حذّرت مدارس خاصة في أبوظبي، من قيام جروبات ذوي الطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر شائعات حول المدارس من دون تحقق أو الرجوع إلى المسؤولين، ما يعرّض القائمين على هذه الجروبات للمساءلة القانونية، فيما وصف إداريون ومعلمون جروبات أولياء الأمور بأنها باتت «صداعاً مزمناً»، وتحولت عن المسار الذي ظهرت من أجله.
وتفصيلاً، أرسلت مدارس خاصة في أبوظبي رسائل إلى ذوي الطلبة، طالبتهم بعدم الانسياق وراء بعض الشائعات التي يروجها بعضهم من خلال مجموعات ذوي الطلبة على برامج ومنصات التواصل الاجتماعي، التي لا تستند إلى أي معلومات حقيقية ومبنية على السمع، وتناقل أخبار غير موثقة، تتسبب في إحداث بلبلة في الميدان التعليمي.
وأشارت المدارس في رسائلها إلى رصدها منشورات لذوي طلبة على مجموعات تطبيق «واتس أب»، وعلى صفحات ومنصات تواصل اجتماعية غير رسمية، وغير مصرح بها من المدرسة، تتسم بأنها معلومات تحريضية، يتم ترويجها في المجال العام، وتتعارض مع قانون وسائل التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات، محذرة من أن وضع تلك المعلومات التحريضية في المجال العام يعرّض صاحبها للمساءلة القانونية، حيث سيكون للمدرسة الحق في اتخاذ كل الإجراءات التي تحفظ لها حقها، وتصون سمعتها الأكاديمية، ويمكن أن تصل العقوبة إلى غرامات مالية كبيرة جداً أو حتى السجن.
وأكدت المدارس أن المعلومات المزيفة التي يتم تداولها تتسبب في كثير من القلق بين أولياء أمور الطلبة، مشيرة إلى مخاطر مجموعات «واتس أب» ومنشورات التواصل الاجتماعي على تماسك المجتمع المدرسي، مشددة على ضرورة أن تكون المدرسة هي نقطة الاتصال الأولى لأولياء أمور الطلبة، في حال كانت لديهم أسئلة أو مخاوف أو تعليقات.
فيما أكد معلمون وإداريون في مدارس خاصة، ماجد فاروق، وصفاء سلامة، ومنى حسين، أن جروبات ذوي الطلبة باتت تربك المشهد التعليمي، بعد أن حادت عن الهدف الذي ظهرت لأجله، حيث لم يعد لها شاغل سوى إحداث البلبلة والترويج للشائعات بشأن وقوع حوادث بالمدارس أو تعرض طلبة للتنمر أو تراجع المستوى التعليمي، وانتقاد السياسات المدرسية، والاستراتيجيات التعليمية المطبقة.
وأشاروا إلى أن الفصل الدراسي أصبح له أكثر من جروب، بسبب تنافس الأمهات على إدارته، حيث يتم عمل الجروب مع بداية العام الأكاديمي، وخلال شهر تحدث بين الأعضاء مناوشات وخلافات، فيقوم جزء منه بالخروج وعمل جروب مستقل، ويطالبون معلمي الصف بالاشتراك في كل هذه الجروبات، وكأن المعلم مطالب بأن يكون مسؤولاً عن الطلبة داخل الصف وعن ذوي الطلبة داخل الجروب!
فيما أكدت المعلمات عبير حمدي، وفاطمة عبدالرحمن، ونهلة بسادة، أن مجموعات «واتس أب» الخاصة بأمهات الطلبة، تحولت إلى جروبات إزعاج، لافتات إلى أن كثيراً من الأمهات لا يظهرن في الجروبات، إلا للنقد والتقليل من مجهود المدرسة والعاملين فيها، كما أن الجروب كل يوم بحال، فيوم يتحول إلى ساحة للشجار بين الأعضاء، أو لتداول وصفات التغذية والرجيم، أو عرض منتجات للبيع أو إعلان خصومات في مراكز تسوق.
وأشارت المعلمات إلى أن جروبات «واتس أب» الخاصة بذوي الطلبة أنشأتها المدارس في بداية ظهور تطبيقات التواصل، لزيادة التفاعل مع أولياء الأمور، وسرعة إيصال المعلومات إليهم، وكانت لها شروط وضوابط يجب على المشتركين في الجروبات التزامها، منها منع الأحاديث الجانبية العامة، ومنع جميع أنواع الإعلانات العامة والخاصة، ومنع إعلانات المجموعات الأخرى، أو طلب إضافة مجموعات أخرى في المحادثات العامة، وكان يتم إنذار المخالفة مرتين وفي الثالثة يتم حذفها.
ولفتت إلى أن الهدف المفترض من القروب المدرسي يجب ألا يخرج عن كونه نافذة للنقاش فيما يخص المقرر المدرسي للصف، وطلب وعرض نماذج أنشطة وتقويمات الأسئلة والاستفسارات، وطرح موضوعات لا تخرج عن مضمون المقرر المدرسي.
من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة «في دليل سياسات المدارس الخاصة» أنه يجب على المدارس بناء علاقات جيدة مع أولياء الأمور والحفاظ عليها، حيث ينبغي أن تشجعهم المدارس على المشاركة في الشؤون المدرسية، مع تحديد المجالات والدور الذي يمكنهم القيام به، مشيرة إلى تشجيعها المدارس على تطوير التواصل بين البيت والمدرسة، ومشاركة أولياء الأمور من أجل تحسين الأداء الأكاديمي للطلبة، حيث تعتبر لقاءات أولياء الأمور والمعلمين، والتقارير غير الرسمية (الشفهية والمكتوبة) والمكالمات الهاتفية الدورية، جزءاً لا يتجزأ من التواصل بين البيت والمدرسة، ويجوز احتفاظ المدرسة في سجلاتها بنسخ من كل تقرير غير رسمي صادر عنها، بحيث توضح تواريخها وموضوعات النقاش فيها.
«التعليم والمعرفة»:
• «على المدارس بناء علاقات جيدة مع أولياء أمور الطلبة والحفاظ عليها».
حقوق ذوي الطلبة
أكدت دائرة التعليم والمعرفة على حق أولياء الأمور في الاطلاع على الحياة اليومية في المدرسة وأهدافها، ويجب على المدرسة تأمين حماية خصوصية أبنائهم، وحصولهم على تقارير منتظمة عن تقدم الطلبة، ومقابلة معلمي الطالب مرتين – على الأقل – خلال العام الدراسي، وزيارة الفصول الدراسية التي يدرس فيها أبناؤهم مرة واحدة – على الأقل – خلال العام الدراسي، والحصول على معلومات عن توزيع أبنائهم في الفصل الدراسي، وحقهم في تقديم موافقة مكتوبة على الترتيبات المقترحة، بالإضافة إلى الاطلاع على السياسات المدرسية التي تؤثر في أولياء الأمور الطلبة وأبنائهم، كسياسة السلوك الطلابي وسياسة الحضور والرسوم الدراسية.