قال آباء وأمهات لطلبة من أصحاب الهمم يدرسون في مدارس خاصة في الإمارات الشمالية، إنهم يدفعون الرسوم الدراسية لأبنائهم ثلاث مرات، هي: الأولى الرسوم الدراسية، والثانية رسوم معلمي التربية الخاصة، والثالثة رسوم «معلمة الظل»، التي ترافق الطالب خلال الدوام الدراسي، ما يكلف مبالغ مالية باهظة، تراوح بين 50 و65 ألف درهم سنوياً، على الرغم من أنهم يدرسون في المرحلة الابتدائية، ومن المفترض ألا تتجاوز رسومهم الدراسية 20 ألف درهم سنوياً.
وأوضحوا أن المدارس تصر على وجود «معلمة الظل» كمرافقة للطالب، على الرغم من تأهيل الكثير من الطلبة من قِبل مختصين، وإمكان دمجهم في الفصول الدراسية بشكل طبيعي، وهو ما يشكل عبئاً مالياً على ذويهم لا يمكنهم تحمله، خصوصاً في ظل الرسوم الدراسية المرتفعة، لافتين إلى أن الرسوم التي تفرضها المدارس الخاصة على أصحاب الهمم باهظة جداً.
وطالبوا الإدارات المدرسية بتخفيض الرسوم الدراسية لأصحاب الهمم أسوة ببعض المدارس الخاصة.
في المقابل، تفيد القواعد العامة لبرامج التربية الخاصة للمدارس الحكومية والخاصة في وزارة التربية والتعليم، بشأن الرسوم والكُلف الدراسية للطلبة أصحاب الهمم، بأنه «يجب ألا تزيد بالنسبة للطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة على 50% من الرسوم المعتمدة للطلبة الآخرين، وذلك كرسوم إضافية لخدمات التربية الخاصة، بشرط الالتزام باللوائح المدرجة في المبادئ العامة لبرنامج التربية الخاصة».
بدورها، أشارت إدارات مدارس إلى أن إلزام ذوي الطلبة أصحاب الهمم بتعيين معلمة ظل لأبنائهم يكون في حالات مثل: الاضطرابات الانفعالية السلوكية، وفرط النشاط، وطيف التوحد، والإعاقة الذهنية، والإعاقات البصرية، مع تحمل الكُلف المالية لراتب معلمة الظل، مضيفين أن بعض المدارس تطبق خصماً على الرسوم الدراسية لذوي الهمم، وتوفر كوادر وأقساماً لمتخصصين في التربية الخاصة، وتشترط مدارس أخرى لتسجيل الطالب، قيام ذويه بتعيين «معلمة ظل» لمرافقته طوال العام الدراسي، مع التزامهم بدفع الرسوم الدراسية السنوية نفسها.
وتفصيلاً، قال آباء وأمهات طلبة من ذوي الهمم، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، إن الرسوم الدراسية لأبنائهم في المدارس الخاصة، تصل إلى ثلاثة أضعاف رسوم زملائهم في الفصول الدراسية، إذ يدفعون الرسوم الدراسية عن أبنائهم، إضافة إلى رسوم معلمي التربية الخاصة ورسوم «معلمات الظل» المرافقات لهم في الفصول الدراسية والمرافق العامة بالمبنى المدرسي.
وأضافوا أن المدارس تفرض على ذوي الطالب تعيين «معلمة الظل»، على الرغم من وصول أبنائهم إلى مرحلة الاندماج التعليمي، ما يؤهلهم ليكونوا طلاباً عاديين كباقي زملائهم في الفصل الدراسي.
واعتبروا أن «المدارس الخاصة لا تراعي ظروف ذوي الطلبة»، وتفرض رسوم الرحلات على «معلمة الظل»، باعتبارها مرافقة للطالب، وهذا ما يزيد الكُلف المالية على الأسرة خلال العام الدراسي.
وذكروا أن ذوي أصحاب الهمم يتحملون تكاليف أخرى، منها إخضاع أبنائهم لدورات تأهيل وتنمية مهارات في مراكز خاصة، إضافة إلى إحضار «معلمة الظل» للمنزل، لضبط سلوكيات الطالب في حال عدم تمكنهم من السيطرة عليه، مطالبين المدارس الخاصة بمراعاة ظروفهم، وتطبيق خصومات على الرسوم الدراسية للطلبة أصحاب الهمم.
وقال أخصائي واستشاري تربية خاصة في مدرسة الحكمة في عجمان، خالد محمود آغا: إن بعض الطلبة من أصحاب الهمم يحتاجون إلى مرافقة «معلمة الظل» لهم طوال العام الدراسي.
ومن هذه الحالات: الاضطرابات الانفعالية السلوكية، وفرط النشاط، وطيف التوحد، والإعاقة الذهنية، والإعاقات البصرية.
كما أن حالات بعض الأطفال تتطلب وجود مرافقين لهم، خصوصاً الذين يستخدمون كرسياً متحركاً.
