دعا الجيش السوداني المواطنين السودانيين لمغادرة منازلهم القريبة من مواقع تمركز قوات الدعم السريع، فيما تعرضت أحياء في جنوب العاصمة السودانية، أمس، لقصف جوي أدى إلى سقوط قتلى مدنيين، في وقت دفعت أعمال العنف في دارفور المئات لاستمرار النزوح متجهين إلى الحدود نحو تشاد.
وحلقت طائرات حربية استطلاعية في سماء الخرطوم، أمس، مع سماع أصوات المضادات الأرضية في جنوب أم درمان ووسط وغرب الخرطوم وإطلاق نار متقطع.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية مقتل 17 شخصاً بينهم خمسة أطفال ونساء ومسنون، وتدمير 25 منزلاً في منطقة اليرموك جراء قصف جوي على الخرطوم.
وكانت ضاحية أم درمان بشمال العاصمة تعرضت، أول من أمس، لقصف جوي استهدف خصوصاً حي بيت المال، وتحدثت «لجان المقاومة» عن سقوط ثلاثة قتلى وتضرر منازل.
ومنذ أكثر من شهرين تتواصل أعمال العنف بشكل شبه يومي في الخرطوم التي كان عدد سكانها يتجاوز خمسة ملايين نسمة، إلا أن مئات الآلاف غادروها منذ بدء النزاع في ظل نقص المواد الغذائية وتراجع الخدمات الأساسية، خصوصاً الكهرباء والعناية الصحية.
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح «أكليد»، إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
ومنذ بدء القتال في منتصف أبريل الماضي، عبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية مع إقليم دارفور، حيث تتخوف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية»، خصوصاً في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
وانقطعت خدمات الاتصالات بشكل كامل عن مدينة الجنينة، ما تسبب في ندرة المعلومات عن الأوضاع هناك بعد مقتل حاكم الولاية.
وأشارت منظمة «أطباء بلا حدود» إلى أن زهاء 6000 شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية فقط مع تصاعد أعمال العنف في دارفور.
وأوضحت المنظمة في بيان، أمس، أن ما لا يقل عن 622 جريحاً دخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان على مدى الأيام الثلاثة الماضية، موضحة أن 430 من هؤلاء يحتاجون إلى عناية جراحية، وأن غالبية الإصابات كانت جراء إطلاق النار.vوقال منسّق المنظمة في أدري سيبو درايا: «الوضع صراحةً يفوق طاقتنا، لكن الجميع يقوم بأقصى ما يمكن».
وتثير الأوضاع في دارفور قلقاً متزايداً، إذ حذّرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
وعانى الإقليم منذ بداية الألفية الثالثة وعلى مدى عقدين نزاعاً أودى بـ300 ألف شخص، وهجّر أكثر من 2.5 مليون، وفق الأمم المتحدة.