قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي إن يوم السادس من شهر مايو يأتي كل عام حاملاً معه ذكرى غالية على نفس كل إماراتي وإماراتية .. فقد كان القرار الحكيم بتوحيد القوات المسلحة الإماراتية أحد الإنجازات المهمة والركائز الأساسية لنجاح مشروعٍ وطنيٍ طموح أثمر قيام اتحاد دولة فتية انتقلت، وخلال فترة خمسة عقود، من مرحلة تلمُّس الطريق نحو المستقبل إلى المنافسة على ريادة العالم في كافة المجالات، بعزيمة صادقة وإصرار على تقدُّم الصفوف في مسيرة التنمية العالمية، تحت راية واحدة ورؤية موحّدة نحو الغدِ الواعدِ الذي حلم به الآباء المؤسسون عندما عقدوا النية على وضع اللبنات الأولى لاتحاد الدولة.
وأضاف سموه ــ في الكلمة التي وجهها عبر مجلة “درع الوطن” بمناسبة الذكرى الـ 47 لتوحيد قواتنا المسلحة التي توافق السادس من مايو من كل عام ــ : “ قد كان قرار توحيد القوات المسلحة بمثابة خطوة مصيرية حاسمة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، عزّزت مكانتها وكفلت لها شموخها وعزتها، وأكدت إسهامها الإيجابي في كافة ربوع الأرض، ليصبح اسم الإمارات على الدوام رديفاً لكل معاني الخير، وقيم الوئام والسلام الذي حرصت على نشر مقوماته وترسيخ دعائمه في المنطقة والعالم، إذ كان لقواتنا المسلحة دورها الواضح في تحقيق هذا الالتزام الأخلاقي النبيل بالوقوف إلى جانب الحق وإعلاء كلمته ورفع رايته، والانتصار لأصحابه في كل وقت وحين”.
وأكد سموه أن مظاهر التقدّم والرخاء التي تنعم بها دولة الإمارات اليوم لم تكن لتتحقق لولا رؤية قيادتنا الرشيدة التي أوجدت كافة الضمانات التي تكفل صون هذه النِعَم، وفي مقدمتها بناء قوات مسلحة قوية تمتلك كل أدوات الردع اللازمة لتكون الدرع التي تحفظ على دولتنا أمنها وتصون لها سلامة أراضيها ليهنأ أبناؤها، وكل من يعيش على أرضها، بنعمة السلام والاستقرار في مناخ يسوده التفاهم والتناغم، ولتبقى الإمارات الوجهة الأولى لكل صاحب حلم كبير ومشروع طموح يسعى إلى تحويله إلى إنجاز ونجاح، ولتظل دائماً دولتنا الخيار الأمثل والنموذج الأبرز للبيئة الآمنة التي ينعم فيها الجميع بفرص متوازية في مستقبل حافل بالفرص والأمل والتميز.
وأشار سمو ولي عهد دبي إلى أن المستوى الرفيع للجاهزية الدفاعية لقواتنا المسلحة وما وصلت إليه من درجات متقدمة من الكفاءة في تنفيذ المهام المكلفة بها، هو مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن، إذ إن هذا التميز هو ثمرة برامج تدريب وتأهيل راقية ومستمرة لكافة قطاعاتها، حرصاً على إمداد كوادرها البشرية بكل المعارف والخبرات التي تمكنهم من القيام بواجبهم المقدّس نحو الوطن وتحقيق أعلى مستويات التفوق الميداني، وبما يسهم في إعداد العنصر البشري، وهو الركيزة الأساسية لمنظومة الدفاع، على أفضل وجه ممكن للتعاطي مع التحديات التي قد يحملها المستقبل، والتكيف مع متغيراته، وذلك توازياً مع امتلاك أحدث وأفضل المعدات والتجهيزات والتقنيات الدفاعية المتطورة، في الوقت الذي أثبتت فيه القدرات المحلية في مجال الصناعات الدفاعية حضورها وتنافسيتها على الصعيد العالمي.
وأوضح سموه أنه بدعم وتشجيع قيادتنا الرشيدة، ستبقى قواتنا المسلحة الباسلة، بسواعد أبنائها المخلصين وعطائهم الذي سطروا به أروع ملاحم البطولة في ميادين الشرف والكرامة، السيف الذي تشهره دولة الإمارات في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بمقدرات الوطن أو النيل من مكتسباته أو كرامة أبنائه، والمنارة التي تشيع ضياء الأمل في نفوس من تقطعت بهم السبل في أوقات المِحَن والملمات، تأكيداً لنهج الإمارات الراسخ في مد يد العون لكل محتاج في كافة المواقف والظروف.
وقال سموه: “مع الاحتفال بالذكرى السابعة والأربعين لتوحيد القوات المسلحة، نتوجّه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة “حفظه الله” ونائبيه ، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات ، كذلك نوجه التهنئة إلى ضباط وضباط صف وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يوفقهم ويسدد خطاهم، وأن يديم على دولة الإمارات عزتها وكرامتها وأن يُنعم عليها بمزيد من أسباب التقدم والرقي والازدهار في ظل قيادتنا الرشيدة”.
واختتم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم كلمته بالقول: “دامت دولة الإمارات عزيزة أبيّة ودامت قواتها المسلحة منيعة قوية.. تحمي الوطن وتذود عن ترابه وتصون مستقبل أبنائه”