كشف مدير إدارة التفتيش الأمني k9 في شرطة دبي، الرائد صلاح المزروعي، عن نجاح شرطة دبي في تأهيل وتدريب الكلاب البوليسية في مجال البحث عن المفقودين تحت الماء، وتحديد مواقع جثث الغرقى، ما يسهل من مهمة العثور على الجثث واستخراجها ويختصر عملية البحث من قبل الفرق المختصة.
وأضاف في تصريح صحافي على هامش الإعداد لمؤتمر خبراء إدارات التفتيش الأمني K9 خلال قمة الشرطة العالمية في دبي، أن الإدارة أدخلت تخصص البحث عن المفقودين تحت الماء منذ نحو عام، ونجحت الكلاب البوليسية أخيراً في تحديد موقع شخص مفقود تحت المياه ضمن محيط محدد أثناء وجودها برفقة مدربيها على سطح زورق، لتباشر بعدها فرق الإنقاذ البحري عملها بالغوص وانتشال جثة الغريق، مؤكداً أن الكلاب البوليسية أثبتت كفاءة في تمييز الروائح تحت المياه وتحديد مواقع الغرقى.
إلى ذلك، أكد المزروعي أن قمة الشرطة العالمية تُعد فرصة سانحة أمام إدارات التفتيش الأمني، لبحث سبل مواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة الطقس في دولة الإمارات، والبلدان ذات الطبيعة المماثلة أمام قدرة الكلاب البوليسية على أداء عملها بكفاءة.
وأوضح أنه تطرأ متغيرات كثيرة خصوصاً على صحة الكلاب خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة، إذ ينخفض مستوى نشاطها، وتُصاب سريعاً بالإنهاك، وتقل كفاءة أدائها، لذا تتخذ بعض الإجراءات والتدابير لتوفير بيئة معتدلة الحرارة، ويجري التباحث مع خبراء عالميين خلال القمة، حول سبل أفضل لتحسين بيئة العمل الخارجية للكلاب البوليسية، بالإضافة إلى إيجاد معايير جديدة في اختيارها، وسبل نشر دوريات الكلاب البوليسية في المناطق السكنية المقلقة أمنياً.
وأشار إلى أن الدورة الأولى من القمة الشرطية العالمية أتاحت الفرصة أمام ضباط إدارة التفتيش الأمني، لعرض تجربتهم الناجحة في الكشف عن الأشخاص المحتمل إصابتهم بأمراض معدية بواسطة الكلاب البوليسية، لافتاً إلى أن هذه التجربة لاقت اهتماماً كبيراً من الشرطة الفرنسية، وعقدت شراكة معها لإجراء دراسة ثنائية في هذا الجانب، وتوصل الجانبان إلى نتائج متقدمة في هذا التخصص.
في السياق ذاته أجمعت قيادات شرطية عالمية متخصصة في عمل وحدات التفتيش الأمني K9، على أهمية تبادل أفضل التجارب والممارسات، وتعزيز التعاون للمساهمة في مكافحة الجرائم بمختلف أنواعها، وقال الخبير في صحة ورفاهية الكلاب البوليسية، الدكتور مارتي بيكر، إن هناك حاجة ماسة لتعزيز الموارد الأمنية في ظل تصاعد التهديدات، وتُعد الكلاب البوليسية من أهم هذه الموارد في ظل أنها تلبي نداء الواجب في كل الظروف، ولا يمكن أن تغيب عن العمل تحت أي داعٍ، وتُخاطر بحياتها لحماية من تعمل معهم وبكلفة أقل.
وأضاف بيكر: «لا تمتلك الكلاب فقط حواس قوية تسمح لها بالكشف عن المتفجرات والمواد سريعة الاشتعال والمخدرات، والفواكه والخضراوات المحظورة، بل إنها قد تصبح (مُستجيباً للطوارئ) عندما يُطلب منها التدخل الفوري والعاجل، كما هي الحال مع ضباط العمليات، الذين يضعون حياتهم على المحك لأجل شركائهم من البشر».
وتابع أن مدربي الكلاب البوليسية كانوا يعتمدون سابقاً على أسلوب يُعرف باسم «التعزيز السلبي لتدريب الكلاب»، الذي يعتمد على التوبيخ والعقاب عند قيامه بسلوك غير صحيح، لكن اختلف الوضع اليوم إذ يطبق أسلوب التعزيز الإيجابي القائم على المكافأة، ويعتمد على تحفيز الكلب عند قيامه بسلوك صحيح.
من جهتها أفادت الباحثة بجامعة فلوريدا، جانيت كريسبو، بأن القمة الشرطية العالمية تعد وسيلة في غاية الأهمية، عبر حثها الجهات الشرطية والقانونية والمنظمات ذات الصلة على التواصل على نطاق عالمي، وخلق منصات تفاعلية تسمح بتبادل أسرع للخبرات والتقنيات الجديدة من الباحثين، والاطلاع على متطلبات واحتياجات المدربين في المجال.
يُذكر أن مؤتمر الكلاب البوليسية الذي ينعقد ضمن القمة الشرطية العالمية خلال الفترة من 7 إلى 9 من مارس المقبل، يناقش تحديات عدة بمشاركة نخبة من الخبراء في المجال، تتضمن عدم وجود الخبرة الكافية لمعرفة العوامل الرئيسة التي تؤثر على حاسة الشم لدى الكلب، وسبل تعزيز العلاقة بين الكلاب ومدربيها، ومعرفة التكتيكات القائمة على العلم، لتقليل الخوف والقلق والتوتر التي قد تصيب الكلاب أثناء العمل.
تبادل المعرفة أفاد الخبير في تدريب الكلاب البوليسية، غرايم جونز، بأن تبادل المعرفة والممارسات بين مختلف جهات إنفاذ القانون في العالم، أصبح أمراً حيوياً وملحاً، لذا تبرز أهمية القمة الشرطية العالمية، التي توفر لهذه الجهات فرصة اكتشاف الإمكانات والقدرات المعرفية والعلمية والتقنية للعاملين في هذا الجانب، بما يؤدي إلى مجتمعات أكثر أماناً.