشيراً إلى تعرفه من خلال عمله على العديد من النماذج الناجحة من رجال الأعمال المواطنين ممن بدأوا حياتهم العملية كموظفين في شركات خاصة، ثم أصبحوا اليوم من كبار المستثمرين.
واختار المواطن يوسف جمال البلوشي، العمل في القطاع الخاص في مجموعة الفطيم باعتبارها من أكبر الشركات الخاصة بالدولة، حيث أراد اكتشاف الفرص المتعددة للعمل الخاص والاستفادة من بيئة العمل السريعة لاكتساب الخبرات المهنية في وقت قصير.
وتدرب يوسف خلال عمله كموظف بمركز الاتصال بمجموعة الفطيم على المهارات المطلوبة لتواصل الفعال مع الجمهور متعدد الجنسيات واحترام التنوع الثقافي الذي يتمتع به المجتمع.
واستفاد يوسف من مبدأ المنافسة العادلة التي يوفرها القطاع الخاص، حيث عمل بجهد وإخلاص ليثبت لنفسه قدرته على التميز في العمل، ويتخذ طريق التطور المهني بكل ثقة وإبداع للوصول إلى المستويات الوظيفية الأعلى.
ووجه يوسف رسالة إلى أقرانه من الشباب الإماراتي أنه «حيثما يوجد التحدي توجد الفرص، فلا بد من خوض تجربة العمل بالقطاع الخاص لاكتشاف آفاق المستقبل المهني، حيث لا شيء مستحيل أمام أبناء الوطن».
والتحق المواطن عبدالعزيز محمد المزروعي، بالعمل في مستشفى ثومبي الجامعي، حيث درس عبدالعزيز اللغة الهندية في الهند لمدة ثلاثة أعوام، وذلك في إطار حرصه على تعلم لغات جديدة وتطوير مهاراته بشكل دائم، ورغم خبرته الكبيرة في القطاع الحكومي بإمارة عجمان، التي وصلت إلى 17 عاماً، إلا أنه يبحث دائماً عن التحديات الجديدة.
وسعى منذ التحاقه بالعمل في المستشفى إلى تعزيز العلاقات مع الدوائر الحكومية ووضع الخطط الاستراتيجية لتقديم خدمات الرعاية الصحية المتميزة للمواطنين والمقيمين، إضافة إلى التواصل مع وزارة الموارد البشرية والتوطين بشكل دائم للتأكد من الالتزام بالقوانين وعدم الوقوع في أي مخالفات.
ونصح عبدالعزيز شباب الإمارات بالتوجه نحو القطاع الخاص في ظل الدعم اللامحدود الذي توفره القيادة للمواطنين، ووضوح القوانين واللوائح التي تحفظ حقوقهم، وهو ما لمسه على أرض الواقع خلال فترة عمله، فهو يرى أن طريق النجاح ممهد أمام أبناء الوطن في القطاع الخاص، ويحتاج فقط إلى بعض الاجتهاد والمثابرة لتحقيق المستحيل في دولة اللا مستحيل.
وانضمت المواطنة إليازية راشد الحفيتي إلى مجموعة الفطيم في سبتمبر 2021، حيث تعمل عن كثب مع أقسام الأعمال ومجموعة الشركات للمساهمة في بناء استراتيجية التوطين والمبادرات والفعاليات بما يضمن التوافق مع استراتيجية التوطين الشاملة للمجموعة.
وتطوعت إليازية في إحدى فعاليات التوطين، وفوجئت بحجم الجهود المبذولة في المشروع، وفي العام التالي أصبحت عضواً في الفريق الذي يدير الفعاليات نفسها.
هذا النجاح الكبير جعلها تفخر بالإنجاز، وتتأكد أن «الفرص المتاحة في القطاع الخاص لا حدود لها، عليك فقط أن تكون موجودا في الوقت المناسب».
وجاءت إليازية من أسرة يعمل العديد من أفرادها في القطاع الخاص، لذا فهي تعلم جيداً التحديات التي يمكن أن تواجهها، وعند اجتماعها الأول مع الإدارة في مجموعة الفطيم تأكدت أنها في المكان المناسب، والذي فيه بيئة العمل تمثل تحدياً من جانب وفرصة للتطوير والازدهار من جانب آخر.
وترى إليازية أن نظرة الإماراتيين للقطاع الخاص تتغير بشكل ملحوظ، لذا فهي تنصح المواطنين بألا يمثل القلق من التحديات القديمة عائقاً أمام استكشاف فرص اليوم، ففي القطاع الخاص هناك مكان لكل موهبة، والتحديات تؤدي إلى التعلم والنمو والنجاح.
وتعمل المواطنة آمنة أحمد المنصوري مديرة هندسية في مجموعة فنادق جميرا منذ قرابة عام ونصف النصف، حيث شمل دورها القيام بالعديد من المهام، من بينها عمليات الصيانة الوقائية والمحافظة على جودة أصول وممتلكات المجموعة.
وشاركت آمنة في عدد من المشروعات الكبرى للمجموعة، حيث استفادت من تجربتها في القطاع الخاص من خلال الفرص المتنوعة للنمو الوظيفي واكتساب المعارف والخبرات، والاحتكاك مع زملاء العمل من مختلف الثقافات والحضارات، فضلاً عن المزايا العديدة التي توفرها الحكومة للمواطنين العاملين في القطاع الخاص عبر برنامج نافس.
وتنصح آمنة الشباب الإماراتي باختيار العمل في القطاع الخاص لأنه «يتيح أمام المواطن فرص التدريب، والتطوير، والترقي الوظيفي السريع».
واختارت المواطنة مها خليفة آل علي الانضمام إلى مجموعة عبدالواحد الرستماني منذ تسعة أشهر، حيث تعمل بوظيفة ضابط اتصال العملاء بالمجموعة، ومقر عملها شركة «أوتوترست»، وذلك لما تتميز به الشركة، وما تقوم به من إعداد وتمكين الطلبة الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل.
وترى مها أن العمل في القطاع الخاص ساهم بشكل كبير في اكتساب العديد من الخبرات والمهارات مثل العمل كفريق ومهارات التواصل وتنظيم وإدارة الوقت، وأيضاً مهارة القيادة حيث تجد نفسها قادرة على تحمل المسؤولية والتصرف بحكمة في الأوقات الصعبة والتواصل الجيد مع الآخرين.
وتؤكد مها أن الموظفين سواء في القطاع الحكومي أو الخاص لا يحصلون على الترقية بالحظ أو الصدفة، بل الأمر يتطلب قيام الموظف بجهود متعددة، كما أن هناك صفات يجب أن يتحلى بها الموظف ليحظى بالترقية، كالأداء الجيد وتطوير الذات وطريقة التعامل مع الآخرين وقبول المزيد من الأدوار.
وتشجع مها المواطنين على العمل في القطاع الخاص لكسب أكبر قدر من الخبرات والمهارات التي تأهلهم لسوق العمل. كا تنصح الخريجين الجدد ببدء حياتهم المهنية من بوابة القطاع الخاص بالتدريب أو التوظيف لأن بيئة العمل في هذا القطاع ممتعة ومليئة بالتحديات والثقافات المتعددة.