بدأت رائدة الأعمال الإماراتية، ليلى الشاعر، مشروعها «هانوفر بي إن تي للخدمات الطبية»، كمشروع للرعاية المنزلية البسيطة في عام 2014، بعد تجربتها في رعاية والدها المسن المريض، وسماعها عن الصعوبات التي تواجهها بعض العائلات في توفير الرعاية الطبية لذويهم المرضى، خصوصاً من كبار السن.
ومر المشروع بمراحل تطور متعددة خلال السنوات الماضية، تخللتها تحديات كثيرة، لكنها حولتها إلى نجاح، لتصبح ليلى الشاعر أول رائدة أعمال إماراتية تؤسس شركة تعمل في مجال الرعاية المنزلية والإسعافات، وتوفر سيارات الإسعاف للمرضى في المنازل وللشركات الخاصة والكبيرة.
كما توفر الأطباء والممرضين للمرضى في المنازل، وأسست مركزاً للتدريب الطبي لتخريج مساعدات التمريض لتقديم الرعاية المنزلية للمرضى.
كبار السن
وتفصيلاً، قالت ليلى الشاعر، التي تحمل دبلوم إدارة الأعمال من إحدى جامعات دبي، والحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال من إحدى الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية، إنها تحب الطب وخدمة الأطفال وكبار السن، بعد أن خاضت تجربة لرعاية والدها المريض، ولمست معاناة الأهل والأصدقاء لرعاية ذويهم المرضى، وصعوبة إيجاد ممرضين وكوادر طبية مدربة على مستوى عالٍ للعناية بهم.
وشددت الشاعر على أن النجاح لا يأتي مصادفة أو بسهولة، وأنها واجهت الكثير من التحديات، حيث افتتحت شركتها الجديدة في العام نفسه الذي شهد إغلاق شركتها القديمة، مع شريك لها، لتبدأ «من الصفر»، كما واجهت تحديات عدة بسبب جائحة «كورونا»، لكنها حولتها إلى انطلاقة لشركتها.
وأضافت أنه من أبرز التحديات التي واجهتها كونها امرأة إماراتية شابة، تنافس الرجال من جنسيات متعددة في الدخول في المناقصات، والحصول على عقود خاصة، وأنه توجد منافسة شرسة واشتراطات معقدة للحصول على عقود التوريد، مشيرة إلى أنها تمكنت من الحصول على 10 عقود لتقديم خدماتها، أبرزها عقود مع مدارس وحضانات وعيادات طبية وشركات ومواقع إنشائية في إمارات عدة، أبرزها أبوظبي ودبي.
مشروع كبير
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم»، أن «(المشروع) تطور بشكل كبير خلال سنوات، من مجرد مشروع صغير للرعاية المنزلية إلى مشروع كبير يوفر كذلك خدمات الإسعافات، وتوفير سيارات الإسعاف للمرضى في المنازل وللشركات الخاصة والكبيرة، وتوفير الأطباء والممرضين للمرضى في المنازل. كما يضم المشروع مركزاً للتدريب الطبي لتخريج مساعدات التمريض لتقديم الرعاية المنزلية للمرضى، وتقديم خدماتها في العديد من إمارات الدولة، وعلى رأسها أبوظبي ودبي»، مشيرة إلى أنها أول رائدة أعمال إماراتية تؤسس شركة تعمل في مجال الرعاية المنزلية وتقدم هذه الخدمات.
ولفتت الشاعر إلى أن المشروع يقدم كذلك خدمات طبية متكاملة شاملة، كخدمات الغسيل الكلوي وقياس السكر والضغط والرعاية الكاملة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يستطيعون خدمة أنفسهم.
سيارات إسعاف
ونوهت بأن صندوق خليفة لتطوير المشاريع، وافق منذ أشهر على منحها التمويل لشراء سيارات إسعاف لتأجيرها لخدمة المرضى، خصوصاً كبار المواطنين الذين يحتاجون للانتقال من إمارة لأخرى، في حال وجود موعد لهم مع طبيب أو في مستشفى في إمارة أخرى، وكذلك توفير الخدمة في المناسبات والاحتفالات والمهرجانات الكبيرة، وللشركات، خصوصاً شركات المقاولات التي تحتاج هذه الخدمة، نظراً لوجود عدد كبير من العمال، يصل إلى الآلاف في مواقع العمل، وذلك لتوفير اشتراطات الأمن والسلامة، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أن «الشركة» تقدم دعماً مجانياً للعائلات التي لا تستطيع تحمل كلفة هذه الخدمات.
ونوهت الشاعر بأن التسهيلات التي قدمها صندوق خليفة، في هذا الصدد، تمت بعد دراسة المشروع والتحقق من جدواه الاقتصادية، خصوصاً أن سعر سيارة الإسعاف الواحدة يتعدى 200 ألف درهم، موضحة أنها حصلت على التمويل من الصندوق، بقرض ميسر، ما ساعدها على تطوير المشروع، وتقديم خدمة تعد الأولى من نوعها.
ونصحت رواد الأعمال المبتدئين بأن يكونوا على دراية كاملة بإدارة الأعمال، وألا يختاروا مجال عملهم بشكل عشوائي، بل بعد دراسة كاملة للنجاحات والتحديات والمشروعات المشابهة في هذا المجال.
كما نصحت رواد الأعمال الجدد بالعمل الدؤوب من أجل تثقيف أنفسهم في مجال عملهم بشكل دائم، والتعرف إلى أحدث الخدمات التي يمكن تقديمها، والحصول على دورات تدريبية قبل دخول مجال إدارة الأعمال. كما نصحتهم بأن يحبوا مجال عملهم، وأن يمنحوه كل الجهد والوقت، ويتعلموا من أخطاء السابقين، حتى لا تتكرر معهم، وتؤدي إلى تعثر مشاريعهم.