حققت هيئة زايد لأصحاب الهمم في دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً تاريخياً، حيث تم تسجيلها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأطول سلسلة من الشرائط المعلّقة في العالم، بطول 66.353 متراً. هذا الإنجاز يمثل رسالة توعية عالمية حول الإعاقات غير الظاهرة، ويؤكد التزام الإمارات بتعزيز مجتمع شامل ومستدام لجميع أفراده.
جاء الإعلان الرسمي عن هذا الرقم القياسي خلال فعاليات الملتقى الأسري الخامس، بحضور محكم دولي من موسوعة غينيس ومشاركة واسعة من العائلات والمؤسسات والجهات الداعمة. وقد تم تصنيع الـ 1300 شريطة المكونة للسلسلة القياسية بأيدي أصحاب الهمم أنفسهم، بالتعاون مع 13 جهة وطنية مختلفة.
أهمية رمز “دوّار الشمس” في التوعية بالإعاقات غير الظاهرة
تعتبر الشريطة التي تحمل رمز “دوّار الشمس” رمزاً عالمياً معترفاً به للتوعية بالإعاقات الخفية أو غير الظاهرة. تهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من هذه الإعاقات، والتي غالباً ما تكون غير مرئية للعين المجردة. وتشمل هذه الإعاقات حالات مثل اضطرابات التعلم، والتوحد، والأمراض المزمنة، والصحة النفسية.
وفقاً لوكالة أنباء الإمارات “وام”، فإن هذا العمل الرمزي يعكس التزام هيئة زايد لأصحاب الهمم بتعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ مفاهيم الاحتواء والتفهّم لاحتياجات هذه الفئة. يهدف أيضاً إلى تشجيع المؤسسات والمجتمعات على توفير بيئات أكثر دعماً وتفهماً للأفراد الذين يعانون من الإعاقات المخفية.
مشاركة أصحاب الهمم في تنفيذ المشروع
أكد عبد الله الحميدان، المدير العام لهيئة زايد لأصحاب الهمم، أن مشاركة أصحاب الهمم في تصميم وتنفيذ المشروع تعكس قدراتهم الإبداعية ودورهم الفاعل في صناعة الإنجازات الوطنية. وأضاف أن هذا الإنجاز يجسد رؤية القيادة في بناء مجتمع شامل ومستدام، حيث يتمتع الجميع بفرص متساوية.
تم تنفيذ المشروع في مركز الابتكار، بدعم من عدد من الجهات الحكومية والمجتمعية والشركاء الاستراتيجيين. وقد تم توفير كافة الأدوات والموارد اللازمة لأصحاب الهمم للمشاركة بفعالية في جميع مراحل المشروع، بدءاً من التصميم وحتى التنفيذ.
رسالة إنسانية وقيم التمكين
لا يمثل هذا الرقم القياسي مجرد إنجاز جديد في سجل دولة الإمارات، بل هو رسالة إنسانية تؤكد قيم التمكين والاحترام، وتبرز قدرة أصحاب الهمم على تحقيق إنجازات عالمية متى ما توفرت البيئة الداعمة. ويعكس هذا الإنجاز أيضاً التزام الإمارات بتنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط هذا الإنجاز الضوء على أهمية دمج أصحاب الهمم في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم والتوظيف والمشاركة المجتمعية. وتشير التقارير إلى أن دمج أصحاب الهمم في سوق العمل يمكن أن يساهم في زيادة الإنتاجية والابتكار.
وشهد الملتقى تفاعلاً كبيراً من الأسر وأفراد المجتمع، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية دعم أصحاب الهمم وتمكينهم. وقد أشاد الحضور بالجهود التي بذلتها هيئة زايد لأصحاب الهمم وشركاؤها لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
تعتزم هيئة زايد لأصحاب الهمم مواصلة إطلاق مبادرات نوعية تبرز قدرات أصحاب الهمم، وتسهم في تعزيز مكانتهم ودعم مشاركتهم في مسيرة التنمية التي تشهدها دولة الإمارات. ومن المتوقع أن تعلن الهيئة عن المزيد من المشاريع والمبادرات في المستقبل القريب، بهدف تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال تمكين أصحاب الهمم.
من المنتظر أن تستمر حملات التوعية حول الإعاقات غير المرئية لزيادة الفهم المجتمعي لهذه الحالات، وتقديم الدعم اللازم للأفراد المتضررين. وستركز الجهود المستقبلية أيضاً على تطوير السياسات والبرامج التي تضمن حقوق أصحاب الهمم وتسهل مشاركتهم الكاملة في المجتمع.
