أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أمس، أن الاتحاد الأوروبي وضع «خطة قوية» للرد على أي رسوم جمركية أميركية جديدة.
وقالت لاين أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «إننا منفتحون على التفاوض لكن لدينا خطة قوية للقيام بذلك إذا اقتضى الأمر في حال نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية مشددة».
وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية: «أسمع الأميركيين عندما يقولون إن آخرين استفادوا من الرسوم.. أوافقهم الرأي، فنحن أيضاً نعاني منها».
وأوضحت أن «الرسوم الجمركية المعممة ستؤدي إلى تفاقم الوضع، ولن تحسنه»، مشيرة إلى أن «الرسوم الجمركية هي ضرائب سيقوم المواطنون بدفعها».
ولفتت لاين من ستراسبورغ إلى أن أوروبا «ليست من بادر بهذه المواجهة» مع الولايات المتحدة، لكن أوروبا ستتخذ رداً «موحداً» على هذه التدابير الجديدة، بحسب المفوضة، مؤكدة أنها ناقشت مع القادة الأوروبيين «الخطوات التالية».
ويترقب العالم بأسره قرار الرئيس الأميركي الذي يهدد بفرض رسوم جمركية «متبادلة» بشكل صارم على المستويات كافة، والتي تدخل حيز التنفيذ اليوم.
وستقوم الولايات المتحدة، في حالة تم تطبيق هذا الإجراء، بفرض رسوم على جميع السلع المستوردة بالطريقة نفسها التي تفرض بها الدولة المصدرة لها الرسوم على المنتجات الأميركية.
إلى ذلك، قال وزير الأعمال والتجارة البريطاني، جوناثان رينولدز، أمس، إن بلاده لاتزال تأمل في أن أي رسوم جمركية يفرضها الرئيس الأميركي ستلغى قريباً إذا تمكن الجانبان من الاتفاق على الخطوط العريضة لشراكة اقتصادية جديدة.
وسعت بريطانيا لتجنب خطة ترامب للرسوم الجمركية الشاملة من خلال عرض التوافق مع واشنطن في مجالات مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لكن رينولدز قال إن ترامب يبدو أنه يريد الآن فرض رسوم على كل الدول قبل أن يناقش إعفاءات فردية.
وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: «أعتقد أن إطار العمل لاتفاق اقتصادي موجود بكل تأكيد.. يمكننا أن نوقع البنود الرئيسة في هذا الصدد، ثم نتحدث عن التفاصيل المتعلقة بالإطار الزمني المحدد الذي سيرضي الولايات المتحدة بعد ذلك».
وتابع رينولدز: «مسألة رغبة الولايات المتحدة في التوصل لاتفاق مع الدول هو قرار يعود إليها، لكنني أعتقد أن العمل الذي أنجزناه جعل ذلك ممكناً».
وعلى خلاف الاتحاد الأوروبي ودول كبرى، أحجمت بريطانيا عن الرد على الرسوم الجمركية الأميركية بالمثل، وأشار رينولدز إلى أن لندن تحاول تجنب التصعيد، قائلاً إن الشركات البريطانية تؤيد اتباع «نهج هادئ».
لكنه أكد على وجود خطوط حمراء في المفاوضات، لافتاً إلى «مجالات حساسة» لن تتطرق إليها المناقشات مثل معايير الأغذية، معرباً عن اعتقاده بأن بريطانيا لديها فرصة أكبر من دول أخرى للحصول على إعفاءات.