اختتمت قمة مجموعة العشرين «G20» فعالياتها أمس، في نيودلهي بتسليم الهند رئاسة القمة إلى البرازيل، فيما أشادت الولايات المتحدة وروسيا بالإعلان التوافقي الذي أحجم عن انتقاد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، لكنه دعا الدول الأعضاء إلى تجنب استخدام القوة، حيث اتفق الزعماء الغربيون وروسيا لأسباب مختلفة على أن الإعلان الختامي للقمة، والذي تم التوصل إليه بتسوية وحل وسط يُعد نجاحاً مع تحوّل التركيز إلى القمة المقبلة في البرازيل في عام 2024.
وتفصيلاً اختتمت القمة فعالياتها أمس في نيودلهي، بتسليم الهند الرئاسة إلى البرازيل، فيما أشادت الولايات المتحدة وروسيا بالإعلان التوافقي الذي أحجم عن انتقاد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، لكنه دعا الدول الأعضاء إلى تجنب استخدام القوة.
وطلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من قادة المجموعة عقد اجتماع افتراضي في نوفمبر لمراجعة التقدم في السياسات المقترحة والأهداف المعلنة في القمة.
وقال في بيان: «مسؤوليتنا هي النظر في الاقتراحات التي قُدمت لنرى سبل تسريع التقدم بشأنها».
وأصدرت المجموعة، أول من أمس، إعلاناً للقادة أحجم عن انتقاد روسيا بسبب الحرب، لكنه سلط الضوء على المعاناة الإنسانية التي سببها الصراع، ودعا جميع الدول إلى عدم استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي.
وجاء الإعلان التوافقي بمثابة مفاجأة، ففي الأسابيع التي سبقت القمة تسببت وجهات النظر المتباينة بشدة بخصوص الحرب الروسية في إثارة مخاوف بشأن خروج القمة عن مسارها، وطالب الغرب الدول الأعضاء بانتقاد موسكو بسبب الحرب، وردت موسكو بأنها ستعرقل أي قرار لا يخدم موقفها.
وانتقدت كييف السبت البيان بالقول: «ليس هناك ما يدعو مجموعة العشرين إلى الاعتزاز»، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي مثل بوتين في الاجتماع، أعلن أمس إحراز فوز دبلوماسي.
وقال لافروف الذي تولى رئاسة الوفد الروسي، إن القمة كانت ناجحة للهند، وكذلك للدول الواقعة في جنوب العالم، الدول النامية.
وأضاف في مؤتمر صحافي أن موقف دول جنوب العالم ساعد على ضمان عدم طغيان الصراع الأوكراني على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين.
وتابع: «لقد وحدت الهند بالفعل أعضاء مجموعة العشرين من جنوب العالم».
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين، إن الإعلان الصادر عن القمة «يبلي بلاء حسناً في الدفاع عن المبدأ القائل بأنه لا يجوز للدول استخدام القوة للسعي للاستيلاء على أراضٍ، أو انتهاك سلامة أراضي دول أخرى وسيادتها أو استقلالها السياسي».
وأشادت ألمانيا وبريطانيا أيضاً بالقرار، لكن أوكرانيا قالت إنه «ليس شيئاً يدعو للفخر».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مجموعة العشرين التي تأسست لحل القضايا الاقتصادية الدولية ليست بالضرورة المكان الذي يُتوقع منه أن يحرز تقدماً دبلوماسياً بشأن الحرب في أوكرانيا. لكنه أضاف في مؤتمر صحافي أن «إعلان مجموعة العشرين لا يمثل نصراً دبلوماسياً لروسيا التي بدت في عزلة خلال القمة».
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن الحرب الروسية على أوكرانيا يمكن أن تهز أسس مجموعة العشرين.
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إلى عدم «تهميش» روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
كما التقى وجهاً لوجه نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد، على هامش قمة مجموعة العشرين، ليطوي عقداً من القطيعة بين البلدين.
العودة لاتفاق الحبوب وقال لافروف أيضاً إن روسيا ستعود إلى اتفاق البحر الأسود الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب في حالة تلبية مطالبها. وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو بسبب عدم تلبية مطالبها المتمثلة في تنفيذ اتفاق يخفف القيود المفروضة على صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، عن سفيتلانا لوكاش ممثلة روسيا في المجموعة القول: «كان هذا واحداً من أصعب مؤتمرات قمة مجموعة العشرين في تاريخ المنتدى الممتد لنحو 20 عاماً. استغرق الاتفاق على الإعلان قبل القمة ما يقرب من 20 يوماً، وخمسة أيام هنا».
وتابعت: «لم يكن هذا بسبب بعض الخلافات حول موضوع أوكرانيا فحسب، وإنما أيضاً بسبب تباين المواقف بشأن جميع القضايا الرئيسة، وفي مقدمتها قضايا تغير المناخ والانتقال إلى أنظمة الطاقة منخفضة الكربون».
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي، طلب عدم كشف هويته، إن حرب أوكرانيا كانت القضية الأكثر إثارة للجدل قبل التوصل إلى توافق.
وأشاد المسؤول بقيادة الهند القوية، مضيفاً أن البرازيل وجنوب إفريقيا لعبتا أيضاً دوراً حاسماً في تقريب وجهات النظر.
وفي منشور على منصة «إكس»، قال المسؤول الهندي أميتاب كانت، الذي يعد من أبرز منظمّي قمة الهند، إن النص التوافقي بشأن أوكرانيا في الإعلان الختامي تطلب «أكثر من 200 ساعة من المفاوضات المتواصلة، و300 اجتماع ثنائي و15 مشروع نص».
وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام قمة المجموعة السنوية التي وصفها بـ«الناجحة» إنه «لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على جدول أعمال مباحثات مجموعة العشرين. لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة. نحتاج إلى السلام والتعاون بدلاً من النزاعات».
وسلم مودي الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين إلى لولا، مؤكداً «دعمه»، وقال إنه متأكد من أنه سيكون قادراً على «تحقيق أهدافنا المشتركة».
ومن المقرر عقد القمة المقبلة في نوفمبر 2024 في ريو دي جانيرو.
ومع احتمال أن يصبح عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق، لم يتضمن البيان الختامي الدعوة إلى التخلص من الوقود الأحفوري، لكن قادة دول مجموعة العشرين أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن النتائج المتعلقة بالمناخ التي توصلت إليها دول مجموعة العشرين خلال قمتها في الهند كانت «غير كافية»، داعياً إلى ضرورة وضع أهداف أكثر طموحاً للتخلي عن النفط.
من جهته قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، إن هناك مزيداً من التفاهم بين الدول بشأن إطلاق المياه المعالجة من محطة فوكوشيما النووية المتضررة في المحيط.
ودعت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا أعضاء مجموعة العشرين إلى أن يكونوا مثالاً يحتذى به في مكافحة أزمة المناخ والفقر بعد قمة المجموعة.
وقالت جورجييفا، في بيان أمس، إنه يتعين على أعضاء مجموعة العشرين الوفاء بتعهدهم بتوفير مبلغ 100 مليار دولار سنوياً لتمويل المناخ وتعزيز بنوك التنمية المتعددة الأطراف. وأضافت جورجييفا: «كرتنا الأرضية الوحيدة مهددة بتغير المناخ الوجودي».