يمر بعض السائقين بتجارب مخيفة أثناء القيادة على الطرق ليلاً، قد تهدد حياتهم على الطريق، وذلك بسبب عدم الانتباه أو عدم رؤية مركبات تسير في الظلام من دون تشغيل الأنوار الخلفية والأمامية، الأمر الذي قد يتسبب في وقوع حوادث تصادم بين المركبات.
وقال مستخدمو طرق لـ«الإمارات اليوم»، إنهم مروا بتجربة واحدة على الأقل أثناء القيادة ليلاً، إذ يفاجؤون، بمركبة أمامهم لا تنير مصابيحها، ما لا يسمح لهم برؤيتها، إلا عند الاقتراب منها بشدة، الأمر الذي كاد أن يوقعهم في حوادث جسيمة.
وأكدوا أهمية تشديد العقوبة على السائقين الذين يهملون تشغيل الأنوار ليلاً، سواء بسبب النسيان، أو بسبب أعطال في مصابيح الإضاءة، لما يشكله ذلك من خطورة كبيرة على حياة مستخدمي الطريق.
وكشفت إحصاءات وزارة الداخلية عن مخالفات مرورية بلغت 23 ألفاً و531 مخالفة على مستوى الدولة العام الماضي، بسبب «السير ليلاً دون استعمال الأنوار».
وتوزعت الإحصاءات التي نشرتها الوزارة عبر موقعها الإلكتروني بين 3579 مخالفة في أبوظبي، و11 ألفاً و326 مخالفة في دبي، و5666 مخالفة في الشارقة، و2199 مخالفة في عجمان، و16 مخالفة في أم القيوين، و699 مخالفة في رأس الخيمة، و46 مخالفة في الفجيرة.
وبيّنت الإحصاءات أن إجمالي مخالفات «عدم وجود ضوء في الإنارة الخلفية للمركبة» التي سجلتها إدارات المرور على مستوى الدولة العام الماضي، بلغت 5795 مخالفة، موزعة بين 2182 مخالفة في أبوظبي، و1003 في دبي، و1253 في الشارقة، و904 في عجمان، و18 في أم القيوين، و292 في رأس الخيمة، و143 مخالفة في الفجيرة.
وفرضت وزارة الداخلية في قانون السير والمرور الاتحادي على مخالفة «السير ليلاً دون استعمال الأنوار» أو «السير في أوقات الضباب دون استعمال الأنوار» غرامة قدرها 500 درهم وأربع نقاط مرورية، بعد أن كانت في السابق 200 درهم وتسجيل أربع نقاط مرورية على المخالفين.
وتبلغ مخالفة «عدم وجود ضوء في الإنارة الخلفية للمركبة» أو «عدم صلاحية إشارات تغيير الاتجاه»، 400 درهم ونقطتين مروريتين.
وقال سائقون لـ«الإمارات اليوم»، إنهم مروا بتجارب لم يستطيعوا فيها تمييز أو رؤية مركبات أخرى تسير في الظلام، من دون أنوار، وبالكاد انتبهوا لها بعد الاقتراب منها، معتبرين أنها تشكل خطراً على مستخدمي الطريق، وسبباً للحوادث الجسيمة والاصطدام بالمركبات الأخرى.
وعزوا ذلك إلى إهمال بعض السائقين ونسيانهم تشغيل الأضواء قبل القيادة ليلاً، أو بسب أعطال فنية في المصابيح وإهمال صيانتها.
وأكدوا أن الدولة شيّدت طرقاً وفق أحدث المعايير العالمية ومعايير السلامة المرورية، ومن ذلك توفير الإضاءة في جميع الطرق، لكن من الأهمية إضاءة أنوار المركبات، لأهميتها في تجنب الحوادث، فضلاً عن ضرورة تركيز السائقين أثناء القيادة، وأخذ الانتباه من مفاجآت الطريق، ومن ذلك وجود مركبة أمامية أو قادمة من اتجاه آخر، وهي غير مرئية بسبب عدم تشغيل الأنوار.
من جانبها، دعت شرطة أبوظبي السائقين إلى التزام القيادة الآمنة، وتشغيل أنوار المركبة خلال السير ليلاً من فترة الغروب حتى الشروق، واستخدامها عند الضرورة، وبما ينبه الآخرين لوجودها، نظراً لخطورة الأمر، وما يترتب عليه من حوادث وإصابات.
وقال المقدم ناصر صالح بن بدوة الدرمكي، من مديرية المرور والدوريات الأمنية بشرطة أبوظبي لـ«الإمارات اليوم»، إن الدوريات الشرطية العاملة، تفرض غرامة قدرها 500 درهم و4 نقاط مرورية على السائقين غير الملتزمين استعمال الأنوار ليلاً.
ودعا أفراد المجتمع إلى ضرورة فحص الكشافات الضوئية لمركباتهم، والتأكد من خلوها من الأعطال، وذلك لضمان سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق.
وأكدت دراسات وخبراء في السلامة المرورية، أهمية الأضواء الخلفية للمركبة، إذ تُعدُّ من العناصر الضرورية، حيث تساعد في تحذير السائقين الآخرين من وجود سيارة، فضلاً عن المساعدة في تفادي الحوادث، كما تعمل على إنتاج الضوء الأحمر، لإبلاغ السائقين الآخرين بتوقف أو تبديل الاتجاه، وهناك أيضاً الأضواء الخلفية الوامضة التي تساعد في تحذير السائقين الآخرين في الحالات الطارئة، مثل الفرامل الاستعجالية والإشارات الضوئية للتنبيه.
وأكدوا أنه يجب على السائقين فحص الأضواء الأمامية والخلفية والإشارات بشكل دوري، والتحقق من صحة الأضواء والعدسات وأسلاك الاتصال، ويجب استبدال أي نوع من الأضواء التالفة فوراً، لضمان فاعلية الإضاءة.
وتلعب إضاءة السيارة دوراً حاسماً في تعزيز سلامة القيادة، وتقليل مخاطر الحوادث على الطرق، وإذا كان نظام الإضاءة في السيارة غير فعّال أو تالف، فإن ذلك قد يؤدي إلى حوادث خطرة، وخسائر بشرية ومادية.
كما تُعدُّ الأضواء الأمامية من أهم عناصر الإضاءة السيارة، حيث تساعد السائق على رؤية الطريق والمعالم الأمامية بشكل واضح، وتعمل على إنتاج الضوء الأبيض الساطع، وتعزيز الرؤية للسائق في ظروف الإضاءة المنخفضة.
هناك أنواع عدة من الأضواء الأمامية، بما في ذلك الأضواء الرئيسة والأضواء الفوقية والأضواء الوامضة، وجميعها تعمل معاً على تعزيز الرؤية وتسهم في مساعدة السائق على رؤية المركبات.