طوّر باحثون من جامعة خليفة تقنية مبتكرة مُصممة لتحسين مستوى الأمان في نماذج بصمات الأصابع أطلقوا عليها اسم «فِن تِم». تمثل هذه المنهجية قفزة كبيرة في مجال تطوير الأمن في نماذج بصمات الأصابع، حيث تتميز التقنية الجديدة بعدم الحاجة إلى تخزين التفاصيل الدقيقة على نحو مباشر، والقيام بتحويل البيانات المتعلقة ببصمة الإصبع إلى صيغة آمنة غير قابلة للتغيير ويمكن تخزينها على نحو آمن واستخدامها في تدقيق الهويات.
وأوضح الباحثون أن عملية استخدام تقنية «فِن تِم» تبدأ بتقسيم بصمة الإصبع إلى مثلثات استناداً إلى التفاصيل الدقيقة، ثم تستخرج منها خصائص حيوية متنوّعة وتصاغ في شكل مصفوفة رباعية الاتجاهات، وتحول هذه المصفوفة إلى تسلسل ثنائي، ليشكل قالباً آمناً لتسجيل هوية المستخدم والاحتفاظ بها، وتتمثل نتيجة كل ذلك في صورة واضحة لا يمكن عكسها لبصمة الإصبع، بحيث يمكن تخزينها على نحو آمن والاحتفاظ بها في قاعدة بيانات.
وأشاروا إلى اختبار المنهجية المبتكرة، في تسع قواعد بيانات مختلفة، حيث تفوقت في الأداء بفارق كبير على الوسائل الأخرى التقليدية في مجال الأمن والقابلية للإلغاء والمرونة في مواجهة الهجمات، وأظهرت تقنية «فِن تِم» دقة عالية في التعرف إلى بصمة الإصبع، حتى في المواقف الصعبة، كالسيناريوهات التي تفترض نجاح أحد قراصنة البيانات في الوصول إلى قالب مُختَرَق، كما تميزت بضمان الاختلاف الكامل بين النماذج الناتجة حديثاً باستخدام مفاتيح مختلفة من جانب والنماذج القديمة المخترقة من جانب آخر، ما يعني الحيلولة دون حدوث أي دخول غير مصرح به إلى قاعدة البيانات.
وأرجع الباحثون عملهم على التقنية المبتكرة إلى تزايد الحاجة إلى وسائل فعالة وآمنة لتوثيق البيانات في عالم تواصل فيه الرقمنة انتشارها، حيث أصبحت الأنظمة التقليدية التي تعتمد على كلمات المرور والرموز وبطاقات التحقق يشوبها العديد من نقاط الضعف، بدءاً من سهولة نسخها وانتهاءً بإمكانية فقدانها أو تعرضها للسرقة، مشيرين إلى أن الأنظمة البيومترية باتت تُعد وسيلة رائدة للتحقق من هُويات الأفراد، خصوصاً التعرف إلى بصمات الأصابع، إلا أن هذه الوسيلة لا تخلو من التحديات وأبرزها تلك المتعلقة بالخصوصية والأمان. وأكدوا أن استخدام أنظمة التحقق من بصمات الأصابع سببه ما تتميز به هذه الأنظمة من فعالية، إضافة إلى انخفاض كُلفتها الاقتصادية وسهولة سير عملياتها حيث يُجرى مسح بصمة الإصبع، ثم يُجرى بعد ذلك التعرف إلى التفاصيل الدقيقة التي تُعَد علامات فريدة في هذه البصمة، ثم يُخَزَّن كل ذلك في قاعدة بيانات للمقارنات في المستقبل. في المقابل، يعتبر تخزين هذه التفاصيل الدقيقة على نحو مباشر خطراً كبيراً نظراً إلى احتمالية تعرض قاعدة البيانات للاختراق من قبل المهاجمين الإلكترونيين الذين يقومون بإعادة إنشاء بصمة الإصبع الأصلية، ما يؤدي إلى سرقة الهوية والاحتيال.