أفادت الشيخة عزة بنت راشد النعيمي، رئيسة مؤسسة حماية المرأة والطفل في عجمان، بأن عناد الأزواج بعد الانفصال يدفع ثمنه الأبناء، موضحة أن «الإهمال» يتصدر قضايا الأطفال التي تعاملت معها المؤسسة خلال السنوات الست الماضية، بإجمالي 48 حالة بينها ثماني حالات خلال العام الجاري، عازية سبب تزايد حالات الإهمال إلى الخلافات الزوجية وما يتبعه من انفصال الزوجين، الأمر الذي ينعكس بالسلب على الأبناء.
وقالت لـ«الإمارات اليوم»، إن الإحصاءات التي أعدتها المؤسسة أظهرت أن مشكلة الأوراق الثبوتية تأتي في المرتبة الثانية في قضايا الأطفال، والتي يتسبب فيها امتناع آباء عن استخراج أوراق ثبوتية للأبناء بعد الطلاق، مضيفة أن هذه الأفعال تهدف في المقام الأول إلى ممارسة الضغط والتضييق على الأمهات، وأكثر المتضررين منها الأبناء الذين يحرمون التعليم والعلاج، وهما من أهم حقوق الأبناء لارتباطهما بحياتهم ومستقبلهم.
وذكرت أن مشكلات «الرؤية» تأتي في المرتبة الثالثة من حيث قضايا الأطفال بـ18 حالة خلال السنوات الست الماضية منها ثلاث حالات خلال العام الجاري، وفي المرتبة الرابعة الحضانة والنفقة والمشكلات المدرسية وطلب إيواء بـ12 حالة، لافتة إلى أنه يأتي بعد ذلك المشكلات النفسية بسبع حالات، والمشكلات السلوكية بثلاث حالات، ثم «التنمر» و«الطرد» بحالتين لكل منهما.
وأوضحت أن مشكلات الأطفال تشتمل على «فاقدي الرعاية» ومجهولي النسب والتسول وانحراف حدث واستغلال وتعاطٍ بواقع حالة واحدة لكل منها، مؤكدة أن المؤسسة تهتم بمتابعة مختلف الحالات لدعم الأطفال المتضررين وحمايتهم من الإساءات والممارسات غير السوية التي تؤذيهم وتؤثر بالسلب على مستقبلهم.
وروت الشيخة عزة بنت راشد النعيمي، واقعة كان الأطفال أكثر المتضررين فيها، حيث كان لشخص في مدينة العين زوجتان إحداهما من العين ولهما بنات، والأخرى من عجمان، وبعدما توفيت والدة بناته بمرض السرطان، أصرّ إخوتها على أخذ البنات بالقوة ورفضوا انتقالهن للعيش مع والدهم.
وتابعت أن «البنات في سن صغيرة ولم يدخلن المدارس بعد، ومرّ ستة أشهر على هذا الأمر دون طائل، وتدخلنا طالبين منهم إعطاء البنات لوالدهم حتى يكملن دراستهن، لكن أشقاء الزوجة لم يوافقوا حتى إنهم تعمّدوا تشجيع البنات على عصيان أبيهن رغم أنه لم يقصر معهن في شيء».
وأكدت أن مثل هذه التصرفات يدفع ثمنها الأبناء ويواجهون مشكلات تتعلق بالتعليم وفقدان حضن الأب، ما قد يؤثر عليهم نفسياً على المدى البعيد.