ويبدأ دور المرافق بتسلم الطفل من الحافلة وتوصيله إلى الفصل، وهي مهمة مختلفة عن مهمة «معلمة الظل»، التي تتولى مساعدة الطالب وتدريبه على الكتابة، وتوضح له السؤال، وتتابع أداء المعلمين معه بطريقة لا تشتت باقي الطلبة في الفصل الدراسي.
وأشار إلى أن «معلمة الظل» ترافق الطالب أثناء وقت الراحة لتوفير احتياجاته، وبإمكانها التعاون مع معلمة التربية الخاصة، لتأهيل وتنمية مهارات الطالب.
وأكد أن إعاقة بعض الطلاب تتطلب وجود «معلمة الظل»، مثل: تشتت الانتباه، وفرط الحركة، لأن جلوس الطالب في الفصل قد يثير الشغب، وعلى المعلمة ضبط سلوكه، ليستفيد من الحصص الدراسية. كما أن اضطراب طيف التوحد يحتاج إلى «معلمة الظل»، لتبسيط المادة العلمية، ومساعدته على عملية الكتابة وفهم المادة في الفصل الدراسي. كما أكد أن «معلمة الظل» تخضع لدورات تدريبية، لافتاً إلى أن المدارس توفر «معلمة الظل» لذوي الطلبة، ويكون لهم اختيار الأنسب لابنهم من دون تدخل المدرسة، مقابل تحمل ذوي الطالب الكُلف المالية، وهي رسوم يتفق عليها ذوو الطالب و«معلمة الظل».
وأضاف أنه «بعد تأهيل وضبط سلوك الطالب، يمكن الاستغناء عن معلمة الظل، ودمجه بشكل طبيعي في الفصل الدراسي».
وذكر أن المدارس لديها طلاب مكفوفون، لا يستعينون بمعلمة الظل، وذلك لوجود فريق دعم ومساندة تم تشكيله من الطلبة والطالبات، لمساعدة وخدمة زملائهم عند التنقل بين مرافق المدرسة.
وأضاف أنه سيتم استيعاب جميع الطلبة بغض النظر عن نوع الإعاقة، ووفق عمر الطالب الزمني، مع توفير الدعم المناسب للطالب مهما كانت شدة الإعاقة، بناء على القانون الاتحادي.
وأشارت نائبة مدير مدرسة في الشارقة، منى سرحال إلى وجود 25 طالباً من أصحاب الهمم، مضيفة أن طالباً واحداً منهم يحتاج إلى معلم ظل أو مرافق معه في الفصل الدراسي. وتابعت أن المدرسة اشترطت على ذوي الطالب تعيين «معلمة ظل»، وتحمل راتبها الشهري، لقبوله في الفصل الدراسي، مضيفة أن «هناك قسماً للتربية الخاصة في المدرسة، لدراسة حالات الطلبة من أصحاب الهمم، وتحديد نوع إعاقتهم من أجل الموافقة على تسجيلهم وتأهيلهم وتنمية مهاراتهم لدمجهم في الفصل الدراسي، وفق إمكانية المدرسة، حيث يدفع جميع الطلبة الرسوم الدراسية السنوية نفسها». وأشارت أخصائية تربية خاصة، و«معلمة ظل» في مدرسة خاصة، رُبا الريس، إلى أن معلمة الظل تحصل على راتب يراوح بين 2500 و4000 درهم شهرياً، يدفعه لها ذوو الطالب. وقالت إن هناك باقات متنوعة، تشمل مرافقة الطالب من أصحاب الهمم في المدرسة وفي المنزل وفي مراكز التربية الخاصة، وتختلف رسومها حسب نوع الخدمات المقدمة لكل طالب.
وأضافت أن أبرز الحالات التي تحتاج إلى معلمات ظل، فرط الحركة والتوحد، حيث إن أحد الطلاب المصابين به لا يجلس في الفصل 10 دقائق، ويصرخ بشكل مستمر، ويبكي، ويضرب رأسه بالجدار، ويتم التعامل معه من قبل معلمة الظل المرافقة له، والتي تسيطر على أفعاله، ويتم تدريبه لدمجه في الفصل الدراسي. وأشارت إلى أنها تعمل معلمة ظل في مدرسة خاصة منذ عامين، وتشرف على طالبة تعاني التوحد المتوسط في مرحلة الروضة، حيث قامت بضبط سلوكها في الفصل الدراسي وسلوكها الشخصي من خلال وضع خطط فردية، ومتابعتها طوال العام الدراسي.
وذكرت أن آخر تقرير صدر من طبيبها النفسي أثبت أنها قادرة على الاندماج بشكل طبيعي في المدرسة، وأنه يمكن الاستغناء عن معلمة الظل، لكن المدرسة تصر على وجود المعلمة معها حفاظاً على مستوى الطالبة التعليمي والنفسي والسلوكي.
وذكرت الريس أنها تتلقى راتباً شهرياً من أسرة الطالبة بشكل مباشر، وقد ترافقها في المدرسة والمنزل من أجل تأهيلها ومساعدتها في تنمية مهاراتها وحل الواجبات.
• «راتب معلمة الظل يراوح بين 2500 و4000 درهم».