حذّرت مدارس خاصة في أبوظبي الطلبة وذويهم من استخدام اسم المدرسة أو شعارها في إنشاء مجموعات (قروبات) على منصات الوسائط الاجتماعية، وأرسلت المدارس رسائل إلى ذوي الطلبة، حذرت فيها من أن القيام بإنشاء هذه القروبات دون تصريح رسمي من المدرسة يضع المسؤول عنها تحت طائلة قوانين الجرائم الإلكترونية، التي تطبق على البالغين وعلى الأطفال أيضاً.
فيما أكد أولياء أمور طلبة أن تلك المجموعات باتت تزعج المدارس، بسب الحديث الدائم عن زيادة الرسوم، على الرغم من أنها تفيدنا في توفير تواصل مشترك، أو الاتفاق على نقل الأطفال إلى المدارس بالتبادل، واختيار أفضل المدرسين للدروس الخصوصية.
وتفصيلاً، حفلت منصات التواصل الاجتماعي بعشرات المجموعات (القروبات)، التي تحمل أسماء مدارس خاصة، يناقش من خلالها ذوو الطلبة أحوال المدرسة وقراراتها، والمشكلات التي يتعرض لها أبناؤهم، حيث تساعدهم هذه المجموعات على تكوين رأي موحد في حال صدور أي قرار من إدارة المدرسة يخص الطلبة بشكل مباشر.
وأوضح مسؤولون في مدارس خاصة، عبدالله راشد، ومحمد نجيب، ومنى عبدالرحمن، أن المدارس في البداية تعاملت مع قروبات أولياء أمور الطلبة على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فيس بوك»، بشكل إيجابي، واعتبرتها وسيلة دعم وتواصل مع أحد الأطراف المهمة في المعادلة التعليمية، من أجل تبادل الأفكار والآراء بين أولياء الأمور في ما يخص أبناءهم، إلا أن الأمر تحول إلى ساحة شجار بين الأمهات، ومنصات لتقييم المدارس والتشهير بها وبالمعلمين.
وأشاروا إلى أن هذه المجموعات كانت تضم في بدايتها أولياء أمور الطلبة فقط، وكان الغرض منها واضحاً، وكانت المناقشات تدور حول أمور الدراسة والواجبات المدرسية، لكن سرعان ما توسعت هذه المجموعات، وباتت تقبل طلبات إضافة من أشخاص لا ينتمون إلى المدرسة، وزاد الأمر إلى إنشاء أشخاص مجهولين لقروبات بأسماء المدارس، لضم أكبر عدد من المتابعين، واستغلال هذه القروبات في التسويق التجاري والإعلاني.
ولفتوا إلى اتساع موضوعات النقاش بين الأمهات على القروبات، وخروجها عن نطاق مجموعات متابعة سير العملية التعليمية لأبنائهن، وتحولها إلى منصات لكل المجالات، بما فيها الإعلانات وعروض البيع والشراء، فنتج عنه زيادة المشكلات بين العضوات، وإقصاء كل من تختلف عنهن في الرأي، فانقسم كل قروب إلى قروبات عدة، وباتت كل مجموعة تنشئ لنفسها قروباً باسم المدرسة، حتى وصل عدد القروبات التي تحمل اسم إحدى المدارس الشهيرة إلى أكثر من 20 مجموعة، وباتت بعض المدارس بها مجموعة باسم كل صف دراسي.
فيما أشار المعلمون، ياسر التوني، ومعتمد نصر، وفادية خليل، وأمل حسن، إلى أن قروبات التواصل الاجتماعي «فيس بوك، وواتس أب، وتليغرام» باتت تعكس صور سلبية وغير حقيقية عن المدارس، وطالما تحمل اسم المدرسة يعتقد معظم المشتركين والمتابعين أن كل ما يكتب بها صحيح، خصوصاً أن نسبة كبيرة من ذوي الطلبة منشغلة بأعمالها، وتقبل على الاشتراك في هذه القروبات لمعرفة أخبار العملية التعليمية في المدرسة، معتقدة أنها مواقع رسمية تحت إشراف المعلمين أو مجلس أولياء أمور الطلبة.
