في ظل تصاعد التوترات العسكرية في مضيق تايوان، تبرز أهمية الدوريات العسكرية كوسيلة فعالة لحماية تايوان. ويقول مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق لورانس كورب، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية، إنه منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي، تايوان، في أغسطس 2022، تتصاعد التوترات بين أميركا والصين.
وقال كورب إنه «مع اتخاذ قرار من جانب الولايات المتحدة حول كيفية الرد على الوضع المتوتر مع الصين بشأن تايوان، أستعيد ذكرى تجربة مررت بها قبل سنوات عدة. ففي صيف عام 1965، خلال ما كان من المفترض أن يكون عامي الأخير في الخدمة الفعلية كضابط طيران بحري، استُدعيت في منتصف الليل وتم إبلاغي بنقلي من السرب البحري (في بي – 1) الذي عاد للتو من نشر استمر ستة أشهر في المحيط الهادئ، إلى طاقم الأسطول السابع للقوات البحرية، المتمركز في أوكيناوا».
وأضاف: «عندما سألت جهة اتصالي في مكتب الأفراد البحريين عن سبب هذا النقل، قيل لي إن الحرب في فيتنام ستزداد حدتها، ومن المحتمل أن يتم تمديد خدمتي. وفي الواقع، بينما كنت أقود سيارتي من قاعدة نيفال إير ستيشن في جزيرة ويديبي بواشنطن إلى قاعدة جزيرة تريغر البحرية في سان فرانسيسكو لترتيب رحلتي إلى أوكيناوا، أعلن جونسون (رئيس أميركا آنذاك) أولى الخطوات لإدخال عدد كبير من القوات الأميركية إلى فيتنام.
وتابع كورب أنه عندما هبط في أوكيناوا، صعد فوراً على متن سفينة كانت متوجهة إلى «كام رانه باي» في جنوب فيتنام، لتولي مسؤولياته كجزء من عملية «ماركت تايم»، التي كانت تهدف إلى منع السفن الفيتنامية الشمالية من إمداد القوات المعادية في جنوب فيتنام عبر البحر والسواحل والأنهار.
وأوضح أنه بعد انضمامه إلى طاقم أسطول الدوريات السابع، فوجئ بأنه كان أيضاً مسؤولاً عن قيادة جميع قوات الدوريات في المحيط الهادئ الغربي، بما في ذلك فيتنام، بالإضافة إلى أن قائده، الأدميرال ذا النجمتين، كان أيضاً مسؤولاً عن قوة الدوريات التايوانية. وقال: «كان هذا أمراً لم أسمع عنه من قبل، على الرغم من أنني قد عبرت مضيق تايوان مرات عدة خلال النشر الأخير في المحيط الهادئ».
وأشار إلى أنه «نتيجة لذلك، لم نكن فقط نُشرف ونتولى قيادة جميع دوريات تايوان، بل قمنا أيضاً برحلات عدة إلى تايوان كل عام، وبدأت في التعرف إلى أهمية تايوان للأمن الأميركي، وتقدير الدور الحاسم الذي تلعبه قوة الدوريات في حمايتها».
وقال «تأسست الدوريات التايوانية في عام 1950 بقرار من الرئيس هاري ترومان، بهدف التصدي لجمهورية الصين الشعبية، التي كنا نحاربها في كوريا. واستمرت القوة في تمركزها حتى عام 1979، عندما اعتمدت الولايات المتحدة رسمياً سياسة «صين واحدة». وكما أوضح البروفيسور بروس إلمان، من كلية الحرب البحرية في تحليله الشامل للعملية، كانت قوة الدوريات التايوانية واحدة من أطول العمليات البحرية في التاريخ، وأيضاً واحدة من الأكثر نجاحاً.
وفي الواقع، كما يلاحظ إلمان، قامت القوة بعملها بكفاءة، لدرجة أن التوترات عبر مضيق تايوان لم تتصاعد، رغم وجود ثلاث أزمات رئيسة على الأقل خلال الخمسينات والستينات. ومن بين قادتها، أصبح الأدميرال جورج أندرسون قائد العمليات البحرية.
عام 1953، أصبحت «قوة الدوريات» جزءاً من قيادة الدفاع التي كان يقودها أيضاً أدميرال، والتي كان لها في وقت ما، ما يصل إلى 30 ألف جندي من جميع الخدمات المتمركزين على الجزيرة. وكان الوجود البحري الأميركي محصوراً في كاوشيونغ وكيلونغ، في الجزأين الجنوبي والشمالي من الجزيرة، وكان يشرف على الدوريات البحرية والجوية التي جرت في بحر الصين الجنوبي.
ويقول كورب إنه بينما تفكر الولايات المتحدة في الخطوات التي يجب اتخاذها للرد على تصاعد السلوك العسكري للصين، يتعين على الولايات المتحدة تعزيز الردع من خلال إعادة تأسيس قوة الدوريات التايوانية.
• قامت القوة بعملها بكفاءة لدرجة أن التوترات بين الصين وتايوان لم تتصاعد، رغم وجود ثلاث أزمات رئيسة على الأقل خلال الخمسينات والستينات.