- عبدالعزيز بن طلال: قضية عمل الأطفال لاتزال تمثل تحدياً حقيقياً أمام المجتمعات العربية
القاهرة – هناء السيد
أكد المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري أن «تداعيات الحروب والنزاعات والتغيرات المناخية وتقلبات الاقتصاد العالمي أدت إلى تكريس واقع اجتماعي هش في بعض الدول العربية يهدد منظومة الحماية الاجتماعية وفرص العمل اللائق ومسار الانتقال العادل للتنمية».
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر العربي رفيع المستوى حول عمل الأطفال وسياسات الحماية الاجتماعية في الدول العربية الذي انطلقت أعماله أمس الأربعاء ويعقد تحت مظلة جامعة الدول العربية وبشراكة بين منظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) والمجلس العربي للطفولة.
وأضاف المطيري أنه «في ظل محدودية البيانات والإحصائيات تؤكد الدلائل جميعها أن الفقر والاقتصاد غير المنظم والأزمات الممتدة تشكل بيئة خصبة لانتشار عمل الأطفال»، مبينا أنه «في قلب هذا المشهد المأزوم يقف الطفل العامل بين أكثر الفئات هشاشة يواجه خطرا مركبا بين حاضر مثقل بالتحديات ومستقبل مجهول تصادر فيه فرصه في التعليم والصحة والحياة الكريمة».
ولفت إلى أن «منظمة العمل العربية وبتعاون وثيق مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) والمجلس العربي للطفولة تؤمن بأن حماية حقوق الطفل التزام جماعي يقع في صميم أولوياتها»، مشددا على أن «القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال وحظر عمل الأطفال بجميع أشكاله استحقاق دولي تأخر تحقيقه».
ودعا في هذا الصدد إلى توسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل الأسر الهشة والعاملة في الاقتصاد غير المنظم ودمج خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية في إطار يعزز الوصول الشامل للأطفال.
كما دعا إلى الاستثمار في البيانات والرصد الرقمي لمتابعة التسرب المدرسي وعمل الأطفال وتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وتعزيز دور المجتمع المدني والإعلام لكسر دوائر الصمت ومواجهة الصور النمطية التي تبرر تشغيل الأطفال وتسخير التحول الرقمي لتحقيق هذه الأهداف.
وقال المطيري: «لا يمكن الحديث عن حقوق الطفل العربي دون الوقوف أمام مأساة أطفال غزة الذين يواجهون أبشع صور الانتهاك لحقوق الطفل، فمنهم من قضى تحت القصف ومنهم من أصيب بإعاقات دائمة أو يعاني صدمات نفسية قاسية».
وشدد على أن ما يتعرض له أطفال فلسطين امتحان حقيقي لضمير الإنسانية واختبار لمصداقية الالتزام بالمواثيق الدولية التي تقر بأن حق الطفل في الحياة والأمان والتعليم والصحة هو حق غير قابل للمساومة.
من جهتها، قالت مدير إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية الوزير مفوض لبنى عزام في كلمتها إن مواجهة عمل الأطفال لا تتم فقط عبر القوانين بل عبر منظومة متكاملة تتشابك فيها سياسات التعليم الجيد والشامل ونظم الحماية الاجتماعية والاستثمارات الاجتماعية الموجهة للأسر الفقيرة والمهمشة ودور المجتمع المدني والإعلام والشركاء الاجتماعيين وأنظمة فعالة للرصد والإحصاء والمتابعة.
من جهته، أكد رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) الأمير عبدالعزيز بن طلال في كلمته أن قضية عمل الأطفال لاتزال تمثل تحديا حقيقيا أمام المجتمعات العربية لما تحمله من آثار سلبية على النمو البدني والنفسي والتعليمي للأطفال.
وأضاف بن طلال أن «هذه القضية تمس حق الطفل في التعليم والصحة والحماية والنمو في بيئة آمنة تمكنه من المشاركة الكاملة في المجتمع وتتصل بشكل مباشر بـ (أهداف التنمية المستدامة 2030) ولاسيما الهدف الثامن المتعلق بـ «العمل اللائق والنمو الاقتصادي» والهدف الـ 16 الذي يدعو إلى إقامة مجتمعات عادلة وسلمية وشاملة. وأكد أن هذا المؤتمر يأتي ليجمع بين صناع القرار والخبراء والمنظمات المعنية من أجل بناء سياسات حماية اجتماعية متكاملة تعالج جذور مشكلة عمل الأطفال وتوفر البدائل الكريمة للأسر من تعليم وفرص عمل لائقة ودعم اجتماعي مستدام.
وتشارك في أعمال المؤتمر الاستشارية النفسية في المجلس الأعلى للأسرة د.مها الجارالله، وذلك بالإنابة عن وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة.
