أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن المعرفة ستبقى خيار المجتمعات ورهانها من أجل التطور المنشود، وتلبية تطلعات الإنسان الجوهرية في العيش الكريم، والإحساس بالطمأنينة والثقة بالمستقبل.
جاء ذلك خلال تتويج سموه، أمس، أبطال تحدي القراءة العربي 2024 في دبي أوبرا، إذ كرّم سموه الفائزين بالمركز الأول وهم الطلبة: حاتم محمد جاسم التركاوي، من سورية، وكادي بنت مسفر الخثعمي من المملكة العربية السعودية، وسلسبيل حسن صوالحة من فلسطين، وذلك في الحفل الختامي للدورة الثامنة من التحدي التي سجلت مشاركة غير مسبوقة، بأكثر من 28 مليون طالب وطالبة مثّلوا أكثر من 229 ألف مدرسة في 50 دولة، تحت إشراف أكثر من 154 ألف مشرف ومشرفة قراءة، خلال تصفيات الدورة الثامنة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، والتي تنظمها مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية».
وحصل كل من الأبطال الثلاثة على جائزة بقيمة نصف مليون درهم، بعد تفوقهم في المرحلة النهائية التي ضمّت أوائل الدول العربية، ونال عمر عبداللطيف من مصر (الأزهر الشريف) المركز الثاني وجائزة بقيمة 100 ألف درهم، فيما حل سليمان الشميمري من الكويت في المركز الثالث، وحصل على جائزة بقيمة 70 ألف درهم.
كما كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مدرسة الإبداع – الحلقة الأولى (من الإمارات)، بعد حصولها على لقب «المدرسة المتميزة».
وشهد الحفل الذي أُقيم في أوبرا دبي وحضره أكثر من 1500 شخصية، تكريم «المشرف المتميز»، وتتويج بطل الجاليات، وبطل الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في فئة أصحاب الهمم، إضافة إلى أوائل الطلبة المشاركين في التصفيات على مستوى الدول.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «توّجنا اليوم أبطال تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة.. مشاركة أكثر من 28 مليون طالب وطالبة من مدارس 50 دولة إنجاز جديد لأكبر مشروع للقراءة في العالم.. سعيد بشغف هذا الجيل العربي بالمعرفة والقراءة.. فخور بهذه الكوكبة الجديدة من صُنّاع المستقبل».
وأضاف سموه: «الطلاب والطالبات العرب يقدمون في كل دورة من التحدي، نماذج ملهمة في الإيجابية والمبادرة وجسارة تحويل الحلم إلى حقيقة.. آمنوا أن المثابرة طريق الفوز فنالوا ما يستحقون».
ووجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحية خاصة للطلاب والطالبات المشاركين في فئة أصحاب الهمم، وقال سموّه: «أبناؤنا الطلبة من أصحاب الهمم أثبتوا مجدداً لأنفسهم وللجميع أنهم يمتلكون ما يكفي من عافية الإرادة وقوة العزيمة لقهر المستحيل.. إنجازات نعتز بها، وإقدام يحفّز الجيل الجديد على كتابة غد العرب بحروف من نور».
وهنّأ سموه الفائزين في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي وجميع المشاركين في منافساتها: «أهنئ كل فائز ومجتهد اتخذ الكتاب صديقاً والقراءة أسلوب حياة.. أبارك لأسر الطلبة هذه الفرحة، وأشكر المؤسسات التعليمية في الدول المشاركة على دورها المُقدَّر في نجاح تحدي القراءة.. التفاني لإعلاء شأن الثقافة نُبل، وتمهيد الطريق أمام الأجيال الجديدة لنيل حقها في المعرفة، رسالة سامية».
وحضر حفل تتويج الفائزين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
فئة المدرسة المتميزة
واستحقت مدرسة الإبداع – الحلقة الأولى (من الإمارات) لقب «المدرسة المتميزة» وجائزة بقيمة مليون درهم، تقديراً لدورها الكبير في تحفيز الطلبة على القراءة وتشجيعهم على المشاركة بكثافة في منافسات تحدي القراءة العربي، وإطلاقها مبادرات نوعية لتسهيل حصول الطلبة على الكتب والأدوات المعرفية، والتعريف بمبادرة التحدي على أوسع نطاق.
وجاءت ثانوية أبوطلحة الأنصاري (من السعودية) في المركز الثاني، وحصلت على 500 ألف درهم، وحصدت مدرسة بنات عورتا الثانوية (من فلسطين) المركز الثالث وجائزة بـ300 ألف درهم.
