أعلن عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، الذي تعاني مدينته حالياً أزمات سياسية، أن الفئران هي العدو الأول للشعب الأميركي. ويبدو أن إدارة آدامز تمر بأزمة، فهناك أربعة تحقيقات فيدرالية جارية تستهدف مساعديه، كما استقال مفوض الشرطة الأسبوع الماضي، وقدم مستشاره القانوني استقالته بشكل مفاجئ خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويطالب الديمقراطيون في مجلس المدينة والجمعية العامة للولاية، آدامز بالرحيل أيضاً.
ولكن عندما تحدث العمدة عن الفئران، لم يكن يقصد الأشخاص الذين خانوه. فخلال مسيرته المهنية وحتى الآن، يجد نفسه في خضم عاصفة سياسية هائجة، لكن ظل العمدة مخلصاً بشغف لحربه ضد هذه القوارض. وقال آدامز: «لا أعتقد أن هناك رجلاً في التاريخ يكره الفئران مثلي».
والآن يقف أمام عشرات الرجال والنساء من مختلف أنحاء أميركا الشمالية يشاطرونه التفكير نفسه، في أول مؤتمر لمحاربة الفئران، ولقد كانت هذه أول قمة حضرية وطنية للفئران، حيث تميّزت بشعار فني يظهر فيه فأر في أفق مدينة نيويورك، ما يذكرنا بشكل غامض بمسلسل عن المدينة.
واشتمل المؤتمر على خطب تحدث فيها جميع من يتعاملون مع الفئران، فقد وُجهت الدعوة للعلماء الذين لبوا النداء، وترك قادة البلديات وجميع أنواع خبراء مكافحة الآفات وصائدي الفئران مهامهم في إدارات المدينة وإدارات المتنزهات وحدائق الحيوان، للسفر إلى نيويورك.
وقال أستاذ علم الأحياء من جامعة ريتشموند، جوناثان ريتشاردسون، الذي كان هناك للتحدث عن «ديناميكيات أعداد الفئران»: «الأمور تتحرك بالطريقة التي لم تكن عليها منذ عقود». وأضاف أن عدداً لا يحصى من رؤساء البلديات أعلنوا الحرب على الفئران، لكن آدامز «جعل هذا بوضوح أولوية له منذ أن كان رئيساً لبلدية بروكلين». وفي ذلك الوقت في خريف عام 2019، تسبب آدامز في ضجة حينما دعا المراسلين إلى فحص جثث الفئران المبللة التي قتلها باستخدام مصيدة دلو جديدة كان يسعى إلى إدخالها في جميع أنحاء بروكلين.
وأشاد ريتشاردسون بهذا الالتزام، وقال: «إن المدن الأميركية لاتزال متأخرة كثيراً عن المدن الكبرى في أوروبا، التي تتميّز بصناديق القمامة الفاخرة المقاومة للفئران». وأضاف: «لهذا السبب أصبح من الصعب العثور على فأر في برشلونة». والآن بدأت نيويورك في إدخال صناديق القمامة التي تعني أن القمامة لم تعد مكدسة في أكوام من الأكياس البلاستيكية التي يسهل قضمها على الأرصفة. وقال ريتشاردسون: «يبدو أن التغيير بدأ يحدث».
ومن فانكوفر جاءت الأستاذة المساعدة في جامعة سيمون فريزر، كايلي بايرز، التي تدرس الفئران الحضرية وأمراضها. وقالت: «لقد حاصرت بنفسي 700 فأر في حي واحد». وفي عشية القمة تناولت العشاء مع زميلين متخصصين في أمراض الفئران، أحدهما من كولومبيا البريطانية والآخر من حديقة حيوان لينكولن بارك في شيكاغو. وتقول: «الحديث في المطاعم يمثّل مشكلة حقيقية لعلماء الفئران، إذ إنك تبدأ في الحديث عن العمل وإذا لم تكن حذراً للغاية، فسيقول الناس من حولك، مرحباً، هل ستتحدث عن فضلات الفئران هنا؟ نحن نتناول العشاء!». عن «التايمز» اللندنية
• عندما تحدث العمدة عن الفئران، لم يكن يقصد الأشخاص الذين خانوه.