أفاد سائقون أنه كثيراً ما يحدث سجال وخلاف حول المتسبب في الحوادث المرورية البسيطة بين المركبات نتيجة الرجوع للخلف، إذ يرى فريق منهم أن المسؤولية تقع بشكل رئيس على سائق المركبة الأمامية التي وقفت فجأة على الطريق ورجعت إلى الوراء من دون انتباه، فيما يرى فريق آخر أن المسؤولية تقع على سائق المركبة الخلفية، الذي لم يراعِ ترك مسافة كافية بين المركبات.
وشهدت طرق الدولة العام الماضي، 65 حادثاً بسبب الرجوع للخلف دون التأكد من خلو الطريق، توزعت بين 18 حادثاً في أبوظبي، و36 حادثاً في دبي، وخمسة حوادث في الشارقة، وأربعة حوادث في عجمان، وحادث واحد في رأس الخيمة، وحادث واحد في الفجيرة، بحسب إحصاءات وزارة الداخلية للحوادث المرورية التي وقعت على مستوى الدولة العام الماضي.
كما شهدت طرق الدولة العام الماضي، 669 حادثاً بسبب عدم ترك مسافة كافية، توزعت بين 72 حادثاً في أبوظبي، و514 حادثاً في دبي، و21 حادثاً في الشارقة، و10 حوادث في عجمان، وسبعة حوادث في أم القيوين، و32 حادثاً في رأس الخيمة، و13 حادثاً في الفجيرة.
وينص قانون السير والمرور الاتحادي، على مخالفة الرجوع للخلف بصورة خطرة، بالغرامة 500 درهم وتسجيل أربع نقاط، فيما يتم تطبيق البند «52» في قواعد وإجراءات الضبط المروري رقم «178» لسنة 2017، على السائقين المخالفين بعدم ترك مسافة أمان كافية خلف المركبات الأمامية، بغرامة 400 درهم، وأربع نقاط مرورية على قائد المركبة.
وقال سائقون لـ«الإمارات اليوم»، إنه من الأمور الشائعة في الحوادث البسيطة، أن يحدث سجال بين المشاركين فيها، حول المتسبب، حيث يحاول كل طرف، إلقاء المسؤولية على الطرف الآخر، لكن تكون الكلمة الأخيرة لمسؤول تخطيط الحادث.
وأشاروا إلى أن من أبرز الحوادث التي تكون محل جدل، تلك التي تقع بسبب الوقوف المفاجئ للمركبة الأمامية، أو الرجوع بالمركبة للخلف دون انتباه، إذ يكون الحادث المترتب على هذا الفعل محل جدل بين السائقين، وكل منهما يلقي المسؤولية على الآخر.
وذكر عبدالرحمن أحمد وعبدالله إبراهيم وآخرون، أن الوقوف المفاجئ عند الإشارات الضوئية من أبرز المفاجآت التي تحدث لهم، إذ يفاجأون بوقوف سائق مركبة، قبل تحول الإشارة إلى اللون الأصفر أو الأحمر، الأمر الذي قد يتسبب في حادث تصادم من الخلف، ودائماً ما يلقي القانون المسؤولية على القادم من الخلف، لعدم تركه مسافة أمان كافية.
وأشاروا إلى أن من الأخطاء الشائعة لدى بعض السائقين عدم الانتباه عند رجوع المركبة إلى الخلف في موقف سيارات، إذ يتسبب ذلك في حوادث مع المركبات الأخرى، لكن يحدث الجدل عندما يتوقف سائق مركبة بشكل مفاجئ، من دون تنبيه الآخرين، ويرجع بالمركبة للخلف للدخول في شارع فرعي أو لركن مركبته في موقف.
من جانبه، ذكر الخبير المروري المدير العام لجمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية، الدكتور جمال العامري، أن مثل تلك الحوادث المرورية تفصل فيها الجهات المعنية بتخطيط الحوادث، حيث يمتلكون من الخبرة والمهارة ما يمكنهم من معرفة وتحديد المتسبب والمتضرر في الحادث.
