أطلقت منظمات الأمم المتحدة لدى الكويت النداء الانساني المشترك لتلبية احتياجات المتضررين من جراء الزلزال المدمر الذي وقع مؤخرا في كل من تركيا وسورية.
وقالت ممثلة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في الكويت نور القطان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في بيت الأمم المتحدة بهذا الخصوص، إن الزلازل التي ضربت تركيا وسورية واحدة من أكبر الكوارث التي عصفت بالمنطقة، مشيرة إلى أنه لم يتم بعد حصر الأضرار الناتجة عن هذه الكارثة.
وأضافت القطان أن التضامن في توصيل المساعدات مهم جدا في الوقت الراهن، مبينة أن العديد من الدول ومنها الكويت والمنظمات الدولية ساهمت بإرسال فرق الإنقاذ وارسال المساعدات للمتضررين هناك.
وأوضحت أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أعلن تخصيص 50 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة لتحفيز الاستجابة معربة عن شكرها لمساهمة الكويت للصندوق لتمكينه من تقديم المساعدة العاجلة والمنقذة للحياة.
وذكرت أن الأمم المتحدة أطلقت الاثنين الماضي نداء عاجلا بقيمة 400 مليون دولار للمساعدة على التعامل مع الزلزال المدمر في سورية بهدف توفير الإغاثة الطارئة إلى خمسة ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفا في البلاد لمدة ثلاثة أشهر.
من جانبه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الكويت د.اسد حفيظ، في كلمة مماثلة خلال المؤتمر، إن المنظمة سلمت 72 طنا متريا من الامدادات اللازمة لعلاج الاصابات الشديدة والجراحة الطارئة من اجل الوصول الى أكثر من 400 ألف شخص واجراء أكثر من 120 ألف عملية جراحية كما افرجت عن أكثر من 16 مليون دولار من الصندوق الاحتياطي للطوارئ.
وأضاف حفيظ أن فريق المنظمة المعني في تركيا متأهب للطوارئ والاستجابة لها على نطاق الامم المتحدة كما ان المنظمة فعلت الفرق الطبية الطارئة لتصل الى 22 فريقا في تركيا.
وأكد سعي «الصحة العالمية» للحصول على نحو 43 مليون دولار لمواجهة التهديدات المباشرة في تركيا وسورية، مبينا أن المنظمة تهدف لوصول الموارد الى أكبر عدد ممكن وتقديم الرعاية للمصابين واعادة تأهيلهم وتوفير الادوية لهم وأدوات الطوارئ اضافة الى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم مع ضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية الروتينية.
من جهتها، أكدت ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نسرين ربيعان في كلمة لها وقوف المفوضية إلى جانب تركيا وسورية ودول المنطقة في هذا الوقت معربة عن شكرها للحكومة الكويتية على دعمها ووقفتها السريعة من خلال تبرعها السخي وتسيير أول جسر جوي للمساعدات بالإضافة للحملة الشعبية «فزعة الكويت».
وقالت ربيعان إن ميزانية المفوضية من النداء الإنساني التي تم إطلاقها بلغت 41 مليون دولار للمواد الأساسية وتوفير المأوى، إذ تسارع المفوضية بإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة بشدة من البلاد مع التركيز توفير مستلزمات الحياة اليومية العاجلة والحيوية للمتضررين جراء الزلزال.
وأوضحت أن فرق المفوضية تتواجد مع فرقها في تركيا وسورية لدعم جهود الاستجابة الطارئة كما يتوفر لديهم مخزون مسبق من مواد الإغاثة الأساسية وتعمل على حشد المزيد منها لتوزيعها عند الحاجة.
وأكدت استمرار المفوضية بنقل الشحنات الجوية المحملة بالمواد الطارئة الإضافية من مخازن المفوضية في دبي وعمان وتحمل البطانيات الحرارية والخيم، مبينة أنه سيتم تسيير المزيد من الشحنات الجوية خلال الأيام المقبلة.
من ناحيته قال رئيس بعثة الامم المتحدة للهجرة في الكويت مازن ابوالحسن، خلال المؤتمر، إن المنظمة أطلقت نداءها الطارئ للاستجابة الإنسانية في سورية بمبلغ 51 مليون دولار وهو خاص بالمأوى والمواد غير الغذائية والحماية والمياه والصرف الصحي والمساعدة الصحية بهدف الوصول إلى 630 ألف شخص لمدة ثلاث أشهر.
وأضاف ابوالحسن انه يتم التنسيق مع ادارة الكوارث والطوارئ والتواصل مع كل الوزارات والمؤسسات المعنية بالاستجابة في تركيا لتقديم المساعدات المطلوبة.
وذكر أنه تم تقديم المساعدات العينية في خمس ولايات تركية هي: غازي عنتاب وهاتاي وكليس ومالاطيا وكهرمانمراش، إذ وصلت المساعدات لما يقارب 135 ألف شخص.
من جانبه، قال مدير برنامج الاغذية العالمي في الكويت عمر العيسى إن برنامج الأغذية العالمي وسع نطاق مساعداته الغذائية الطارئة ليشمل المناطق المتضررة من الزلزال في كلا الدولتين لتصل الى أكثر من 300 ألف شخص «ومستمرون حتى تصل الى 900 ألف شخص».
وأوضح العيسى أن برنامج الأغذية العالمي قدم وجبات غذائية جاهزة للضحايا شملت أكثر من 90 ألف شخص في سورية وأكثر من 200 ألف شخص في تركيا من ضمنهم لاجئين سوريين ومواطنين أتراك نازحين.
وأكد حاجة برنامج الأغذية العالمي من جميع الأطراف الدعم والتمكين لضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر جميع القنوات والحدود والخطوط للوصول إلى المتضررين من الزلزال وتجديد المخزون لهم.
وبين أن 12 مليون شخص من السوريين يعانون من انعدام الأمن الغذائي «ولذلك يحتاج البرنامج إلى مزيد من المنح والدعم المالي لضمان استدامة الاستجابة وتوسيع نطاقه» مؤكدا حاجة برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 396 مليون دولار للأشخاص المتضررين حديثا بالزلزال الذي تفوق اعدادهم 5.5 ملايين شخص.
وناشد الدول للحصول على منح اجمالية تصل الى 50 مليون دولار لتقديم المساعدة من خلال الحصص الغذائية والوجبات الساخنة كجزء من نداء الأمم المتحدة العاجل لتركيا وسورية.
من جهته، أكد نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في الكويت خالد شهوان أن الاضرار التي لحقت بالمحافظات السورية جسيمة وهناك ضرورة لتقديم الدعم المالي العاجل من اجل المساعدات العينية ولإزالة الركام إلى جانب المساعدة بالاستشارات النفسية للمتضررين جراء صدمة الزلزال وتوفير كافة مستلزمات العيش لهم.
بدورها، قالت رئيسة بعثة الامم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل) لإقليم الخليج العربي والكويت د.أميرة الحسن في المؤتمر إن فرق برنامج «موئل» العاملة في الميدان قامت بتنفيذ خطة الاستجابة للطوارئ التي تنص على مكافحة الآثار اللاحقة والمترتبة على هذا الزلزال من تقييم المباني بمختلف اشكالها وأنواعها وإعادة توطين قاطنيها ودعمهم.