الاحتفاء بأبطال الجاليات
وتوّج سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، محمد الرفاعي من السويد، بلقب بطل الجاليات، وحصل على جائزة بقيمة 100 ألف درهم، فيما نال أحمد عبدالرقيب الأحمد من ماليزيا، المركز الثاني وجائزة قدرها 70 ألف درهم، وذهب المركز الثالث وجائزة 30 ألف درهم إلى جانا السيد حمدي من اليونان.
وفي فئة أصحاب الهمم، توّج سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد حسن عبدالحليم، من مصر (الأزهر الشريف) بلقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة في هذه الفئة، ونال 200 ألف درهم، وجاء لؤي الشريف من تونس، في المركز الثاني بجائزة 100 ألف درهم، ونالت المركز الثالث جوان عاصم أسعد، من فلسطين، وجائزة 50 ألف درهم.
قصص إنسانية
وشهد الحفل الختامي عرض قصص إنسانية لخمسة طلبة من فئة أصحاب الهمم شاركوا في تصفيات الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي، إذ بادر فريق مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» إلى ترتيب استشارات طبية لهم، وتوفير كل ما يلزم لمساعدتهم، واستطاع فريق طبي إجراء جراحات لهم تكللت جميعها بنجاح فاق التوقعات.
وخلال فترة العلاج بعد ختام الدورة السابعة، تولت مؤسسة المبادرات الاهتمام بالأطفال المرضى طوال مرحلة التشخيص والإقامة في المستشفيات وفترة النقاهة، من خلال تسخير إمكاناتها لتسهيل إقامة الطلاب المرضى وذويهم من المرافقين في الدولة، والسهر على راحتهم وتلبية احتياجاتهم.
المشرف المتميز
وكرّم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ربيع أحمد من سورية، بعد فوزه بلقب «المشرف المتميز»، وحصل على جائزة قدرها 300 ألف درهم، وجاءت إيمان مرسي السيد مرسي، من مصر (وزارة التربية والتعليم) في المركز الثاني وجائزة بقيمة 100 ألف درهم، فيما كان المركز الثالث وجائزة 50 ألف درهم من نصيب أفراح المطوطح من الكويت.
من جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، محمد بن عبدالله القرقاوي، أن «تحدي القراءة العربي يترجم رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في غرس حب القراءة لدى الطلبة، وتوفير البيئة النموذجية للتحصيل المعرفي، والإبداع، وتزويد الأجيال الجديدة بأدوات العصر، بما يمكنها من بناء غد مزدهر لبلدانها ومجتمعاتها، واستئناف مسيرة الحضارة العربية».
وقال: «المشاركة القياسية في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي تحمل رسالة رئيسة هي التفاؤل بالمستقبل وقدرة الأجيال العربية الجديدة على تغيير الواقع نحو الأفضل، من خلال إيمانها بأهمية المعرفة في بناء الذات، واعتمادها القراءة بوابة عبور آمنة لإحداث الفارق على صعد صقل القدرات الشخصية، وتلمس الاحتياجات الحقيقية لأوطانها، وفهم العالم ومستجداته، والاستفادة من كل جديد علمي وثقافي وفق رؤية واقعية، وعبر التفاعل الإنساني العميق مع الآخر، والانفتاح على المنجز الإنساني والحضاري لمختلف الشعوب».
وأضاف القرقاوي: «الإنجاز الجديد الذي حققته المبادرة في دورتها الثامنة، يمثل إضافة نوعية للتحدي، وترسيخاً لرسالته في إثراء المشهد العربي، وخدمة لغتنا بكل ما تجسده من انتماء وهوية، وقدرة على التواصل الحضاري».
محطات رحلة النجاح.. بالأرقام
جاءت المشاركة غير المسبوقة في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي، امتداداً لرحلة النجاح التي سجلها تحدي القراءة منذ إطلاقه في عام 2015، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ تعكس مشاركة أكثر من 28 مليون طالب وطالبة في تصفيات الدورة الثامنة، المكانة المرموقة لهذه المبادرة القرائية وقدرتها على إحداث حراك ثقافي عربي واسع النطاق، واستقطاب أعداد متزايدة من الطلبة العرب للمشاركة في كل دورة جديدة.
وشهدت الدورة السابعة من التحدي، مشاركة 24.8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة، مثّلوا أكثر من 188 ألف مدرسة، وبإشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة، وأحرز اللقب مناصفة: عبدالله محمد عبدالله البري، من قطر، وآمنة محمد المنصوري، من الإمارات، فيما نال يوسف بن داوود، من تونس، لقب بطل تحدي القراءة العربي في فئة أصحاب الهمم.
