يشهد «مشروع محمد بن راشد للطيران» زخماً كبيراً مع استقطابه استثمارات أجنبية على مدار الأشهر الأخيرة للشركات العاملة في قطاع الطيران، تشمل بناء منشآت ومرافق مخصصة لصيانة وتصليح وتجديد الطائرات، فضلاً عن تقديم حلول وخدمات لقطاع النقل الجوي. ووفقاً للمشروع، فإن قيمة الاستثمارات الجديدة تفوق ثلاثة مليارات درهم.
ويعد «مشروع محمد بن راشد للطيران» أول منطقة حرة مخصصة للطيران في المنطقة، إذ صُمم ليكون مساهماً رئيساً في النمو الاقتصادي لإمارة دبي ودولة الإمارات. وفضلاً عن ضمان نجاح عملياته وازدهار أعمال المتعاملين معه، يحرص المشروع على ترسيخ مكانته كأحد أبرز مراكز الطيران على المستويين الإقليمي والعالمي، والوصول إلى جميع أنحاء العالم من خلال المنصة اللوجستية متعددة الوسائط التابعة لـ«دبي الجنوب».
ويتميز المشروع بمنظومته المتكاملة التي تضم مجموعة متنوعة من الحلول الجوية والأرضية للشركات متعددة الجنسيات، والشركات الصغيرة والمتوسطة، كما يقدم بنية تحتية ممتازة للطيران التجاري وصيانة الطائرات، ويوفر منظومة متنوعة لتلبية احتياجات الطيران الخاص، وأعمال الصيانة والتصليح والتجديد، والتعليم والتدريب، والمكاتب والمحال التجارية.
وكشفت مجموعة كبرى الشركات الوطنية والدولية عن مشروعات جديدة لها ضمن المشروع، بما في ذلك «طيران الإمارات»، و«فلاي دبي»، و«تيم أيروسبيس»، فضلاً عن أعمال توسعة أعلن عنها المشروع تشمل ثلاث منشآت جديدة، هي: منطقة توريد وتصليح أجزاء الطائرات، ومجمّع الموردين، ووحدات صيانة الخطوط، وفقاً لبيانات رصدتها «الإمارات اليوم».
«طيران الإمارات»
وأعلنت «طيران الإمارات»، أكبر ناقلة جوية دولية في العالم، في نوفمبر الماضي، عن استثمار ضخم لبناء منشأة هندسية جديدة فائقة الحداثة ضمن المشروع، وستقام المنشأة على مساحة مليون متر مربع، وستصبح المنشأة الأكبر والأكثر تطوراً التي تديرها أية ناقلة جوية في العالم، ما يعطي دفعة قوية للبنية التحتية للطيران ذات المستوى العالمي في دبي. وصُمّمت المنشأة خصيصاً لدعم أسطول «طيران الإمارات» ومتطلبات التشغيل المستقبلية، وستكون أيضاً مركزاً للتميز في خدمات هندسة الطيران التجاري في الشرق الأوسط، مع إمكانية توفير طاقة احتياطية لمشغلي طيران آخرين.
«فلاي دبي»
بدورها، أعلنت «فلاي دبي» نهاية العام الماضي عن خطتها لإنشاء منشأة صيانة وتصليح وتجديد الطائرات في «دبي الجنوب»، ويتوقع افتتاحها في عام 2026، وسيوضع حجر الأساس وبدء الأعمال الإنشائية خلال العام الجاري، فيما من المتوقع أن تنتهي أعمال البناء بحلول الربع الأخير من عام 2026.
