شاركت وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد المهيري، في سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الثنائية والجلسات النقاشية التي تم تنظيمها بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة وسفارة الدولة في واشنطن، بهدف تسليط الضوء على أهمية تعزيز العلاقات الإماراتية الأمريكية وتوسيع سبل التعاون في الاستثمار والأمن الغذائي والابتكار الزراعي وحلول التصدي للتغيرات المناخية، وغيرها من ملفات التعاون الحيوية بين البلدين مثل التمويل المستدام.
جاء ذلك خلال زيارتها مؤخرا للعاصمة الأمريكية لحضور قمة “الابتكار الزراعي للمناخ” التي استمرت ثلاثة أيام وشهدت حضور معالي توم فيلساك وزير الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، والعديد من الوزراء وممثلي العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية المشاركة في مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ.
وشاركت مريم المهيري في جلسة نقاشية مع مجموعة من ممثلي مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي، وممثلي القطاعات الحيوية الأمريكية العاملة في مجالات الطيران والتأمين والبنوك وشركات قطاع الترفيه، ومختلف الشركات العاملة في قطاع الزراعة والغذاء الأمريكي إلى جانب جلسة أخرى عقدت بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “CSIS”، بالإضافة إلى مجموعة من اللقاءات الثنائية ذات الصلة.
وفي هذا الصدد، قالت المهيري ” تحظى العلاقات الإماراتية – الأمريكية بالتطور المستمر في مختلف المجالات لا سيما الأمن الغذائي والتعاون في مكافحة التغيرات المناخية والاستثمار والتمويل المستدام وغيرها من المجالات المهمة، وهو ما يمثل لنا فرصة لتوسيع هذا التعاون من خلال تعزيز دعمنا لقمة “الابتكار الزراعي للمناخ” المشتركة والتي حققت نجاحات كبيرة خلال عامين منذ انطلاقها لتشجيع الدول على التعهد بالاستثمار في مجال الابتكارات الزراعية لتعزيز الأمن الغذائي من جهة، وتقليل الانبعاثات الناتجة عن كافة العمليات المرتبطة بقطاع الزراعة من جهة أخرى”.
وأضافت المهيري ” يدعونا ذلك التوجه إلى توسيع نطاق تعاوننا مع الجانب الأمريكي من خلال لقاء العديد من المسؤولين والجهات، وبحث سبل التعاون معها، وتبادل الخبرات والرؤى الخاصة بنا والاستفادة من أحدث الرؤى ذات الصلة.. ونشكر سفارة دولة الإمارات على التعاون في تنظيم العديد من تلك اللقاءات، والعمل معنا من أجل تحقيق كافة أهدافنا المشتركة في تعزيز مكانة الإمارات شريكا موثوقا في إيجاد حلول لمختلف التحديات العالمية”.
من جانبه قال سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة ” يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على كيفية نمو وإنتاج طعامنا.. تقود دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية جهودًا عالمية لمواجهة هذا التحدي ونقوم بحشد الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتعزيز الأمن الغذائي وجعل الزراعة وإنتاج الغذاء أكثر ملاءمة لكوكب الأرض”.
ونظمت سفارة الإمارات في العاصمة واشنطن جلسة نقاشية جمعت معالي مريم المهيري مع مجموعة من ممثلي مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي، ومختلف القطاعات الحيوية الأمريكية العاملة في مجالات الطيران والتأمين والبنوك وشركات قطاع الترفيه، ومختلف الشركات العاملة في قطاع الزراعة والغذاء الأمريكي.
واستعرضت المهيري إمكانات دولة الإمارات الاستثمارية وسهولة الأعمال، وحجم الاستثمار المتبادل بين الإمارات والولايات المتحدة خاصة في قطاع الغذاء.
وتبادلت الرؤى حول المشهد الاستثماري في البلدين والمجالات التي يمكن من خلالها إحداث تقدم على مستوى الاستثمارات والتمويل المستدام خلال الفترة المقبلة.
وشجعت المهيري خلال الجلسة على زيادة الاستثمارات الأمريكية في دولة الإمارات وسلطت الضوء على الفرص التي تقدمها الدولة للأعمال في مجال التكنولوجيا والابتكارات الزراعية على وجه الخصوص، نتيجة للتحديات التي تواجهها الدولة من ندرة المياه وقلة الأراضي الزراعية.
وأوضحت أن مجال تكنولوجيا الزراعة الحديثة يعد أحد أهم التوجهات الحيوية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى دولة الإمارات لتعزيز أمنها الغذائي وتطبيق تقنيات زراعية وغذائية تقلل البصمة الكربونية للقطاع للمساهمة بإيفاء الإمارات بالتزاماتها المناخية.
كما شاركت في جلسة خاصة نظمتها سفارة الدولة في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “CSIS”، والتي ضمت نخبة من خبراء السياسات في مجال الأمن الغذائي.
وأشارت إلى حرص دولة الإمارات على تعزيز الحوار والتعاون بشأن تغير المناخ والأمن الغذائي، في إطار التزامها الدولي بهذا الشأن خاصة مع استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28 في نوفمبر المقبل.
وسلطت الضوء على التزام دولة الإمارات بالتنمية المستدامة والعمل المناخي، مشيرة إلى مبادرات الإمارات الرائدة في هذا الصدد، مثل الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، واستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، والمساهمات المحددة وطنياً للدولة المقدمة من دولة الإمارات إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كجزء التزام دولة الإمارات باتفاق باريس للمناخ، وغيرها من السياسات التي تضمن تحقيق أهداف خفض الانبعاثات ضمن استراتيجية الحياد المناخي حلول 2050، وتعزيز التنوع البيولوجي، وأهم اللوائح التي تنظم عمليات مختلف القطاعات الاقتصادية وضمان تطبيقها للمعايير البيئية والمناخية في الدولة.
وأكدت أن الإمارات تطمح إلى تبوء مكانة عالمية رائدة في مجال الأمن الغذائي القائم على الابتكار بحلول عام 2051، مشددةً على أهمية تسهيل التجارة الزراعية عالمياً، وتنويع مصادر الغذاء الدولية، وتعزيز الإمدادات المحلية من الأغذية المستدامة القائمة على التكنولوجيا.
و شاركت المهيري في عدد من اللقاءات الثنائية مع عدد من المسؤولين وكبار الشخصيات ركزت على كيفية تعزيز سبل التعاون فيما يتعلق بالابتكار الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي ودوره في مواجهة التغيرات المناخية وغيره من المجالات الأخرى مثل الاستثمار والتمويل.
وضمت المناقشات لقاء خاص جمع معاليها وجون كيري، ولقاء آخر مع أري فاولر، المبعوث الأميركي الخاص للأمن الغذائي، بالإضافة إلى اجتماع ثنائي مع السفيرة كاثرين تاي الممثلة التجارية للولايات المتحدة، ولقاء مع السيناتور الأمريكي مايكل بينيت واختتمت معاليها بلقاء خاص مع السيناتور جاي كوستا.