تطلق «فرجان دبي»، المؤسسة الاجتماعية التطوعية التي تهدف إلى تعزيز التواصل الاجتماعي بين سكان الأحياء في دبي عبر المنصات الافتراضية، بالتعاون مع بلدية دبي، الدورة الأولى من مهرجان الفرجان في الفترة من اليوم إلى 19 مارس الجاري، في حديقة مشرف الوطنية في دبي تحت شعار «بين الغاف».
وقالت مؤسس ومدير عام «فرجان دبي»، علياء الشملان، لـ«الإمارات اليوم»، إن المهرجان الذي يبدأ فعالياته اليوم يقدم 36 مشروعاً إماراتياً، بواقع 21 مطعماً ومقهى، و15 مشروعاً منزلياً يقدم منتجات مختلفة.
وذكرت أن المهرجان يجمع أهل الفريج في جو من الألفة والمحبة، والتعاون، ويمكن أصحاب المشاريع من عرض منتجاتهم في بيئة اجتماعية مناسبة للأسر والعائلات.
ويسعى المهرجان إلى تعزيز أواصر التلاحم المجتمعي بين الجيران في أحياء دبي المختلفة من خلال عدد من الفعاليات المتنوعة التي تناسب كل أفراد الأسرة وتحقق التقارب والتلاقي، وتتيح مناخاً يسهم في تقوية أواصر التلاحم المجتمعي لدى أبناء إمارة دبي.
ويشهد الحدث الذي يستمر 10 أيام من الرابعة عصراً حتى الـ11 والنصف مساء، أجواء اجتماعية وترفيهية وتراثية يتلاقى في رحابها أبناء الفريج الواحد في عدد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة.
وقالت الشملان إن مهرجان الفرجان يأتي في إطار سعي المبادرة إلى ترسيخ التلاحم المجتمعي وعناصر الهوية الوطنية ودعم المواهب ورواد الأعمال داخل الأحياء السكنية في دبي، بهدف تعزيز التماسك والترابط الاجتماعي والأسري.
وأشارت إلى أن المهرجان يلقي الضوء على مشروعات إماراتية ناجحة، كما يحفل في الوقت نفسه بشخصيات مبدعة في كل فريج في مختلف المجالات لتقديم قصص تستلهم قيم الفريج الأصيلة التي تعتمد على بناء علاقة مستدامة بين الجيران في إمارة دبي، وتعزيز التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، تجسيداً لمبدأ «الفريج»، بما ينعكس إيجاباً على الحفاظ على الإرث الإماراتي الأصيل وتعزيز الهوية الوطنية.
من جهته، أكد مدير إدارة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية في بلدية دبي، أحمد الزرعوني، حرص البلدية على دعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز أواصر المودة والسعادة بين أبناء المجتمع، والتي تعمل على تعزيز القيم بهدف الحفاظ على الهوية ونشر الوعي بالموروث الإماراتي.
وأشار إلى أن حدائق دبي تمتلك الجاهزية الكاملة لاستقبال مختلف الفعاليات المجتمعية التي تتناسب وجميع الفئات العمرية، منوهاً برمزية اختيار حديقة مشرف الوطنية لاستضافة مهرجان الفرجان الذي يتخذ من شجرة الغاف شعاراً له، لافتاً إلى أن «حديقة المشرف» من أقدم حدائق دبي التي تنتشر فيها هذه الشجرة بكثافة كبيرة.
ويجسد اختيار شعار «بين الغاف» وتنظيم المهرجان في نسخته الأولى في حديقة مشرف الوطنية، الحرص على المزج بين الماضي والحاضر، حيث تتميز الحديقة باحتوائها المكثف لأشجار الغاف التي تعتبر من الأشجار الوطنية الأصيلة في الإمارات، إذ تعد رمزاً للصمود والتعايش في الصحراء، وتمثل قيمة ثقافية كبيرة فيها؛ لاقترانها بهوية الإمارات وتراثها، وتعد عنوان الاستقرار والسلام في الصحراء، الأمر الذي يسهم في ربط المشاركين بماضيهم.
ويشكل مهرجان الفرجان منصة لإبراز المواهب ودعم المشاريع الريادية والناشئة، حيث يخصص حيزاً واسعاً لعرض المنتجات الخاصة بأبناء الفريج وأفكارهم الإبداعية، الأمر الذي يسهم في تنمية مشاريعهم ورفع معدلات مدخولهم واكتساب مهارات جديدة.
وتتنوع أنشطة المشاريع المشاركة بين الأكلات الشعبية الإماراتية والصناعات اليدوية، كصناعة العطور والبخور والفعاليات التراثية التي تسعى إلى إحياء التراث الشعبي والحفاظ على تراث الأجداد في إطار يربط بين الماضي والحاضر، ليكون المهرجان ملتقى الأسرة الإماراتية.
وينظم مهرجان الفرجان ورشاً فنية لتعليم الأطفال والكبار طرقاً متعددة للتعبير عن أنفسهم من خلال الريشة والألوان، حيث تسعى هذه الورش إلى تعزيز الإبداع لدى الأطفال والشباب من خلال مجموعة من الممارسات الفنية التي تسهم في بناء المهارات والمواهب في عالم الرسم والتشكيل.
ويكشف المهرجان عن إبداع المشاركين في مجال الطهي، وعملهم الدؤوب لإبراز مهاراتهم وحرفيتهم في إعداد أطباق تتنوع بين الوصفات المحلية والعربية، وكذلك العالمية، وذلك عبر فعالية تحدي الطبخ التي يستعرض فيها أبناء الفريج مذاقات ونكهات مختلفة.
كما يشهد مسابقات في التصوير الفوتوغرافي، حيث يتنافس المشاركون على إظهار الصورة الحقيقية للحياة في الفريج داخل أحياء دبي، ما يسهم في دعم الحركة الفنية والثقافية، والحفاظ على التراث وتوثيقه، وتقديمه للمتلقي بشتى الوسائل التقنية الحديثة. ويتيح الفرصة أمام أصحاب المواهب الحقيقية في عالم الغناء والعزف الموسيقي لاستعراض وإبراز مواهبهم أمام جمهور المهرجان عبر أمسيات موسيقية تستحضر تراث الغناء الأصيل.
يذكر أن «فرجان دبي» مؤسسة اجتماعية تسعى إلى ترسيخ القيم الاجتماعية والهوية الوطنية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، وتحفيز روح التطوع والمساهمة المجتمعية للارتقاء بجودة الحياة، وتعزيز السلوكيات والقيم الإيجابية في المجتمع.