أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، اتصالات هاتفية مع عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ورئيس جمهورية مصر العربية، عبدالفتاح السيسي، ورئيس الجمهورية العربية السورية، بشار الأسد، ورئيس دولة إسرائيل، إسحاق هرتسوغ، ورئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، تتعلق بتطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة.
وبحث سموه مع القادة خلال الاتصالات ضرورة وقف التصعيد، والتهدئة، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لحماية جميع المدنيين، والحفاظ على أرواحهم، إضافة إلى أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر، ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل، الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.
في سياق متصل، تواصلت الدعوات الدولية للتهدئة ووقف القتال، وحذّر الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، من «حلقة مفرغة من التوتر في المنطقة»، وأكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن القاهرة أجرت اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، من أجل احتواء التصعيد الراهن. وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن أنقرة عازمة على تكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف القتال، فيما دعا عاهل الأردن، الملك عبدالله الثاني، إلى ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لتفادي تفاقم الأوضاع التي ستكون لها تداعيات خطرة على كل جهود التهدئة الشاملة، وعلى أمن المنطقة واستقرارها، لافتاً إلى أن هناك تواصلاً مع الشركاء الإقليميين والدوليين لبحث تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد. ودعا المغرب إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، للتشاور والتنسيق بشأن تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وكذا البحث عن سبل إيقاف التصعيد الخطر.
ميدانياً، تواصلت المعارك بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة «حماس» في شوارع جنوب إسرائيل، أمس. وشنّت إسرائيل ضربات سوّت مباني في غزة بالأرض، وأعلن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أن البلاد في حالة حرب، بما يسمح رسمياً باتخاذ خطوات عسكرية مهمة. وأدت المعارك إلى سقوط مئات القتلى بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مسؤولين، أن 700 إسرائيلي على الأقل قتلوا، بينهم 44 جندياً. وذكر الجيش الإسرائيلي أن القتال لايزال مستمراً في الجنوب، وأن حالات احتجاز رهائن هناك مازالت جارية، موضحاً أن قوات إسرائيل ضربت 800 هدف في غزة، ما أدى إلى تسوية مبانٍ عدة بالأرض، لافتاً إلى أنه نشر عشرات الآلاف من الجنود في المنطقة المحيطة بقطاع غزة، الذي يقطنه 2.3 مليون فلسطيني، ويعتزم إجلاء كل الإسرائيليين الذين يعيشون حول حدود القطاع، فيما قال المكتب الصحافي بالحكومة الإسرائيلية، إن «حماس» اختطفت ما لا يقل عن 100 شخص من إسرائيل، وذلك بعدما أعلنت الحركة أنها أسرت عدداً غير محدود من الرهائن.
وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن مساعدة عسكرية أميركية إضافية في طريقها إلى إسرائيل، وقالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إنها ستقدم ذخائر ومعدات لإسرائيل بشكل سريع.
وواصلت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية على قطاع غزة، استهدف مباني عدة، بينها أبراج سكنية ومنازل لقادة في «حماس». وفر سكان فلسطينيون من منازلهم القريبة من الحدود هرباً من الضربات الإسرائيلية، وقصدوا عمق القطاع، بعد تحذيرات أذاعها الجيش الإسرائيلي باللغة العربية. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، إن أكثر من 20 ألف شخص لجأوا إلى 44 مدرسة تابعة لها في أنحاء غزة، لافتة إلى أن ثلاثاً من مدارسها تعرضت لأضرار جانبية جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.
من جانبها، قالت حركة «حماس» إنها واصلت خلال الليل، إرسال قوات ومعدات إلى عدد من المواقع في إسرائيل. وتمكنت من استبدال بعض القوات في مواقع القتال بقوات أخرى، وتنفيذ عمليات تسلل جديدة. وقالت السلطات الصحية في غزة إن إجمالي حصيلة القتلى الفلسطينيين ارتفعت إلى 413، أمس، إضافة إلى إصابة 2200 آخرين جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن مواطناً فرنسياً قُتل نتيجة الهجمات في إسرائيل، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن العديد من المواطنين الأميركيين قتلوا على الأرجح في إسرائيل وفُقد آخرون.
وأعلن «حزب الله» اللبناني، أمس، أنه أطلق أعداداً كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة على مواقع إسرائيلية في المنطقة الحدودية، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ قصفاً مدفعياً على جنوب لبنان، رداً على إطلاق نار من المنطقة.
وقالت السلطات الإسرائيلية والمصرية، إن شرطياً مصرياً فتح النار، أمس، على سيّاح إسرائيليين في مدينة الإسكندرية على البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل إسرائيليين ومصري، ذكرت وسائل إعلام أنه مرشد سياحي. وذكر بيان لوزارة الداخلية المصرية أن شخصاً آخر أصيب في الهجوم.
• رئيس الدولة يؤكد أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل.