تحرص مكتبة عبدالكريم سعود البابطين دائما على اقتناء مصادر المعلومات النادرة والاهتمام بها وإتاحتها للباحثين للاطلاع عليها، وذلك كون هذه المصادر بمنزلة العملة النادرة التي يجد الباحثون صعوبة كبيرة في الوصول إليها، وقد اقتنت مكتبة عبدالكريم البابطين مؤخرا مجموعة قيمة ومهمة من الكتب والمجلات النادرة، حيث قام عبدالكريم سعود البابطين بشراء هذه المجموعة لإثراء مكتبته التي تضم مجموعة كبيرة من أندر الدوريات والكتب العربية وبأعدادها الأولى.
من بين هذه المقتنيات مجلة «النحلة»، وهي واحدة من أقدم الدوريات الصادرة باللغة العربية، حيث صدر عددها الأول عام 1877م في لندن لصاحبها الدكتور لويس صابونجي، المولود في مدينة «ديرك» التابعة لديار بكر التركية ثم انتقل بعدها لمدينة بيروت بلبنان وأنشأ فيها مطبعة لنشر الكتب باللغات العربية والسريانية والتركية، وهو من كبار العلماء خلال هذه الفترة، ومن الشخصيات المهمة التي ساعدته لإنشاء هذه المجلة إسماعيل باشا خديو مصر وسلطان زنجبار برغش بن سعيد، حيث كان لويس صابونجي وكيلا خاصا له، والسير سالرجنك حاكم حيدر آباد، وقاسم باشا الزهير، وغيرهم من كبار الشخصيات خلال هذه الفترة.
وقد حققت مجلة «النحلة» حين صدورها نجاحا كبيرا بأسلوبها الرصين وموضوعاتها المتنوعة، وتعد من أرقى المجلات وأحسنها بتعدد مواضيعها وإتقان رسومها، حيث احتوت على رسومات بالغة الدقة للعديد من الشخصيات التاريخية والأماكن السياحية، وضمت مقالات في كل الموضوعات من الآثار والتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة حتى علوم الفلك والطب والكيمياء والزراعة والصناعة والتجارة.
كما تضم المجموعة المقتناة مجلة «الحرية» وهي مجلة شهرية أدبية أصدرها عبد الجليل رزق الله أي أوفي عام 1924، وتولى رئاسة تحريرها رفائيل بطي، واستمرت تصدر لحولين كاملين حتى توقفت في منتصف 1926، وتهتم المجلة بتاريخ المنطقة العربية وشخصياتها المعروفة بالإضافة لوجود مساحة بالمجلة للموضوعات الأدبية، وقد جاء في عددها الصادر بتاريخ 15 ديسمبر 1924 مقالة لمؤرخ الكويت الكبير المرحوم عبدالعزيز الرشيد بعنوان «قبل تأسيس الكويت».
ومن بين المجلات مجلة «اللسان» وهي مجلة شهرية تاريخية اجتماعية أدبية مصورة أصدرها الأستاذ الحقوقي والصحافي والسياسي والمجاهد المعروف أحمد عزت الأعظمي في بغداد، وصدر العدد الأول من «اللسان» عام 1919، وتوالت أعدادها لعام كامل، قبل أن تتوقف عن الصدور بسبب اندلاع الثورة العراقية 1920، وقد لقيت هذه المجلة انتشارا كبيرا بسبب عنايتها بالقضية العربية والثورة العربية في الحجاز، كما ضمت العديد من القصائد الشعرية لكبار الشعراء، أمثال: محمد مهدي البصير، وجميل الزهاوي، وغيرهم من الشعراء، كما ضمت العديد من المقالات الأدبية.
ومن بين الدوريات التي تضمها المجموعة المقتناة مجلة «النجم» وهي مجلة علمية أدبية أصدرها القس سليمان صائغ في الموصل عام 1928، وكان مولعا بالأدب والتاريخ فأنشأ المجلة في الموصل عام 1928، وشجعت هذه المجلة العديد من الأقلام الشابة الجادة فضلا عن تكريس صفحاتها للدراسات الدينية والتاريخية، وكانت تضم دراسات وأبحاثا تاريخية والعديد من الموضوعات الأدبية والعلمية، واستمرت في الصدور عشر سنوات كاملة.
أما مجموعة الكتب النادرة التي جاءت ضمن المجموعة المقتناة فمنها: مختصر لكتاب «مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود» للشيخ عثمان بن سند، الصادر بالقاهرة عام 1951، وكذلك كتاب «نخب الملح» وهو عبارة عن مختارات أدبية جمعها الأبوان يوحنا بلو واغوستينوس روده وصدر في بيروت عام 1897.