وفي الفترة ذاتها، أعلن «مشروع محمد بن راشد للطيران» عن توقيع اتفاقية مع الهيئة العامة للطيران المدني، لتطوير منشأة تدريب حديثة ومبتكرة ومستدامة «لاي آكت» الدولية لاستشارات الطيران والتدريب، الذراع التجارية للهيئة العامة للطيران المدني. وتقع المنشأة الجديدة المكونة من طابق أرضي وطابقين علويين بمساحة قدرها 17.078 ألف متر مربع في المنطقة التعليمية في «مشروع محمد بن راشد للطيران»، كما سيتم بناؤها على مراحل عدة. وستستخدم المرحلة الأولى للتدريب والتقييم والفحص، وستضم أيضاً قاعات متعددة الأغراض للفعاليات والندوات والاجتماعات، إضافة إلى مختبرات ستستخدم لأغراض التدريب العملي، مثل أجهزة محاكاة مراقبة الحركة الجوية، وفحوص أمن المطارات والطيران، والغرف المتنقلة للتحقيق في الحوادث الجوية، والإسعافات الأولية.
منشأة جديدة
وفي نوفمبر 2023 توصل «مشروع محمد بن راشد للطيران» إلى اتفاقية مع شركة «UUDS» الفرنسية المتخصصة في صناعة طيران الأعمال، لافتتاح منشأتها الجديدة الثالثة في «دبي الجنوب»، وستوفر الحظيرة الجديدة خدمات إدارة الطائرات والمقصورات على الجناح، وستضم مركزاً لاستكمال وتعديل مقصورات الطائرات، ومواقف لطائرات لكبار الشخصيات، ودعم الطائرات على الأرض، إضافة إلى توفير خدمات الدعم للطائرات العمودية، كما رحّب «مشروع محمد بن راشد للطيران» في نهاية العام الماضي بـ«شركة أنسيت لتدريب الطيران»، المشغل العالمي لمراكز محاكاة تدريب الطيارين من أستراليا. ويمتاز مركز تدريب الطيارين الجديد بموقعه الاستراتيجي ويوفر لشركات الطيران بنية تحتية لأغراض التدريب يمكن الوصول إليها بسهولة من جميع أنحاء العالم.
الطائرات العمودية
وأعلن «مشروع محمد بن راشد للطيران» في مارس 2023 عن بدء أعمال التشييد للمرحلة الثانية من مركز الطائرات العمودية «دبي هيليبارك» بالشراكة مع شركة «إير شاتو إنترناشونال». ويقع «دبي هيليبارك»، الذي سيتم إنشاؤه على مساحة تتجاوز 42.800 ألف متر مربع، بجوار مبنى الطيران الخاص في «دبي الجنوب». وستتضمن المرحلة الجديدة إنشاء حظيرة للطائرات العمودية، وتكون مملوكة ومدارة على أسس تجارية. وسيشتمل على توسعة لاستيعاب 12 موقفاً لطائرات الهليكوبتر، إضافة إلى خدمات صيانة وتصليح وتجديد الطائرات العمودية بمستوى عالمي.
اتفاقيات ومرافق
إلى ذلك، أعلنت «كوملوكس» المتخصصة في مجال الطيران الخاص والمعاملات وخدمات الإنجاز في مايو 2023 عن توقيع مذكرة تفاهم مع «مشروع محمد بن راشد للطيران»، لبناء مرفق جديد لصيانة الطائرات، لتوفير خدمات صيانة وخدمات طوارئ وتأجير مواقف للمتعاملين.
كما وقع المشروع اتفاقية مع شركة «AirMed aviation» لبناء منشأتها في منطقة توريد وتصليح أجزاء الطائرات ضمن المشروع لتوفير خدمات تصنيع قطع غيار الطائرات للهياكل والمحركات والأجزاء الدقيقة.
بدورها، كشفت شركة «Sprint Air Service» عن خططها لبناء مجمع حظائر طائرات متطور مزود بنظام إرساء محوسب لتلبية الطلب المتزايد على صيانة وتصليح وتجديد الطائرات.
كما أعلن «مشروع محمد بن راشد للطيران» عن وضع حجر الأساس لحظيرة طائرات جديدة لشركة «تيم أيروسبيس» في مارس العام الجاري، ومن المقرر تشييد المنشأة وفقاً للحدّ الأقصى لأبعاد التصميم المسموح بها، الأمر الذي يجعلها واحدة من أكبر حظائر صيانة وتصليح وتجديد الطائرات في المنطقة، مع قدرة استيعابيّة تصل إلى خمس طائرات من أي طراز باستثناء طائرة «A380».
