أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أمس، مبادرة مجتمعية جديدة، تحت مسمّى «سفراء الهلال الأحمر الإماراتي»، تستهدف حث فئات المجتمع على المشاركة في العمل التطوعي كـ«سفراء للهيئة»، سواء بالحضور الشخصي أو بالأفكار والمقترحات التي تخدم المجتمع والإنسانية على مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية.
وأعلنت الهيئة، خلال فعالية نظمتها أمس، لإطلاق المبادرة، في مقرها الرئيس بأبوظبي، أنها استقرّت على اختيار ست مبادرات إنسانية وخدمية لتكون نقطة الانطلاق الأولى لـ«سفراء الهلال الأحمر الإماراتي»، أولها مبادرة «المتطوع الآلي» التي استحدثت الهيئة من خلالها أول مختبر روبوتات للعمل التطوعي على مستوى العالم، يعتمد على تسخير التكنولوجيا والعلوم والفضاء للأعمال الإنسانية والخدمية والإغاثية والتطوعية، لافتة إلى أن فريق العمل الخاص بهذه المبادرة استهلّ عمله بابتكار أول روبوت متطوّع في الدولة، يشارك في الأعمال الإنسانية والخدمية والتطوعية، وأطلقت عليه الهيئة اسم «هلال».
وأوضحت أن المبادرة الثانية لسفراء الهلال الأحمر تختص بالعمل التطوعي في المحور الصحي، من خلال استحداث خدمة «استشارات طبية عن بُعد» للفئات المحتاجة من متعاملي «الهلال الأحمر الإماراتي»، ولاسيما الأيتام والأسر المتعففة، إضافة إلى المتطوعين وذويهم، في تخصصات مبدئية تشمل «الطب العام، العيون، الأمراض المزمنة، الغدد الصمّاء»، على أن يتم التوسع في التخصصات الطبية الأخرى في مراحل لاحقة، مؤكدة أنه ستتم إتاحة خدمة «الاستشارات الطبية عن بُعد» على الرقم المجاني للهيئة، لضمان استفادة أكبر شريحة ممكنة من المرضى الذين سيتلقون الرعاية الطبية بأريحية، خصوصاً كبار السن وأصحاب الهمم.
وأشارت الهيئة إلى أن المبادرة الثالثة تُسمّى «فريق الغواصين»، وهي مبادرة تطوعية بيئية، تستهدف حماية البيئة البحرية، وتنظيف عمق البحر، يقوم من خلالها فريق يشمل سبعة متطوعين (بعدد إمارات الدولة) بالغوص في البحر بكل إمارة في الدولة، للعمل على تنظيف أعماقه، حاملاً شعار هيئة الهلال الأحمر.
فيما تركّز المبادرة الرابعة لسفراء الهلال الأحمر على العمل التطوعي في مجال التعليم، من تشكيل «فريق المعلمين المتطوعين»، من عدد كبير من المدارس في أبوظبي والعين والشارقة، يتولّى تنظيم ورش تعلمية لرفع مهارات الأيتام وطلبة العلم من الأسر المتعففة، في اللغتين العربية والإنجليزية، بقواعدهما، ومساعدتهم على اجتياز الاختبارات المؤهلة للجامعات مثل «إمسات».
وبحسب الهيئة تركز المبادرة الخامسة على استحداث صندوق إلكتروني لاستقبال أفكار العمل التطوعي في مختلف المجالات، يسمى «صندوق العطاء الإلكتروني»، موضحة أنه سيتم وضع صورة هذا الصندوق كأيقونة رسمية على الموقع الرسمي لهيئة الهلال الأحمر، لحث المتطوعين على التفاعل مع الصندوق بطرح الأفكار والابتكارات التي تخدم الإنسانية، لافتة إلى أن المبادرة السادسة والأخيرة لسفراء الهلال الأحمر تتعلق باستضافة دولة الإمارات فعاليات القمة العالمية للمناخ (كوب 28)، حيث تقوم فكرتها على قيام الفرق التطوعية التابعة لـ«الهلال الأحمر الإماراتي» بزراعة 28 شجرة غاف في توقيت واحد بمختلف إمارات الدولة، تزامناً مع يوم افتتاح فعّاليات «كوب 28» في نوفمبر المقبل.
من جانبه، أكد الأمين العام المُكلّف لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، عبدالله الجنيبي، أهمية المبادرات الست المعلنة من خلال سفراء الهيئة في دعم العمل التطوعي، مشدداً على أهمية البرنامج في إشراك المتطوعين لطرح أفكارهم ومبادراتهم، بما يحقق خدمة شرائح مختلفة في المجتمع.
وقال الجنيبي، في كلمة ألقاها أمس، خلال إطلاق مبادرات سفراء هيئة الهلال الأحمر: «نسعى من خلال هذه المبادرات التطوعية التي تعد الأولى من نوعها في الدولة، إلى جذب المزيد من المتطوعين والعمل على إشراكهم في الأنشطة التي تدعم المجتمع والإنسانية على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية».
فيما أشار نائب الأمين العام الهيئة للمساعدات الخارجية، راشد مبارك المنصوري، إلى أن الفرصة متاحة لكل أفراد المجتمع لتقديم أفكارهم واقتراحاتهم في مجال العمل التطوعي مع الهيئة، وبما يعزز قيم التضامن الاجتماعي وتقديم العون للمستحقين داخل الدولة وخارجها.
وقال: «إن مجتمع الإمارات عرف قيم ومضامين العمل التطوعي منذ وقت طويل، والتي أثمرت إيجاد نسيج متماسك يسوده التكافل والإيثار والسعي في قضاء حوائج الآخرين ونجدة الملهوفين وإسعاد المحرومين، وتعمقت مبادئ الخير والبر والإحسان النابعة من تعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية في نفوس الأجيال المتعاقبة من شعب الإمارات الوفي لأهله وجيرانه والإنسانية جمعاء، واستطاع أن يضع بصماته المميزة على خريطة الفعل الخيري إقليمياً ودولياً».
ولفت إلى أن مبادرات سفراء الهلال الأحمر الإماراتي سيكون لها الأثر الواضح في تبادل المعارف بين المتطوعين، وتعزيز قدراتهم وتحقيق الجودة والتميز والاستدامة، إلى جانب مساهمتها في نشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع الذي يمثل أولوية لدى الهيئة، وبما يحقق تطلعاتها في مجال العون والمساعدة.
• «فريق المعلمين المتطوعين» ينظم ورشاً لرفع مهارات الأيتام وطلبة العلم من الأسر المتعفّفة.