حملت جمهورية البرازيل الاتحادية على عاتقها مسؤولية قيادة ملف غابات الأمازون المطيرة المعروف بـ”رئة العالم” أو “الرئة الخضراء للأرض” والذي يشكل محورا رئيسيا ضمن الجهود العالمية المبذولة لمكافحة ظاهرة التغير المناخي.
وحرصت البرازيل خلال مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، على الاستفادة من هذه المنصة العالمية البارزة، التي شهدت مشاركة أكثر من 190 دولة من أجل حشد التعاون الدولي في هذا الملف، كما تتطلع خلال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 28” الذي يقام العام الحالي في مدينة إكسبو دبي إلى نقلة نوعية في ملف حماية غابات الأمازون.
وفي مستهل العام الحالي 2023 ، أعلنت البرازيل أنها تستهدف الوصول إلى صفر إزالة غابات في الأمازون بحلول 2030 ، كما دعا فخامة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية دول أمريكا الجنوبية التي تتشارك غابات الأمازون ، إلى توحيد الجهود لحماية المورد الرئيسي لمكافحة ظاهرة تغير المناخ.. لافتا إلى أن معالجة قضية المناخ ضرورية من أجل الحفاظ على الجنس البشري على كوكب الأرض والمسؤولية تقع على عاتق الجميع.
وتعرف الأمازون بلقب “”رئة الأرض” لأنها تنتج أكثر من 20 في المئة من الأكسجين في العالم، كما أنها تضم 10 في المائة من الأنواع الأحيائية المعروفة ويوجد فيها حوالي 16 ألف نوع من الأشجار و390 مليار شجرة.
وتضم محميات حوض الأمازون الطبيعية نحو 300 ألف نوع من النباتات و2500 نوع من الأسماك و1500 من الطيور و500 نوع من الثدييات، و2.5 مليون نوع من الحشرات.
وفي إطار جهود حماية غابات الأمازون، أطلقت البرازيل مبادرة لإنشاء شرطة فيدرالية تعمل لحماية الغابات، حيث تمتد مساحة غابات الأمازون عبر عدة دول فيما تقع نحو 64 في المائة من مساحة هذه الغابة في البرازيل.
وتحتوي غابات الأمازون على 20 في المئة من المياه العذبة في العالم كما توفر ما يقرب من خُمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات ، وتخزن ما يتراوح بين 90 إلى 140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.
وقدم الجناح البرازيلي بتصميمه المائي المتميز في إكسبو 2020 دبي نموذج محاكاة متميزا للزراعة في غابات الأمازون ، وأتاح للزوار زراعة نحو 20 ألف شجرة داخل هذه الغابات المعروفة ، في مبادرة استهدف من خلالها التأكيد على أهمية التعاون الدولي لحماية غابات الأمازون.
وشكل الجناح البرازيلي في إكسبو 2020 دبي مركزا للابتكار والاستدامة ، ومنح الزوار فرصة مهمة وطرح العديد من الأفكار المبدعة لحماية البيئة والحفاظ على كوكب الأرض.
واستخدم جناح البرازيل الذي استقطب أكثر من مليوني زائر على مدار أيام المعرض، نحو 140 جهاز عرض ضوئيا عملاقاً لعرض صور بالفيديو لغابات الأمازون، والأنهار، والمراكز الحضرية، والثقافة البرازيلية على أغشية شبه شفافة داخل ممراته، وذلك تأكيدا على أهمية التنوع الحيوي، والاهتمام بثقافة الحفاظ على البيئة.
وتدعم دولة الإمارات كافة الجهود العالمية المبذولة لحماية الغابات كما أطلقت مبادرات رائدة في هذا الصدد.
وصادقت الدولة خلال مشاركتها في “كوب 26” على إعلان قادة غلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي، الذي يلزم الدول بالتعاون والعمل الجماعي لوقف فقدان الغابات وإعادة تأهيلها وتدهور الأراضي بحلول 2030، وتحفيز الحراك العالمي نحو التنمية المستدامة.
كما أطلقت خلال مشاركتها في “كوب 27” بجمهورية مصر العربية تحالف القرم من أجل المناخ بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا ، ويهدف التحالف إلى دعم وتعزيز وتوسيع مساحات غابات القرم عالميا كأحد الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تحدي تغير المناخ، وجهود امتصاص وعزل انبعاثات غازات الدفيئة عالمياً حيث تساهم أشجار القرم في تعزيز مواجهة تداعيات التغير المناخي مثل الأعاصير، والعواصف، والفيضانات، كما تعد مخزناً للكربون بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف الغابات الاستوائية المطيرة البرية.