استذكر سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، عيسى بوحميد أحد رجال الرعيل الأول، الذي أسهم في نهضة دبي، مؤكداً سموه أن عيسى بوحميد – رحمه الله – ترجم رؤى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتوجيهاته في وضع أسس الخدمات الحكومية في دبي.
وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تدوينة على حسابه في منصة «إكس» أمس: «نحتفي اليوم بأحد رجال الرعيل الأول الذين ساهموا في نهضة دبي وخدموا أهلها بتفانٍ وإخلاص، ترجم عيسى بوحميد – رحمه الله – رؤى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتوجيهاته في وضع أسس الخدمات الحكومية في دبي، وحقق إنجازات مشهودة بتوجيهٍ منه في الإشراف على أهم مشاريع تمديد المياه فيها، كما عمل ضمن لجان الإسكان وتوزيع الأراضي على المواطنين، إضافة إلى إشرافه على مشاريع لتطوير البنى التحتية».
وأضاف سموه: «نستذكر اليوم مآثره ونشكر جهوده، كأحد المخلصين الذين ساهموا بجهودهم في مسيرة دبي واستقروا في ذاكرتها، لأنّ دبي لا تنسى المخلصين».
شغل عيسى عبدالله محمد بوحميد، عدداً من المناصب في مجموعة من المؤسسات الحكومية التي شكلت نواة القطاع الخدمي وبناء مسيرة التنمية في إمارة دبي، وعاصر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله.
وعمل بوحميد الذي وُلد عام 1938، في الشرطة والبلدية، شاغلاً عدداً من الوظائف المهمة والمؤثرة في الإمارة، وكان جندياً من الذين أسهموا في وضع أسس الخدمات الحكومية في الإمارة.
وعاش بوحميد، وهو والد حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، معظم حياته مع والده وأخوته، حيث كان والده يعمل في شراء وبيع القماش، ويعتد بشهادته حين يقع خلاف بين طرفين في السوق.
وتعلم بوحميد في المدرسة الأحمدية، فتمكن من الحساب والفقه، إضافة إلى تعلم القرآن، وتعلم في المدرسة على يد مجموعة من الأساتذة الإماراتيين من أمثال الشيخ محمد نور بن سيف المهيري، والشيخ أحمد الشيباني.
التحق بوحميد بشرطة دبي حين كان في الـ17 عاماً من عمره، ليتدرج في مناصب عدة لمدة أربع سنوات، تسلم خلالها مهام العمل في الرقابة على عمليات الدخول والخروج للقادمين إلى دبي عبر المنافذ البحرية، حين كانت البواخر تأتي من الهند وباكستان وتنقل بضائع إلى البحرين والكويت، وتدرب خلال عمله في الشرطة على مهام التفتيش بقطاع الهجرة والجوازات.
واستمر عمل بوحميد في الشرطة إلى أن صدر أمر من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بنقله عام 1961 إلى بلدية دبي ليعمل في دائرة المياه، ويبدأ مع مجموعة أخرى من زملائه في تنفيذ أول مشروع تمديد مياه في الإمارة عبر حفر 30 بئراً في العوير وتوصيلها بتسعة خطوط بمنطقة رأس الخور، التي أنشئ فيها مركز لتوزيع المياه كان يأتيه الناس بصهاريج (تناكر) ينقلون فيها المياه إلى بيوتهم.
وعمل بوحميد أيضاً في إنشاء عدد من مراكز توزيع المياه في بر دبي وديرة، وفي عمليات توصيل شبكات المياه إلى البيوت.
واستمر بوحميد في عمله في دائرة المياه لمدة 30 عاماً، حتى كبر أولاده، وتعلموا في جامعات كبرى ونالوا شهادات عليا، وشغلوا مناصب ومسؤوليات مهمة.