ولفتوا إلى أن مشكلات هذه القروبات زادت بشكل كبير، بعدما أصبحت القروبات «مجموعات مغلقة»، لا يسمح بالاطلاع على ما يدور داخلها إلا للأعضاء الموافق عليهم من جانب «أدمن القروب»، وباتت تشكل أداة ضغط على المدارس، من خلال نشر الشائعات، ومشاركة منشورات مجهولة دون تحقق من المصدر، ونشر معلومات مغلوطة غير موثقة، كما بات من الصعب الرد عليها، حيث يقوم القائمون على القروب بإقصاء أي عضو يخالفهم الرأي، أو يحاول توضيح الصورة والاعتراض على ما ينشر.
فيما أرجع ذوو طلبة، محمد فارس، ونادية صبحي، وسماح جلال، ورضوى أحمد، اعتراض المدارس على قروبات أولياء الأمور إلى أسباب عدة، أهمها الاعتراض الدائم من قبل ذوي الطلبة على زيادة الرسوم الدراسية، وتحصيل أموال بغير وجه حق، إضافة إلى توحيد الرأي في أي مشكلة تحدث في المدرسة، ومناقشتها على القروب، على عكس ما ترغب فيه المدارس من مناقشة المشكلات والاعتراضات بشكل فردي، حتى تضمن فرض وجهة نظرها.
وأشاروا إلى أن النقاشات على القروبات لا تخرج عن الرسوم الدراسية للمدرسة، ومقارنتها بالمدارس المثيلة، وأسعار الزي والكتب، ومستوى المعلمين، ورسوم الحافلات المدرسية، التكليفات والواجبات اليومية، إضافة إلى اتفاق الأمهات على توفير تواصل مشترك، أو الاتفاق على نقل الأطفال إلى المدارس بالتبادل، واختيار أفضل المدرسين للدروس الخصوصية.
القروبات عامل أساسي في اختيار ذوي الطلبة مدارس أبنائهم
أكد إداريون في مدارس خاصة، محمد ندا، ووليد صبحي، ومراد بدر، ونيرة خالد، وهدى سمير، أن قروبات ذوي الطلبة باتت عاملاً مؤثراً وأساسياً في اختيار ذوي الطلبة مدارس أبنائهم، وباتت تؤثر في عملية الإقبال على التسجيل في المدارس، وتستغلها بعض إدارات المدارس في الترويج لنفسها على حساب منافسيها بشكل ظالم وغير شريف، حيث تقوم بتوجيه بعض عضوات القروب للهجوم على المدرسة التي يحمل القروب اسمها، والإشادة والثناء على مدرستهم، وترويج أنهن سيقمن بنقل أطفالهن إليها، أو الإساءة إلى المدرسة في حال قامت إحدى عضوات القروب بالاستفسار عن المدرسة بغرض التقديم لأبنائها في العام الدراسي المقبل، حيث يتم تشويه صورة المدرسة مقابل الإشادة بمدرسة بعينها.
ولفتوا إلى أنه بمراجعة العديد من القروبات الخاصة بالمدارس، اتضح لهم وجود الأسلوب نفسه في التشهير بالمدارس، والترويج لمدارس بعينها، ووجود حسابات واحدة مشتركة في قروبات العديد من المدارس، وتنتحل صفة ولي أمر للقيام بالتشهير والإساءة لهذه المدارس مقابل الترويج لمدارس أخرى، ما يؤكد وجود ترصد وإساءة استخدام لهذه القروبات. ذوو طلبة: «المجموعات تفيدنا في الاتفاق على نقل الأطفال إلى المدارس واختيار مدرسين للدروس الخصوصية».
• مدارس: اتساع موضوعات النقاش بين الأمهات على القروبات وخروجها عن النطاق التعليمي لأبنائهن.