ونالت مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز، من الأردن، لقب «المدرسة المتميزة»، وسماهر السواعي، من الأردن، لقب «المشرفة المتميزة»، وحصد محمد عبدالرقيب علي أحمد الكوكباني، من ماليزيا، لقب بطل الجاليات.
وسجلت الدورة السادسة مشاركة 22.27 مليون طالب وطالبة من 44 دولة، مثّلوا 92 ألف مدرسة، وبإشراف 126 ألف مشرف ومشرفة.
وأحرزت اللقب شام محمد البكور، من سورية، ومدرسة المختار جازوليت، من المغرب، لقب «المدرسة المتميزة»، ونور محمد الجبور، من الأردن، لقب «المشرفة المتميزة»، في حين كان لقب بطل الجاليات من نصيب ندى السطري، من بلجيكا.
وشهدت الدورة الخامسة مشاركة أكثر من 21 مليوناً من 52 دولة، مثّلوا 96 ألف مدرسة، تحت إشراف 120 ألف مشرف ومشرفة. وأحرز لقب تلك الدورة عبدالله محمد مراد أبوخلف، من الأردن، ونالت مدرسة الغريب للتعليم الأساسي، من مصر، لقب «المدرسة المتميزة»، وذهب لقب «المشرف المتميز» إلى موزة الغناة، من الإمارات، في حين أحرز ألكسندر فوروس، من إيطاليا، لقب بطل الجاليات.
وفي الدورة الرابعة شارك 13.5 مليون طالب وطالبة من 49 دولة، مثّلوا 67 ألف مدرسة تحت إشراف 99 ألف مشرف ومشرفة.
ونالت هديل أنور، من السودان، لقب بطلة تحدي القراءة العربي، ومدرسة الإمام النووي، من السعودية لقب «المدرسة المتميزة»، وذهب لقب «المشرف المتميز» إلى أميرة نجيب، من مصر، فيما نال محمود بلال، من السويد، لقب بطل الجاليات.
وشارك في الدورة الثالثة 10.5 ملايين طالب وطالبة من 44 دولة، مثّلوا 52 ألف مدرسة، وبإشراف 87 ألف مشرف ومشرفة.
وحصدت اللقب مريم أمجون، من المغرب، ونالت مدارس الإخلاص الأهلية، من الكويت، لقب «المدرسة المتميزة»، وعائشة الطويرقي، من السعودية، لقب «المشرف المتميز»، وذهب لقب بطل الجاليات إلى تسنيم عيدي، من فرنسا.
وشهدت الدورة الثانية مشاركة نحو 7.4 ملايين طالب وطالبة من 26 دولة، مثّلوا 41 ألف مدرسة وتحت إشراف 75 ألف مشرف ومشرفة.
ونالت اللقب عفاف الشريف، من فلسطين، وذهب لقب «المدرسة المتميزة» إلى مدارس الإيمان، من البحرين، ونالت حورية الظل، من المغرب، لقب «المشرف المتميز». وكانت الدورة الأولى من التحدي قد سجّلت مشاركة 3.6 ملايين طالب وطالبة من 19 دولة، مثّلوا 30 ألف مدرسة تحت إشراف 60 ألف مشرف ومشرفة.
محمد بن راشد:
. أهنئ كل فائز ومجتهد اتخذ الكتاب صديقاً والقراءة أسلوب حياة.. أبارك لأسر الطلبة هذه الفرحة.
. التفاني لإعلاء شأن الثقافة نُبل.. وتمهيد الطريق أمام الأجيال الجديدة لنيل حقها في المعرفة رسالة سامية.
. الطلبة العرب يقدمون في كل دورة من التحدي نماذج ملهمة في الإيجابية والمبادرة وجسارة تحويل الحلم إلى حقيقة.
. محمد أحمد حسن عبدالحليم من مصر (الأزهر الشريف) فاز بلقب بطل فئة أصحاب الهمم.
. محمد الرفاعي من السويد، حاز لقب بطل الجاليات وحصل على 100 ألف درهم.
. مدرسة الإبداع – الحلقة الأولى (من الإمارات)، استحقت لقب «المدرسة المتميزة» ومليون درهم.
. ربيع أحمد (من سورية) نال لقب «المشرف المتميز»، وحصل على 300 ألف درهم.
محمد القرقاوي:
. المشاركة القياسية في الدورة الثامنة تحمل رسالة رئيسة هي التفاؤل بالمستقبل.
. 229 ألف مدرسة في 50 دولة شارك طلبتها في الدورة الثامنة.
. 1.5 مليون درهم تقاسمها الأبطال الثلاثة المتوجون