وقال العامري لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك قاعدة مرورية عامة شائعة، وهي أنه في حوادث الصدم بين المركبات من الخلف، تقع المسؤولية على المركبة القادمة من الخلف، إذ يفترض بالسائق ترك مسافة أمان كافية، والحذر من مفاجآت الطريق، والوقوف المفاجئ للمركبات وغيرها. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من الحوادث المرورية التي تحدث في الدولة، يكون سببها الرئيس هو عدم ترك مسافة أمان كافية بين المركبات، فيما تحذر الجهات المعنية من هذه المخالفة بصورة مستمرة لخطورتها وتسببها في كثير من الحوادث.
وأضاف العامري أنه «لكل قاعدة استثناء، بمعنى أنه في بعض الحوادث المرورية، يرتكب سائق المركبة الأمامية خطأ، يتسبب على إثره في حادث مروري مع مركبة قادمة من الخلف، ومن ذلك رجوعه للخلف بالمركبة بصورة خطرة، أو خروجه من موقف سيارات دون انتباه للمركبات القادمة. وهنا القانون يحمله المسؤولية، إذ يتوجب عليه أخذ الحيطة والحذر عند الرجوع للخلف».
ولفت إلى أنه «كثيراً ما نسمع سائقين يدعون أن سائق المركبة الأمامية وقف فجأة في الطريق أو أمام إشارة ضوئية، ما تسبب في حادث تصادم مع المركبات القادمة من الخلف»، مشيراً إلى أنه «قد يبدو تصرفاً مرورياً خطراً، لكن في مثل هذه الحالات يقف القانون مع المركبة الأمامية، ويحمل المسؤولية على سائق المركبة الخلفية، الذي يلزمه القانون بترك مسافة أمان كافية، لتجنب مثل هذه الحوادث».
وأكد العامري أهمية أخذ الحيطة والحذر والانتباه أثناء القيادة على الطرق، وتوقع أي طارئ أو مفاجأة على الطريق، وتوقف حركة السير بصورة مفاجأة أو أخطاء السائقين الآخرين التي قد تتسبب في حوادث تصادم بين المركبات. كما أكد أنه «من الأهمية ترك مسافة أمان كافية بين المركبات، ليتمكن السائق من الوقوف بالمركبة بشكل آمن دون التسبب في التصادم، وكذا من الأهمية على السائقين أخذ الحيطة والحذر أثناء الرجوع بالمركبة إلى الخلف، لتجنب حوادث التصادم مع المركبات الأخرى، أو قد يكون هناك عابر مشاة خلف المركبة قد يتسبب عدم الانتباه في صدمه».
إجراءات وقائية
حذّرت شرطة أبوظبي السائقين من مخاطر عدم ترك مسافة أمان كافية خلف المركبات الأمامية، موضحة أنها تتسبب في وقوع حوادث مرورية، تنتج عنها خسائر بشرية ومادية.
وحثت ضمن حملاتها التوعوية على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في الأحوال الجوية المتغيرة، بترك مسافة أمان أكبر بين المركبات، خاصة خلال انخفاض مدى الرؤية الأفقية بسبب الضباب، أو أثناء نزول المطر وتجمع المياه على الطرق، ما قد يعرض المركبات للانزلاق وعدم التوقف في المسافة المناسبة.
ونشرت شرطة أبوظبي عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات لمخالفات وحوادث مرورية حقيقية، وقعت على طرق الإمارة، بهدف توعية الجمهور بخطورة عدم ترك مسافة كافية بين المركبات على الطرق.
ونبهت إلى أنها ترصد المخالفات المرورية على الطرق على مدار الساعة، تعزيزاً للسلامة، وأن مخالفة «عدم ترك مسافة أمان بين المركبات» تُعدّ من أبرز أسباب الحوادث المرورية على الطرق.