وستقدم المنشأة الجديدة المتوقع الانتهاء منها بحلول 2025 خدمات صيانة عالية الجودة وفعالة من حيث التكلفة لمجموعة من الطائرات التجارية، سواء للركاب أو البضائع.
أما في مارس الجاري 2024 فقد أعلن المشروع عن توقيع اتفاقية مع شركة «ATS Technic» لتشييد منشأتها الجديدة لتوفير خدمات الصيانة والخدمات اللوجستية التي تلبي مختلف أنواع ونماذج الطائرات، وستمتد المنشأة الجديدة على مساحة 12 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يتم تشغيل الحظيرة، المصممة لاستيعاب العديد من الطائرات في وقت واحد، بكامل طاقتها بحلول عام 2025.
طلب كبير
وقال المدير التنفيذي لـ«مشروع محمد بن راشد للطيران»، طحنون سيف: «شهد المشروع خلال الفترة الأخيرة زخماً كبيراً مع إعلان المزيد من الشركات الوطنية والأجنبية خططها لافتتاح منشآت جديدة أو إجراء عمليات توسعة».
وأضاف: «نخطط لاستيعاب هذا الطلب الكبير، وتلبية احتياجات الشركات من خلال توسعة مرافقنا، وسنواصل الاستثمار في بنيتنا التحتية وخدماتنا المتقدمة، للمساهمة في استراتيجية قيادتنا الرشيدة لتعزيز مكانة دبي على خريطة الطيران العالمية»، كاشفاً أن قيمة الاستثمارات الجديدة تفوق حاجز ثلاثة مليارات درهم.
وتابع لـ«الإمارات اليوم»: «نقدّم كذلك جميع التسهيلات والخدمات المطلوبة والحوافز للشركات المهتمة، لدعمها في تأسيس أعمالها ضمن منظومة متكاملة، حيث يعد المشروع منطقة حرة لشركات الطيران الخاص والصناعات المرتبطة بقطاع الطيران».
وأضاف: «فضلاً عن ضمان نجاح عملياته وازدهار أعمال المتعاملين، فإن المشروع يحرص على ترسيخ مكانته كأحد أبرز مراكز الطيران على المستويين الإقليمي والعالمي، والوصول إلى جميع أنحاء العالم من خلال المنصة اللوجستية متعددة الوسائط التابعة لـ(دبي الجنوب)».
«مجمّع الموردين» يسجل مستوى عالياً من الطلب
أعلن «مشروع محمد بن راشد للطيران» في نوفمبر 2023 عن توسيع ثلاث منشآت جديدة، هي: منطقة توريد وتصليح أجزاء الطائرات، ومجمع الموردين، ووحدات صيانة الخطوط. وتأتي هذه الخطوة استجابة للطلب الكبير من الشركات التي تعتزم إطلاق عملياتها في المشروع، والاستفادة من بنيته التحتية المتطورة والخدمات المتقدمة التي يوفرها لعملائه. وستشمل الحلول الجديدة توسيع منطقة توريد وتصليح أجزاء الطائرات بإطلاق المرحلتين الثالثة والرابعة على مساحة إجمالية تبلغ 22 ألف متر مربع لتلبية احتياجات ورش المحركات والمكونات، ومعدات الهبوط، وحلول ورش العمل للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وشهد مجمع الموردين أيضاً، وهو أول مجمع للطيران العمودي في المنطقة، اهتماماً متزايداً من الشركات منذ إطلاقه العام الماضي مع تسجيل مستوى عالٍ من الطلب على وحداته. وسيتم إطلاق المرحلة الثانية منه والتي ستوفر 13 ألف متر مربع من المساحات الصناعية الخفيفة، لتمكين شركات الطيران، لاسيما الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة من إنشاء مرافقها بسهولة وسرعة.