شهدت السوق المحلية في الفترة الأخيرة، ظهور منافذ بيع تعرض سلعاً لعلامات تجارية جديدة، وبأسعار تقل عن نظيرتها في منافذ البيع المتعارف عليها بين المستهلكين، فضلاً عن طرح تخفيضات على عدد كبير من تلك السلع، ما يجعل الفارق مع منافذ البيع الأخرى كبيراً.
وقال مستهلكون إن العلامات التجارية الجديدة غير معروفة بالنسبة لهم، متسائلين عن أسباب وجود الفوارق السعرية الكبيرة، ومدى جودة تلك السلع.
من جانبهما، قال مسؤولان في منفذي بيع يعرضان تلك المنتجات والسلع، إن العديد من العلامات التجارية المعروضة هي من منشأ مختلف، وبعضها يدخل أسواق الدولة للمرة الأولى، ويستورد بأسعار تفضيلية.
ووصفا جودة السلع المعروضة بأنها «معقولة»، لافتين إلى أن هذه المنافذ تعتمد على زيادة المبيعات لمستهلكين يسعون إلى شراء سلع بأسعار منخفضة وجودة معقولة، كما أن منافذ البيع نفسها تنتج بعض هذه السلع، ما يتيح لها خفض سعرها.
فوارق سعرية
وتفصيلاً، قال المستهلك عاصم رياض: «شهدت الفترة الماضية انتشار عدد من منافذ البيع التي تطرح منتجات غذائية وغير غذائية لعلامات تجارية جديدة وغير معروفة للمستهلك، بأسعار تقل عن نظيرتها المعروضة في منافذ البيع التقليدية».
وأضاف أن منافذ البيع تطرح تخفيضات على عدد كبير من تلك السلع، ما يجعل الفارق السعري كبيراً، مقارنة بالعلامات التجارية في منافذ البيع الأخرى، مؤكداً وجود إقبال كبير على تلك السلع والمنافذ، ومتسائلاً عن أسباب الفوارق السعرية الكبيرة ومدى جودة تلك السلع. وعرض رياض بعض الأسعار التي تطرحها تلك المنافذ، قائلاً: «يبيع منفذ بيع صنف دجاج طازج بـ17.95 درهماً للكيلوغرام، وطرح خصماً عليه بنسبة 22% لينخفض سعره إلى 14 درهماً، في وقت يراوح فيه سعر كيلوغرام الدجاج من علامات تجارية معروفة في منافذ بيع أخرى بين 23 و24 درهماً، وينخفض إلى 20 درهماً في حال التخفيضات». وتابع: «كما تعرض مجموعة عبوات مناديل ورقية للوجه بـ8.95 دراهم، رغم أن سعرها من علامات تجارية أخرى في منافذ بيع أخرى يراوح بين 15 و18 درهماً، وينخفض إلى 13 درهماً تقريباً في حال وجود عروض».
تساؤلات الجودة
من جانبه، اتفق المستهلك فهد عبدالله، في أن منافذ البيع الجديدة تشهد إقبالاً كبيراً من المستهلكين. وقال إنها تبيع سلعاً غذائية وغير غذائية لعلامات تجارية غير معروفة لدى المستهلك سابقاً، وبأسعار تقل عن منافذ البيع التي يعرفها المستهلك، فضلاً عن أنها تطرح تخفيضات على عدد من السلع، ما يجعل الفارق السعري كبيراً. وتساءل عبدالله عن أسباب انخفاض أسعار تلك السلع ومدى جودتها. وأوضح أن منفذ بيع يعرض عادة طبق البيض (30 بيضة) بـ13.95 درهماً، وخفض سعره درهماً، في حين يباع طبق البيض من علامات تجارية أخرى في منافذ البيع المتعارف عليها بين 18 و20 درهماً، دون تخفيضات في العادة.
وأشار كذلك إلى مسحوق غسيل وزن كيلوغرامين بـ11.95 درهماً، مع خصم بنسبة 17% لينخفض سعره إلى 9.9 دراهم، بينما يراوح سعره من علامات تجارية أخرى بين 21 و22 درهماً، وتنخفض إلى 18 درهماً في حال التخفيضات.
