مقال لسفير سلطنة عمان لدى دولة الكويت د. صالح بن عامر الخروصي
تستقبل غداً سلطنة عُمان ضيفها الكبير صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في زيارة (دولة) هي الأولى لسموه إلى مسقط منذ توليه مقاليد الحكم. وسيكون على رأس مستقبليه أخوه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق. فأهلا وسهلا بضيفنا الكبير.
منذ أن وطئت قدمي أرض الكويت هذا البلد الرائد والجميل في ١٥ نوفمبر ٢٠١٩ و أنا أسمع من أهلها كل الود والتقدير لوطني العزيز. كما استمع ممن حظي بشرف حضور مقابلات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر وجلالة السلطان قابوس طيب الله ثراهما للكثير من دلائل الود والاخلاص والوفاء المشترك بينهما. وليس في ذلك غرابة فالعلاقات بين قادة البلدين كانت ولا زالت وسوف تستمر نموذجا للثبات والرسوخ على المباديء الأصيلة والقيم العالية. وهذه الزيارة التي يقوم بها سمو الأمير الشيخ مشعل اعتبارا من اليوم تأتي في نفس الإطار، وضمن نفس النهج الذي تعودنا عليه.
و مما يميز هذه الزيارة السامية انها تشهد افتتاح أكبر مشروع في الصناعات النفطية بين البلدين، حيث يتم التدشين الرسمي لمصفاة الدقم بشراكة بين OQ العمانية و KPI الكويتية. وهكذا برزت الشركة الجديدة OQ8 براسمال يقترب من ٩ مليار دولار، ويتم إنتاج وتكرير ٢٣٠ ألف برميل يوميا. مع العلم ان منطقة الدقم الاقتصادية والتي تتربع على مساحة ١٢٠٠ كيلومتر مربع وفي موقع جغرافي واستراتيجي مهم يطل على بحر العرب والمحيط الهندي ويتصل بالكثير من الموانيء العالمية. كل ذلك يضفي مزيدا من الأهمية لهذا المشروع الحيوي.
ولا يقتصر الاستثمار والتعاون المشترك على قطاع الطاقة بل يشمل قطاعات اخرى مهمة من بينها الصناعة والسياحة والعقارات والنقل والصناعات الغذائية وغيرها. وقد وصل حجم الاستثمار في هذه القطاعات ٩٢٣ مليون ريال عماني حتى شهر سبتمبر ٢٠٢٣. فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين نحو ٧٩٠ ريال عماني في العام الماضي (حتى شهر نوفمبر). والعمل يجري بوتيرة متسارعة للارتقاء بهذه المعدلات. كما أن العلاقات المباشرة بين رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص في البلدين يعزز فرص النمو الاقتصادي.
إن العلاقات في المجالات الثقافية والفنية والعلمية والرياضية شهدت زخما متواصلا خلال السنوات القليلة الماضية ولدينا الكثير من الفعاليات المبرمجة للفترة القادمة. كما أن التواصل الشعبي والاجتماعي بين البلدين يسير بوتيرة تؤكد عمق الروابط الأسرية والأخوية بينهما.
ختاما نترقب زيارة سمو الأمير بما تحمله من خير ومنفعة للبلدين ولمنظومتنا الخليجية التي نتشارك فيها وحدة المنشأ والمصير.