كما في كل نهاية سنة منذ أكثر من قرن، تعرض حلويات عيد الميلاد التقليدية في اليونان المصنوعة من بودرة السكر والعسل واللوز في المحال أمام المارة، لكن مع ارتفاع الأسعار قد لا يتمكن كثيرون من شرائها.
ففي وسط أثينا، يعرض محل الحلويات العريق «شاتزيس» حلويات الميلاد «ميلوماكارونا» و«كورابييديس» التي تُباع في كل أنحاء اليونان.
إلا أنه هذه السنة قد يتخلى الكثير من المستهلكين عن هذه الحلويات التي ارتفع سعرها بنحو 10% خلال سنة، والسبب: ارتفاع أسعار الزبدة والبيض وزيت الزيتون.
وفي هذا المحل الشهير، تُباع حلويات الكورابييديس بسعر 23.90 يورو للكيلوغرام، وباستثناء دخول بعض السياح، يغيب سحر الميلاد عنه إذ إنه شبه فارغ.
وعلى بعد 500 كيلومتر من أثينا، في سوق كالاماريا في ضواحي سالونيكي (شمال) يعبر كل مستهلك عن غضبه من ارتفاع الأسعار.
ويقول نيكوس يوردانيديس الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات ويبلغ من العمر 32 عاماً أمام صناديق تفيض بالطماطم والجزر والفلفل الأخضر، «ماذا الآن؟ هل سنضطر للتوقف عن تناول الطعام أيضاً؟».
ويضيف «نحن بلد ينتج الفواكه والخضراوات بوفرة. كما تسير الأمور، لن نتمكن بعد الآن من شرائها».
وفي كندا سيستيقظ الناس في عيد الميلاد، في الدولة العملاقة التي تقع في الشمال والمعروفة بالشتاء القارس والثلوج العميقة التي يمكنها ابتلاع سيارة، وهم يتساءلون «أين هي الثلوج؟».
ولكن لا يوجد الكثير منها في الأرجاء.
فالأراضي التي ينبغي أن تكون بيضاء بفعل الصقيع من الساحل إلى الساحل ومن الشمال إلى الجنوب مكسوة باللونين الأخضر والبني بدلاً من ذلك.
وقال ديفيد فيليبس، عالم المناخ المخضرم في وزارة البيئة الاتحادية «كنت أتعقب الطقس منذ 55 عاماً ولم أشهد مثل هذا الشتاء في أول يوم رسمي للشتاء».
وعادة ما يحتفل نحو 75% من الكنديين بعيد ميلاد يكتسي باللون الأبيض ويميزه ارتفاع الثلوج سنتيمترين عن الأرض ولكن هذا الرقم الآن قريب من الصفر.
ويكون الشتاء غالباً أشد قسوة في الأقاليم غير الساحلية مثل ألبرتا، حيث يمكن أن يظل الثلج على الأرض لمدة خمسة أشهر أو أكثر. وكانت درجة الحرارة مرتفعة في إدمونتون عاصمة ألبرتا الجمعة إذ بلغت سبع درجات مئوية بالمقارنة مع 28 درجة تحت الصفر في العام الماضي.
ولا ينبغي لذلك أن يكون مفاجأة، إذ يبدو أن عام 2023 سيكون من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
والسبب الآخر هو ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع درجات حرارة سطح الماء في شرق ووسط المحيط الهادي، والتي غالباً ما تؤدي إلى درجات حرارة أكثر اعتدالاً في الشتاء. ويحب الكنديون أن يسألوا بعضهم بعضاً «هل الجو بارد بما يكفي بالنسبة لك؟»، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة ستصبح هذه المزحة قديمة.
وقال فيليبس «ما ترونه هذا الشتاء هو في الواقع نظرة مسبقة لما سيكون طبيعياً بعد عقود من الآن».