إقبال كبير
في السياق نفسه، قال المستهلك سمير سعيد، إنه يشتري مستلزمات البيت من تلك المنافذ، مؤكداً أن سلعها رخيصة، مع إقبال كبير عليها. وأضاف: «عرض منفذ بيع صندوقاً يتضمن 12 زجاجة مياه حجم 500 ملليلتر ومن علامة تجارية غير معروفة بـ4.95 دراهم، ثم طرح عليها خصماً بنسبة 20% ليصبح سعرها 3.96 دراهم، في وقت يراوح فيه سعر العبوة من علامات تجارية أخرى بين 9.90 دراهم و12 درهماً، بحسب منفذ البيع». وأشار كذلك إلى منعّم أقمشة سعة 4 لترات بسعر 13.95 درهماً من علامة تجارية جديدة، بينما يراوح سعر منعمات الأقمشة في منافذ البيع الأخرى بين 25 و28 درهماً، ويصل في التخفيضات إلى 20 درهماً.
الخضروات والفواكه
أما المستهلكة ديما سليم، فلفتت إلى وجود فروق سعرية في بعض أصناف الخضراوات والفواكه تراوح بين درهمين وثلاثة دراهم للكيلوغرام.
وأوضحت أن منافذ البيع الجديدة تعرض الموز بـ4.40 دراهم للكيلوغرام، بينما يطرح مثيله من منشأ آخر وفي منافذ البيع المعروفة بـ6.65 دراهم، والخس بـ4.45 دراهم مقابل سبعة دراهم والخيار بـ2.95 درهم بعد خفضه من 3.75 دراهم، في وقت يباع فيه في منافذ بيع أخرى بـ 4.50 دراهم دون أي تخفيضات.
جودة معقولة
إلى ذلك، قال مسؤول في أحد منافذ البيع الجديدة، أرنال جوريز، إن منافذ البيع الجديدة تطرح علامات تجارية بأسعار أرخص بجودة «معقولة»، لافتاً إلى أن العديد من تلك العلامات التجارية من منشأ مختلف، وبعضها يدخل أسواق الدولة للمرة الأولى، ويتم استيرادها بأسعار تفضيلية. وأوضح أن منافذ البيع تعتمد على زيادة المبيعات في سوق الدولة التي تتميز بقوتها الشرائية العالية، مبيناً أن بعض تلك السلع من إنتاج منافذ البيع.
بدورها، قالت مسؤولة المبيعات في منفذ بيع، رينا ستانو، إن هذه النوعية من منافذ البيع تتمتع بإقبال من فئات مختلفة من المستهلكين الذين يسعون إلى شراء سلع بأسعار منخفضة وجودة معقولة. وأضافت أن منافذ البيع نفسها تنتج بعض هذه السلع، ما يتيح لها خفض سعرها، لكسب المزيد من المستهلكين وزيادة مبيعاتها. لا منافسة
من جهته، قال مسؤول في منفذ بيع كبير، فضل عدم نشر اسمه، إنه لا توجد منافسة بين منافذ البيع الجديدة والمنافذ الأخرى التي تطرح سلعاً ذات جودة أعلى، ويتردد عليها مختلف فئات المستهلكين، مشيراً إلى أن سوق الدولة اعتاد على طرح بضائع بجودة عالية.
وأوضح أنه على الرغم من وجود فوارق ملحوظة في أسعار بعض السلع، فإن هناك تقارباً كبيراً في أسعار بعض السلع، مثل اللحوم، لاسيما أنها من المنشأ نفسه، وكذلك الأصناف.
البحر: تنوع العلامات التجارية والأسعار في مصلحة المستهلكين
قال خبير شؤون التجزئة، إبراهيم البحر، إن هناك اختلافاً في أذواق المستهلكين، خصوصاً أنهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة.
وأضاف أن أسعار العديد من السلع تأثرت بموجة التضخم العالمية، ما يجعل المستهلكين يبحثون عن نوعيات بأسعار أقل، مؤكداً أن تنوع العلامات التجارية والأسعار يصب في مصلحة المستهلكين الذين توفر لهم حرية ومرونة الاختيار وفقاً لدخلهم المالي.
ودعا البحر، منافذ البيع التقليدية المتعارف عليها بين المستهلكين، إلى خفض هامش أرباحها، وتنويع الاستيراد، مع الحفاظ على مستوى جودة مرتفع، كما نصح المستهلكين بالتحقق من جودة السلع، وتاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية في منافذ البيع التي تعرض سلعاً رخيصة الثمن، لاسيما السلع الغذائية.
وأكد أن الجهات المسؤولة عن الرقابة الغذائية تقوم بدروها للتحقق من جودة السلع في أسواق الدولة.
النوعية الجديدة من منافذ البيع تتمتع بإقبال من مستهلكين يسعون إلى شراء سلع بأسعار منخفضة.