بدأت في مالطا، أمس، محادثات سلام بدعم أوكراني حول سبل إنهاء الحرب مع روسيا، بمشاركة ممثلين عن نحو 50 دولة، ليس بينها روسيا التي رفضت الجولة الثالثة من تلك المحادثات، التي أقرها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي. وتزامنت المحادثات مع إعلان مسؤولين محليين في أوكرانيا أن أشخاصاً
عديدين أصيبوا جراء قصف روسي على مدينة خيرسون بالجنوبية.
وتفصيلاً، من المتوقع أن تستغل كييف هذا التجمع لحشد الدعم لخطتها للسلام المكونة من 10 نقاط، كما فعلت في الجولتين السابقتين، في جدة وكوبنهاغن.
وكتب رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، اندريه يرماك، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس «يتزايد الدعم الدولي لصيغة السلام الأوكرانية».
وبلغ عدد الدول التي شاركت في الجولة الأولى من المحادثات 15 دولة. وذكر يرماك، أمس، أن أكثر من 50 دولة تشارك في المباحثات هذه المرة.
غير أن أوكرانيا قلقة من احتمال تراجع الدعم من الدول الغربية، حيث أعرب بعض السياسيين الجمهوريين البارزين في الولايات المتحدة، أكبر داعم لأوكرانيا، عن تشككهم بشأن تقديم المزيد من المعونات.
وقال يرماك، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية قبل الاجتماع، إن كييف تواصل الاعتماد بشدة على مساعدة واشنطن.
وستكون محادثات فاليتا مغلقة، ومازالت حكومة مالطا تلتزم الصمت بشأن الترتيبات.
غير أن متحدثاً باسم الحكومة الأوكرانية ذكر أن المحادثات ستتركز على خمسة مجالات رئيسة، هي: الطاقة، والغذاء، والأمن النووي، وقضايا إنسانية، واستعادة حدود أوكرانيا.
وتأمل أوكرانيا في أن تنتهي محادثات مالطا بإصدار بيان مشترك، وهو ما لم يتحقق في أعقاب المحادثات في كوبنهاغن وجدة.
وقال يرماك في وقت سابق هذا الأسبوع إن القائمة الطويلة للمشاركين في محادثات مالطا، تعد «إشارة قوية إلى الحفاظ على الوحدة حول أوكرانيا».
لكن موسكو ترى المحادثات بشكل مختلف، حيث شجب متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية المحادثات، ووصفها بأنها مناهضة بشكل صارخ لروسيا، قائلاً إن تلك المحادثات «تؤدي إلى نتائج عكسية».
وتدعو خطة السلام، التي طرحها زيلينسكي، روسيا إلى سحب قواتها من حدود أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، وأربع مناطق أوكرانية، سيطرت عليها روسيا، في أعقاب حربها عام 2022.
وترفض روسيا الحديث عن أي تسوية تشمل التنازل عن الأراضي المحتلة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الخميس «من الواضح أن خطوات مثل الاجتماع في مالطا (في 28 و29 أكتوبر) لا مستقبل لها على الإطلاق، ولا تؤدي إلا إلى نتائج عكسية».
ووصفت زاخاروفا الاجتماع بأنه «حدث يتسم بانحياز عميق وعداء لروسيا، لا علاقة له بتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية».
وبين المشاركين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، الدول المؤيدة لكييف، إلى جانب تركيا التي قدمت نفسها وسيطاً بين أوكرانيا وروسيا.
ويتوقع أن يشارك ممثلون من دول عدة، مثل أستراليا والبحرين وتشيلي وجورجيا واليابان والكويت والمكسيك وقطر وتايلاند، بعضهم عبر الفيديو.
ميدانياً، قال مسؤولون محليون إن أشخاصاً عديدين أصيبوا جراء قصف روسي على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا.
وكتب رئيس إدارة المدينة رومان مروتشكو على «تليغرام» أن أكثر من 10 مبانٍ سكنية في وسط المدينة تضررت. وأصيب عدد من الأشخاص لم يتم حصرهم بعد، وتم إدخال شخص إلى المستشفى.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت المدينة قد تعرضت للقصف المدفعي أم بالصواريخ والطائرات بدون طيار. وبحسب ما ورد، فقد تم اعتراض طائرتين مقاتلتين روسيتى الصنع بدون طيار.
كما أبلغت منطقة ميكولايف المجاورة عن تعرضها للقصف. واعترض الدفاع الجوي الأوكراني بها ثلاثة صواريخ موجهة من طراز «سى اتش-59»، تم إطلاقها من الجو.
من جهتها، أعلنت ألمانيا أنها زودت أوكرانيا بنظام دفاع جوي قوي ثالث طراز أيريس-تي، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لهجوم صاروخي روسي محتمل آخر هذا الشتاء.
وقالت وزارة الدفاع في برلين، إن النظام – الذي يتألف من ثلاثة قواذف وجهاز استشعار راداري ومولد كهربائي، إضافة إلى الصواريخ المرتبطة به – تم تسليمه هذا الأسبوع.
وتعليقاً على عملية التسليم، أكد وزير الدفاع بوريس بيستوريوس في وقت سابق دعم ألمانيا المستمر لأوكرانيا، وهي تقاتل لصد القوات الروسية.
وقال بيستوريوس: «يمكن الاعتماد علينا ونحن نفعل كل ما هو ممكن. لن تنسى هذه الحرب». وأضاف أن نظام آيريس – تي ضروري لحماية أوكرانيا.