أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أمس، أنه كان من الممكن تفادي سقوط آلاف القتلى جراء الفيضانات المدمرة، وآلاف المفقودين في شرق ليبيا.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إنه «لو كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، ولكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية»، مشيراً إلى قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة في البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي.
وأتت تصريحات المسؤول الأممي بعد أيام من ضرب العاصفة دانيال منطقة شرق ليبيا، والتي نجم عنها أمطار غزيرة جداً تسببت في انهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس.
وأرجع تالاس حجم الكارثة بشكل كبير إلى الافتقار إلى أدوات التنبؤ بالطقس واتخاذ إجراءات بشأن الإنذارات المبكرة.
كما ألقى باللوم على الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات، والذي أدى إلى تدمير كبير لشبكة مراقبة الأرصاد الجوية وتدمير أنظمة تكنولوجيا المعلومات.
وأوضح تالاس أن الفيضانات وقعت ولم تتم عملية إخلاء نتيجة عدم وجود أنظمة إنذار مبكر مناسبة، مشيراً إلى أن الإخلاء كان سيحدّ كثيراً من عدد الضحايا.
وأضاف «بالطبع لا يمكننا تجنب الخسائر الاقتصادية بشكل كامل، لكن كان بإمكاننا أيضاً تقليلها من خلال توفير الخدمات المناسبة».
وأصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا (NMC) تحذيرات مبكرة بشأن الطقس القاسي القادم قبل 72 ساعة، وأخطر السلطات الحكومية عبر البريد الإلكتروني، داعياً لاتخاذ تدابير وقائية.
لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت إنه ليس من الواضح ما إذا كانت (التحذيرات) قد تم تعميمها بشكل فعال.
وأشارت إلى أنه لم يعد هناك تعاون وثيق بين خدمات الأرصاد الجوية وإدارة الكوارث في ليبيا كما في السابق.