كشف كتاب جديد نشرته الجامعة الأميركية بالقاهرة عن تفاصيل جديدة في حياة الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب ابن محافظة الشرقية بمصر، والذي كرمه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لدى تخرجه في كلية الطب عام 1957، لينطلق بعدها يعقوب ليعمل في أهم المستشفيات في بريطانيا وأميركا، وليصبح واحداً من أبرز جراحي القلب في العالم لتزدهر شهرته، خصوصاً بعد قيامه بنقل قلب لمريض عاش ثلاث سنوات بعد إجرائه العملية، وكرمته الملكة إليزابيث الثانية فارساً عام 1992.
يتتبع الكتاب الذي كتبه الصحافيان سيمون بيرسون وفيونا جيرمان حياة مجدي يعقوب منذ سنواته الأولى في مصر ومروراً بمراحل إنجاز مستقبله المتميز في بريطانيا وأميركا، ووقوفاً على خلافاته مع المؤسسة الطبية البريطانية ومنحه أعلى درجات التكريم عام 2014. وأشار الكتاب إلى أن يعقوب أنجز أول عملية نقل قلب في بريطانيا للمريض دريك موريس، أطول مريض قلب أوروبي ظل على قيد الحياة بعد إجراء العملية له حتى وفاته في عام 2005.
وأشارت سيرة يعقوب إلى أن الجراح العالمي ولد في بلبيس بالشرقية على ضفاف قرية نيلية لأسرة قبطية حيث يعمل والده حبيب طبيب جراحة، بينما كانت والدته مادلين ابنة القاضي تعشق العزف على البيانو والرسم بالزيت، وقد لعبت وفاة عمته يوجين، وهو في الخامسة من عمره، بنوبة قلبية، دوراً في اختياره مسيرة الجراحة، بسبب الحب الشديد الذي كان يربطه بها.
من بين المواقف الغريبة التي شهدتها حياة يعقوب، والتي تتناقض مع تفوقه الاستثنائي في مستقبله العلمي، هو إظهاره حالة من اللامبالاة في سنوات تعليمه الأولى لدرجة أن المعلمين تصوروا أن لديه مشاكل في التعلم، وكان يبدو صامتاً معظم الوقت، وعندما سئل عن تفسيره لذلك، قال يعقوب ببساطة «إنه لم يكن لديه وقتها ما يقوله»، كما عاش يعقوب تجربة أخرى لم تكن تبشر أيضاً بهذا المستقبل الطبي والعلمي الناصع حين أغمي عليه عندما حضر عملية جراحية درقية كان يجريها عمه الجراح فلم يتحملها. ويروي يعقوب ذكرياته عن هذه التجربة فيقول «كان هناك نزيف في كل مكان، وقد بدا لي الأمر كما لو كان قد خرج عن السيطرة» ويضيف «هرعت إلى الدور الأرضي فصاح من حولي ضاحكين، ها.. ها..
أنت تريد أن تصبح جراحاً؟» ويختتم بقوله «خرجت بدرس من التجربة أن على المرء أن يشعر بأنه قادر على السيطرة، فذلك وحده الذي يمكّنه من وقف أي تداعيات، ويجعله قادراً على تعديل تقنياته وأساليبه».
وتتطرق سيرة يعقوب إلى الجانب الشخصي، وهو زواجه من مريانا بويجل والتي يسميها آن، والتي كانت تعمل ممرضة في برجستون، والتي أنجب منها ثلاثة أبناء هم أندرو وليزا وصوفيا، كما تتطرق إلى تلاقيه مع عدد من الشخصيات المعروفة ممن أجرى لهم جراحات دقيقة ومن بين هؤلاء الممثل الكوميدي البريطاني أريك موريكامبي، والممثل المصري عمر الشريف، ورئيس الوزراء اليوناني السابق أندرياس باباندريو، كما يشير إلى علاقته بالأسرة الملكية البريطانية، وعلاقته الاستثنائية بالأميرة البريطانية الراحلة ديانا، التي كانت توجد قبالة مكتبه واعتادت أن تمنح العزاء والحلم والأمل لمرضاه، وخصوصاً الصغار منهم، والتي قال عنها إنها «كانت لديها عاطفة عميقة، وحب لمساعدة الآخرين، والناس كانوا يدركون ذلك، الناس ليسوا أغبياء، كانوا يشعرون بحبها وأنها أميرة الشعب فعلاً».
ويصر يعقوب في تعقيب له عن سبب كتابته لمذكراته فيقول «إن السبب ليس بالتأكيد محاولة تعظيم الذات، ولكن وراء ذلك الأمل في أن تلهم الآخرين لسيروا على خطاك». ويعرب يعقوب في استخلاص أخير عن خيبته من عدم عدالة النظام الصحي العالمي فيقول «لقد سألت نفسي سؤالاً بسيطاً، لماذا نعمل ليلاً ونهاراً لاكتشاف أشياء جديدة في عالم الطب، أقل من 10% من السكان سيستفيدون منها؟، هذا شيء غير مقبول».
• من بين المواقف الغريبة التي شهدتها حياة يعقوب، والتي تتناقض مع تفوقه الاستثنائي في مستقبله العلمي، هو إظهاره حالة من اللامبالاة في سنوات تعليمه الأولى لدرجة أن المعلمين تصوروا أن لديه مشاكل في التعلم.
• عدد من الشخصيات المعروفة أجرى لهم جراحات دقيقة ومن بين هؤلاء الممثل الكوميدي البريطاني أريك موريكامبي، والممثل المصري عمر الشريف، ورئيس الوزراء اليوناني السابق أندرياس باباندريو.