امتدت عمليات فريق البحث والإنقاذ الإماراتي ومهامه الإنسانية لتشمل قارات العالم كافة ليقدم الدعم والمساندة والغوث للمحتاجين، وذلك برؤية وتوجيهات القيادة التي تأسست على نهج الخير والعطاء والإنسانية والحرص على العمل الخيري والإنساني وسرعة التحرك إغاثة للملهوفين، وتخفيفاً للمعاناة عن المنكوبين.
ويعد الفريق الإماراتي من أكثر الفرق العالمية احترافية وانضباطاً، ولديه نخبة من الكوادر تشمل فرقاً طبية وإسعافية ومتخصصين في البحث والإنقاذ والإسناد الجوي، وجميعها مدربة على سيناريوهات الكوارث كافة، مستعينة بأحدث المركبات والمعدات والطائرات ووسائل البحث والإنقاذ والتقنيات المتقدمة.
ويضم فريق تحديد ضحايا الكوارث (DVI) مجموعة من الخبراء والمختصين واستشاريي الطب الشرعي وطب الأسنان والـ(DNA)، مجهزين بمعدات وأدوات متطورة خاصة لتحديد هوية ضحايا الكوارث والإصابات الجماعية، والتعامل مع الجثث والأشلاء البشرية وجمع العينات.
وتساند فريق البحث والإنقاذ الإماراتي طائرات متنوعة المهام من بينها طائرات للإسعاف وطائرات بدون طيار «الدرونز»، تقوم بمهام دقيقة، وتصل إلى أماكن من الصعب الوصول إليها وسط ظروف الكوارث الطبيعية، مثل تمشيط المناطق وتصوير وإرسال بيانات دقيقة تزود الفريق بمعلومات حيوية ومهمة تسهم في إنجاح المهام بصورة قياسية وتعزز سرعة الاستجابة، ويضم الفريق أيضاً كوادر طبية متخصصة في الإسعاف السريع والطوارئ وتقديم الدعم النفسي، ولديه خبرات ميدانية واسعة في التعامل مع الكوارث الطبيعية وأوقات الأزمات.
ويستخدم الفريق الخيام للعمليات والتدخل، والكلاب المدربة في عمليات البحث، إضافة إلى الآليات المتخصصة، مثل سيارات الإسعاف، ووحدات التقييم والقيادة والاستطلاع، والتفتيش الأمني، ودوريات المستجيب الأول، والـk9 ودوريات البحث والإنقاذ، والورشة المتحركة، وعربات النقل، وشاحنات التدخل في أوقات الطوارئ، ومركبات إنارة وتنقل تُستخدم في أكثر المناطق المتضررة وذات التضاريس الوعرة.
ويتمتع فريق البحث والإنقاذ الإماراتي بسمعة وتقدير عالمي، نظراً لاحترافيته الكبيرة، ومهارات كوادره التي تتمتع بأعلى مستويات التدريب والانضباط، والتزامه التام بالعمل وفق أعلى البروتوكولات والمعايير العالمية، والفريق حاصل على الاعتماد الدولي (المستوى الثقيل) من الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ في الأمم المتحدة، ومرخص للقيام بعمليات البحث والإنقاذ إقليمياً ودولياً.
ويملك فريق (DVI) منظومة حديثة تقنية وفنية للتعامل مع الكوارث، مثل التشريح الرقمي الافتراضي، وبرنامج إدارة ملفات المطابقة التقني، وللفريق اشتراكات في عدد من قواعد البيانات العالمية، والتي تدعم الوصول إلى الهوية البشرية، مثل قواعد البيانات الأميركية الخاصة بعلوم العظام الشرعي i24/7، علاوة على المشاركة في قواعد البيانات المتوافرة لدى المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول).
ويضم الفريق أول طبيبين مواطنين بمرتبة استشاري في علوم الأمراض بالطب الشرعي، وأول طبيب مواطن بمرتبة استشاري في الأشعة الجنائية والتشريح الرقمي، وأول أخصائي مواطن في علم العظام الشرعي على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأول دكتور في علم الجينوم البشري، ويضم أيضاً خبراء وأخصائيين نفسيين للتعامل مع أهالي الضحايا وأطباء أسنان وخبراء في فحوص الحمض الوراثي، وخبراء مختصين في إدارة الأزمات والكوارث.
مهام عابرة للقارات
وبتوجيهات القيادة، نفذ فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مهام إنسانية في عدد كبير من دول العالم الصديقة والشقيقة، وكانت بصمات الخير الإماراتية حاضرة في قارات العالم تمد يد العون وتغيث المنكوبين، انطلاقاً من حرص الإمارات على القيام بواجبها الإنساني في إنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية، استكمالاً لمنظومة الإغاثة التي تقوم بها في الدول الشقيقة والصديقة، فكانت الإمارات من الدول السباقة في الوصول إلى تركيا وسورية والمغرب وليبيا وباكستان وأفغانستان وجزيرة سومطرة بماليزيا، وغيرها من دول العالم، وشارك فريق تحديد ضحايا الكوارث الإماراتي في عمليات البحث ما بعد حادث سقوط الطائرة الماليزية في إندونيسيا 2014، وحادثة سقوط الطائرة الماليزية في أوكرانيا 2015، وفي كارثة تسونامي كمراقب.
أهداف وتدريب
يعد فريق البحث والإنقاذ الإماراتي من الفرق القليلة في المنطقة المتميزة في هذا المجال، وجاء تكوينه تنفيذاً لتوجيهات القيادة ليكون الركيزة في الوصول للغاية الأسمى، وهي إنقاذ الروح الإنسانية الغالية، وإغاثة المنكوبين، ومساعدة الدول حول العالم في الأوقات الصعبة، إلى جانب الإسهام في تطوير الخدمات والارتقاء بها عالمياً في مجال البحث والإنقاذ، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة والمساعدة التدريبية والفنية اللازمة، بالتنسيق مع الدول والمنظمات الدولية. ويعمل الفريق مع نظرائه من الفرق في الدول الصديقة والشقيقة على تبادل الخبرات في مجالات البحث والإنقاذ، وخوض تمارين مشتركة، وتبادل الزيارات وتطوير قدرات الكوادر في هذه المجالات، والاستفادة من جميع العلوم المتقدمة والتقنيات الحديثة لتطوير مسيرة التميز.
مهمة إنسانية في ليبيا
أعلن فريق البحث والإنقاذ الإماراتي، الموجود في ليبيا ضمن مهمته الإنسانية المتواصلة، العثور على 229 مفقوداً من ضحايا إعصار دانيال في درنة الليبية، وقال قائد الفريق الإماراتي المختص بتحديد هوية ضحايا الكوارث (DVI)، الدكتور عيسى أحمد العوضي، إنه يصعب تحديد هوية الضحايا في الكوارث الكبرى عن طريق التعرف البصري، وهو الواقع في إعصار دانيال، وبالتالي يكون من الضروري الارتكاز على المعرفات الأولية العلمية، مثل بصمات الأصابع أو بصمة الأسنان أو نتائج البصمة الوراثية (DNA)، بهدف تحديد الهوية بشكل قاطع.
وفي زمن قياسي، كشف الفريق عن هوية 86 جثة وأشلاء ورفاتاً بشرية، ولايزال العمل جارياً وفق مراحل التحديد والبحث والتمشيط الأركيولوجي، وهناك خطط لتوسعة مناطق البحث بالتنسيق مع الفرق الأخرى.
• الفريق الإماراتي لديه نخبة من الكوادر تشمل فرقاً طبية وإسعافية ومتخصصين في البحث والإنقاذ والإسناد الجوي.