أصدرت محكمة مصرية حكماً بحبس التشكيلية المصرية، غادة والي، ستة أشهر، وكفالة 10 آلاف جنيه مصري، وغرامة 40 ألف جنيه، وتعويض مدني مؤقت قدره 100 ألف جنيه، على خلفية اتهامها بسرقة رسومات خاصة بفنان روسي، وتقديمها بهيئة مترو الأنفاق في القاهرة، باعتبارها صاحبة الرسومات، حيث تم وضعها في بعض محطات المترو. وجاء الحكم بعد جلستين غابت والي عنهما، ويعد الحكم محطة جديدة في الجدل الدائر في مصر، منذ يوليو 2022، حول هذه الرسومات، وحقوق الملكية الفكرية، ومواصفات العمل الفني والتصميم الصناعي والاقتباس، حسب متابعات إعلامية.
وكان الفنان الروسي جورجي كوراسوف قد اتهم الفنانة غادة والي، باستخدام لوحاته في مترو الأنفاق من دون إذن منه أو ذكر اسمه، حيث قال إنها قلدت ثلاثة أعمال فنية له، فيما ردت والي بأن الشركة المشرفة على المترو المصري، أجرت مناقصة لقبول لوحات فنية فتقدمت لها، وتم قبول عرضها، فتعاقدت مع الشركة بشأن رسومات توضع في خمس محطات، هي: هيليوبوليس، وكلية البنات، وباب الشعرية، والعباسية، والألف مسكن.
كما أشارت إلى أنها نفذت اللوحات ببرامج إلكترونية كتصميم اصطناعي، وأن الجميع يعرف أن هناك فرقاً بين «التصميم الاصطناعي» والعمل الفني.
وقالت والي، أيضاً، «إذا ادعى الفنان الروسي بأني سرقت منه التصميم، سيكون هو سارق كذلك من أعمال بيكاسو، ولو أني اقتبست منه فسنكون نحن – الاثنين – ناقلين من بيكاسو، لأن التكعيبة التي سرنا عليها خاصة ببيكاسو».
وتابعت: «الفنان الروسي قال إنه أخذ من رسومات رومانية، بينما أنا أخذت من معبد هابو بالأقصر، وأنا لست فنانة تشكيلية، ومن الوارد تشابه التصميم مع غيره طبقاً للتشابه في الأسلوب بالمدارس الفنية».
ودخلت نقابة التشكيليين على الخط في الأزمة، وصرّحت نقيب التشكيليين في مصر، صفاء القباني، بأن «المصممة غادة والي ليست عضوة بالنقابة، ولا تعرفها، لكن ما حدث من استنساخ لأعمال فنان روسي من دون تصريح منه، يعد تعدياً على حقوق الملكية الفكرية، ولا يجوز أن يستخدم أحد أعمال آخر إلا بعد أخذ إذنه وكتابة اسمه في العمل».
من جهتها، أصدرت الهيئة القومية للأنفاق المصرية، والشركة المسؤولة عن تشغيل الخط الأخضر الثالث بالقاهرة، بياناً في مارس الماضي، عقب تفجر الأزمة، قالت فيه، إنها «تابعت من كثب ما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية في ما يخص استخدام تصميمات فنية من أعمال فنان روسي في المشروع الثقافي داخل محطة كلية البنات في الخط الأخضر الثالث، وأنها والشركة المذكورة لم تكونا على دراية بأن تلك التصميمات مستوحاة بشكل غير قانوني من لوحات فنان روسي، وأنهما ضد أي تعدٍ على حقوق الملكية الفكرية بأي شكل، كما اعتذرت للفنان التشكيلي الروسي، جورجي كوراسوف، وللجمهور عن تلك الحادثة، وأكدتا الاحترام الكامل لحقوق الملكية الفكرية للجميع داخل مصر وخارجها».
وقال المحامي محمود الدندراوي لـ«الإمارات اليوم»، عقب صدور الحكم، إن «الفرق بين السرقة والاقتباس لايزال محل جدل قانوني، وأن المرجعية القانونية في الحكم على هذا الفرق تعود في مصر إلى القانون رقم (82) لسنة 2002 الذي يحمي المصنفات التمثيلية والموسيقية والسمعية البصرية والمعمارية والفنية والفوتوغرافية وغير ذلك، لكن يظل الحكم على هذا الفرق بحاجة إلى تقارير فنية دقيقة من المتخصصين». وفي حالة والي، أشار كثير من التشكيليين إلى وجود تطابق بين رسومات والي والعمل الروسي.
• والي: الفنان الروسي اقتبس من بيكاسو، وأنا اقتبست منه فلو سرقت منه فهو قد سرق من بيكاسو.