افتتحت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، النسخة الثالثة من “الموسم الثقافي في متحف الاتحاد” الذي تنظّمه “دبي للثقافة”، بهدف إبراز أهمية المتحف ودوره كمنصة ثقافية ومعرفية تسهم في مد جسور الحوار بين الثقافات، وتسليط الضوء على مكونات القطاع الثقافي التي تثري المشهد الإبداعي المحلي، وبما يسهم في تحقيق “رؤية دبي الثقافية” الرامية إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
وشهدت سموّها الجلسة النقاشية التي استضافت معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، والباحثة دبي أبو الهول، الرئيس التنفيذي ومؤسّس معهد “فكر”، حيث ناقشتا خلالها العديد من الموضوعات ذات الصلة بالمتحف وما يرمز له من قيمة تاريخية حيث جرى النقاش ضمن محاور عدة بما في ذلك القيادة والإرث، والتأثير الثقافي، كما تناولت المتحدثتان دور متحف الاتحاد كحاضنة إبداعية تعزّز حضور ومشاركة المبدعين وأصحاب المواهب في المشهد الثقافي.
أصداء المستقبل
وتتضمن أجندة الموسم المُقام تحت شعار “أصداء المستقبل” ويستمر حتى مايو 2025، مجموعة من الجلسات النقاشية وورش العمل التفاعلية، والمبادرات النوعية والتجارب الثقافية الاستثنائية، التي توفر لجمهور هذا الموسم وزوار المتحف فرصة التعرف على تفاصيل متحف الاتحاد، ومقتنياته ومعارضه الدائمة التي تسرد قصة الاتحاد، وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال الموسم، ستتناول الروائية مها قرقاش والشاعر خالد البدور تجربتهما في إنتاج سلسلة “صدى الأيام” الوثائقية التي تضيء على تفاصيل فنون الموسيقى والأغاني والشعر الشعبي في الإمارات، وستُعرض أجزاء منها في “غرفة الوسائط الجديدة”، ضمن التركيبات الفنية المؤقتة التي سيقدمها المتحف طوال الفترة المقبلة.
كما سيضم الموسم عرضاً أدائياً للفنان والملحن والكاتب حسن حجيري، يستكشف فيه تطور الموسيقى في الخليج وتأثير المجتمعات البحرية عليها، وستشرف ريم المنهالي على ورشة عمل تدريبية حول تقنيات وأساليب كتابة النصوص المسرحية، بينما ستقدم الشاعرة والفنانة الإماراتية مريم الشحي تجربة صوتية مبتكرة تُعيد من خلالها صياغة مفهوم دليل المتحف التقليدي، وتمزج فيها بين الشعر والرسائل والفن القصصي، بهدف تحفيز الزوار على التفاعل مع مقتنيات المتحف.
كذلك سيقدم الباحث راشد الملا، معرضاً يستكشف فيه طوابع البريد كوسيلة لسرد تاريخ الدولة، حيث يأتي ذلك استكمالاً لمعرض “كنوز غالية علينا” الذي أُقيم في أغسطس الماضي تحت إشراف الكاتب والقيّم الفني سالم السويدي، بهدف تعريف الجمهور بأهمية الأرشفة الذاتية. وضمن نسخة الموسم الحالية، يستضيف متحف دار الاتحاد في حديقته الخارجية الدورة الثانية من المهرجان الشتوي السنوي.
تواصل وتثقيف
وفي هذه المناسبة، أكدت منى القرق، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة والتراث في “دبي للثقافة”، حرص الهيئة على تفعيل دور المتاحف في تشجيع البحث في كافة المجالات المتعلقة بالتراث الثقافي، وقالت: “يمثّل متحف الاتحاد فضاءً مفتوحاً للتواصل الفعّال والتثقيف والتعلُّم، وتشجيع التبادل الثقافي وربط الأجيال القادمة بالتراث وتاريخ الإمارات، كما يسهم المتحف من خلال موسمه الثقافي في رفع مستوى الوعي بأهمية صون التراث غير المادي والمحافظة عليه، وترسيخ الهوية الوطنية لدى أبناء المجتمع، وهو ما يتناغم مع أولويات الهيئة القطاعية ومسؤولياتها الثقافية”.
ولفتت منى القرق إلى أن الموسم الثقافي يتيح أمام زواره إمكانية التفاعل مع بعضهم البعض من خلال ما يتضمنه من برامج ومبادرات جديدة، تستكشف السرديات التاريخية والرؤى المعاصرة عبر التعرف على تفاصيل اللغة والشعر والصوت في دولة الإمارات، مشيرةً إلى أن “منحة الأبحاث” ستمكن الباحثين من استكشاف الهوية الوطنية والتراث والثقافة المحلية، وإثراء الدراسات المتعلقة بالدولة.
وفي سياق متصل، كشفت “دبي للثقافة” عن إطلاق برنامج “منحة الأبحاث” الخاص بمتحف الاتحاد، والهادف إلى دعم الدراسات المبتكرة المتعلقة باستكشاف الهوية الإماراتية، ويشمل دراسة مجموعة من المواضيع المتعلقة بالتاريخ والثقافة والطعام والأزياء والانتماء، والممارسات التقليدية المحلية، وتسعى الهيئة من خلاله إلى المساهمة في إنتاج وتطوير محتوى جديد وأصيل، يستند إلى أرشيف متحف الاتحاد الغني بالقطع الأثرية والمخطوطات، ما يتيح للمشاركين في المنحة فرصة تقديم رؤى جديدة تعمِّق فهم الهوية الإماراتية في سياقها التاريخي والمعاصر.