حضر سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، الجلسة الحوارية الرئيسية التي تحدث فيها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في مملكة البحرين الشقيقة، في مستهل أعمال “المنتدى الإعلامي العربي للشباب” في نسخته الثانية، والتي انطلقت اليوم، ضمن أعمال اليوم الأول لــ “قمة الإعلام العربي 2024″، أمام التجمع الإعلامي الأكبر على مستوى المنطقة الذي ينظمه نادي دبي للصحافة، وتستمر أعماله حتى 29 مايو الجاري، في مركز دبي التجاري العالمي.
وأكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، خلال الجلسة الدور الرائد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في دعم وإلهام وتمكين الشباب العربي، وما حققته دولة الإمارات من إنجازات في مختلف المجالات، بفضل قيادتها الرشيدة التي تؤمن بالشباب ودورهم في صناعة المستقبل.
وتناول سموه خلال الجلسة، التي حضرها سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعه آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، وأدارها الإعلامي فيصل العقل، العديد من الموضوعات المتعلقة بتمكين الشباب وتأهيلهم لخدمة المجتمع كل في موقعه، معلياً سموه المبدأ الذي آمن به منذ انخراطه في العمل العام في مملكة البحرين، وهو” أخّدم وأقود”، مؤكداً أن خدمة المجتمع لن يتأتى إلا بتربية الشباب على القيم والمبادئ العربية الأصيلة، وشيم العطاء ورد الجميل إلى الوطن.
ونوه سموه إلى أهمية ما تنتجه التحديات التي مر بها العالم ككل، والدول العربية خاصة، من فرص، وأن الخاسر الأكبر في ركب التقدم هو من لا يقتنص الفرص ويحول التحديات إلى نجاحات يستفيد منها المجتمع، مؤكداً ضرورة زرع تلك المفاهيم في نفوس الشباب كي يكونوا قادرين على مواجهة التحديات ومواكبة التطور الكبير الذي يطرأ على العالم، لاسيما فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا في التوصل إلى حلول ومواجهة التحديات في مختلف القطاعات.
وأكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أهمية التمسك بالهوية الوطنية، معتبراً أنها البوصلة الحقيقية للشباب العربي، والتي من دونها يختل التوازن وتفقد الأوطان مكانتها وطريقها نحو التقدم وشدد على أن الهوية الوطنية هي حصيلة لتاريخ وإنجازات وثقافة الشعوب، مذكّراً بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، “من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل”، والتي تحث على التمسك بالهوية والمبادئ العربية، بينما يروّج البعض لمصطلحات جديدة غريبة على مجتمعاتنا وثقافتنا، ويدعو البعض الآخر للانفتاح بشكل كامل وغير مدروس على الثقافات الأخرى، وهو ما يتنافى تماماً مع الهوية والمبادئ والثقافة العربية الأصيلة.
ولفت سموه إلى أن تعلُّم الشباب من دورس الماضي والأجيال السابقة لا يعني عدم مسايرة التقدم الحاصل حول العالم، والاستفادة من التقنيات الحديثة بما فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات والقطاعات المختلفة، بل أن ذلك ضروري بالتوازي مع حفاظ الشباب على مبادئهم وقيمهم العربية وهويتهم الوطنية.
وأوضح سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، خلال حديثه أمام أكبر تجمع إعلامي عربي للشباب، أن الشباب يمثل نصف الحاضر وكل المستقبل، وقال إن دولنا العربية دول شابة يصل تعداد الشباب فيها إلى 60% من سكانها، وأن دورهم في الماضي كان مقتصراً على حضور الفعاليات لكن دورهم سرعان ما تغير مع إيمان الدول بقدرتهم على صنع الفارق وتحمل المسؤولية، مشيراً إلى النماذج الناجحة التي قدمت تجارب ملهمة ضمن قطاعات الإعلام والاستثمار والاقتصاد، وحرص الدول على الاستثمار في الشباب، وفتح المجال أمامهم من خلال رسم السياسات والاستراتيجيات التي تؤمن لهم الوجود الحقيقي في موقع المسؤولية باعتبارهم الثروة الحقيقية للأمم.
ولفت سموه إلى التجربة البحرينية في دعم الشباب من خلال إدارة مختصة لدعم وتتبع نجاحات الشباب ضمن مختلف المسارات تحت مسمى “صناعة الأمل” والتي تنطلق في دعمها للشباب من خمسة محاور أساسية هي الأمن، والمتابعة، وتقديم الدعم، والثقة، والرغبة الأكيدة في تمكين المتميزين من الشباب ودفعهم نحو إلى المزيد من النجاح.
وأكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على الصفات التي يجب أن يتمتع بها الشباب في عالمنا العربي، وأهمها التحلّي بروح التحدي والمثابرة للوصول إلى مزيد من النجاحات، وأهمية تقدير العمل الجماعي وروح الفريق الواحد لأنه الطريق الأمثل للوصول دائماً إلى القمة.
حضر الجلسة سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة، الجهة المنظمة لقمة الإعلام العربي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين، ونحو 1000 من شباب الإعلاميين.