حرصت بلدية دبي على خلق بيئة داعمة لأصحاب الهمم من موظفيها، لاسيما ذوي الإعاقات السمعية، وهو ما دفعها إلى الاعتماد على أول مترجمة لغة إشارة معتمدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي فاطمة المناعي، بهدف تسهيل التواصل مع الموظفين من ذوي الإعاقة السمعية بلغة الإشارة ونقل استفساراتهم وطلباتهم.
وكشفت فاطمة المناعي لـ«الإمارات اليوم» أنها اكتسبت لغة الإشارة من زوجها.
وتقول: «هو من علمني لغة الإشارة، قبل اعتمادي كأول مترجمة إماراتية وأول مترجمة قانونية على مستوى الدولة»، مضيفة أن بلدية دبي استقطبتها للعمل كمترجمة لغة إشارة، لأن لديها نسبة كبيرة من ذوي الإعاقة السمعية، مشيرة إلى أن «البلدية تهتم دائماً بهذه الفئة». وقالت إنها «وفّرت لهم مترجم لغة إشارة للتواصل مع الموظفين الداخليين عبر خدمة (سند كول)، فأي موظف من الفئة السمعية لديه استفسار أو طلب أو أي شيء يتواصل عبر الفيديو كول، ويتم الرد عليه بلغة الإشارة».
وتابعت أن «لغة الإشارة مهمة حتى لمن لا يعانون إعاقات سمعية، فهي ضرورية للتواصل مع هذه الفئة»، مشيرة إلى أنها تستخدم لغة الإشارة في كل مكان وليس مكان عملها فقط، بحكم وجود أحداث كثيرة ومعارض، ومن بينها إكسبو أصحاب الهمم، الذي انعقد أخيراً في دبي، وشاركت فيه عبر منصة بلدية دبي.
وقالت: «أغلبية المنصات لا يوجد فيها مترجم إشارة، لكن لدينا في البلدية ترجمة لهذه الفئة، وبالتالي فهي نقطة مهمة تحسب للبلدية لأنها تمكّن متعامليها من الحصول على الخدمات التي يريدونها بسهولة». وتحدثت عن لغة الإشارة قائلة إنها ليست صعبة على الإطلاق، بل ممتعة لمن يحبها، ولا يستغرق تعلمها وقتاً طويلاً، لكنها تعتمد على الممارسة المستمرة كأي لغة أخرى.
وأضافت: «لغة الإشارة ليست معتمدة لجميع لغات ودول العالم، لأن الإشارة تختلف باختلاف الثقافات والدول».
وحول فرص نقل خبرتها في هذه اللغة لزملائها، قالت فاطمة المناعي: «بلدية دبي نظمت بالفعل دورات خاصة لتأهيل الموظفين ومساعدتهم على استخدام لغة الإشارة. ومن ضمن خططها التجريبية تنظيم دورات للتعامل مع أصحاب الهمم والتخاطب معهم، وهي دورات مدرجة ضمن جدول سنوي لتثقيف الموظفين بهذه اللغة».
وعملت فاطمة مترجماً معتمداً في لغة الإشارة بـ«محاكم دبي» بين 2007 و2016، ومترجماً في «نادي دبي لأصحاب الهمم» بين 2003 و2014، وعملت على ترجمة العديد من البرامج التلفزيونية، إضافة إلى العديد من القضايا الخاصة بالصم لدى مراكز الشرطة والدوائر الحكومية، واحتفالات التميز لحكومة دبي بين 2010 و2015، إلى جانب ترجمة قصص خاصة لأصحاب الهمم بلغة الإشارة في بلدية دبي.
وأسهمت في تنظيم ما يقارب 40 دورة لمختلف الدوائر الحكومية والاتحادية والمراكز والأندية، وتدريب ما يزيد على 900 متدرب على لغة الإشارة، وإعداد الحقائب التدريبية الخاصة بتعليم لغة الإشارة وتعليم أصحاب الهمم، ونالت لقب «سفيرة الخير» لعام 2017 على مستوى دولة الإمارات.
فاطمة المناعي:
. لغة الإشارة مهمة حتى لمن لا يعانون إعاقات سمعية، فهي ضرورية للتواصل مع هذه الفئة.
. لغة الإشارة ليست صعبة، بل ممتعة لمن يحبها، ولا يستغرق تعلمها وقتاً طويلاً.