أدّت الإجراءات الاحترازية، التي فرضت عقب تفشي جائحة «كوفيد-19» في الولايات المتحدة خلال عام 2020، إلى فقدان الكثير من النساء لوظائفهن، والاتجاه إلى رعاية أطفالهن بعد تحول المدارس إلى التعليم عن بُعد. وحتى مع نمو فرص العمل بعد مرور عام على «الجائحة»، تراجع عدد النساء العاملات بما يقرب من 1.5 مليون وظيفة حتى مارس 2021، مقارنة بشهر فبراير 2020، لدرجة أن بعض الاقتصاديين أعربوا عن مخاوفهم من أن تواجه النساء تحديات عند إعادة الدخول إلى سوق العمل.
بيد أن تلك المخاوف تتلاشى، مع انضمام النساء إلى سوق القوى العاملة، التي بدأت تتخلص من آثار اضطرابات «الجائحة» مع وصول قطاع الخدمات إلى فورة التوظيف مدعوماً بتراجع المخاوف بشأن الفيروس، وإغراء الرواتب العالية، التي تحفز المزيد من النساء للبحث عن وظائف.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن عودة المرأة إلى سوق القوى العاملة تنشط المصدر الأساسي للقوة الاقتصادية، حيث إن أسعار الفائدة السريعة والتضخم المفرط يثيران مخاطر الركود في أميركا، لكن العديد من النساء تجني مكاسب الأجور المرتفعة، حيث يتنافس أرباب العمل على مجموعة محدودة من العمال، ما يساعد على دعم النمو المتجدد في الإنفاق الاستهلاكي.
ويمكن أن يساعد وجود المزيد من النساء بسوق العمل في تخفيف نقص العمال.
ففي يناير الماضي، لامس معدل البطالة أدنى مستوى له منذ 53 عاماً عند 3.4%.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في بنك «ويلز فارغو»، سارة هاوس، إن «الطلب في سوق العمل لايزال قوياً، حيث تحتل النساء 66% من جميع الوظائف في قطاعات الترفيه والضيافة، والتعليم الخاص، والصحة، وغيرها من القطاعات الخدمية».
كما نمت عمالة النساء في تلك القطاعات بمقدار 719 ألف وظيفة في الأشهر الستة المنتهية في يناير، ما يمثل 38% من معدل نمو الوظائف في القطاع الخاص خلال تلك الفترة.
من جهتها، قالت الخبيرة الاقتصادية في جامعة بيتسبرغ، ستيفانيا ألبانيسي، إن «خيارات العمل عن بُعد، والتي تكون أكثر انتشاراً بكثير من قبل (الجائحة)، تدعم عودة المرأة إلى سوق القوى العاملة».
كما تعبّر النساء الأميركيات عن تفضيل أقوى للعمل من المنزل أكثر من الرجال، وفقاً لنتائج الاستطلاع في ورقة بحثية لجامعة ستانفورد.
وقالت الرئيسة التنفيذية لأكاديمية لايبريدج، التي توفر خدمات التعليم المبكر ورعاية الأطفال، جيجي شويكرت، إن «هناك ما مجموعه 68 مقعداً شاغراً للأطفال في المؤسسة».
وأضافت أن «الطلب على رعاية الأطفال ساعد في زيادة الالتحاق بدور رعاية الأطفال في الأشهر الأخيرة».
رواتب
قالت أستاذة الاقتصاد في كلية دارتموث، كلوديا أوليفيتي، إن «العديد من الوظائف التي يوفرها قطاع الخدمات، الذي تهيمن عليه النساء، يدفع رواتب أقل بالمتوسط، من المهن التي يهيمن عليها الذكور»، لكنها أشارت إلى أن تلك الأجور، ارتفعت بشكل سريع على مدار العام الماضي، حيث كافح أصحاب العمل مثل مُلّاك المطاعم والمقاهي والفنادق للعثور على عدد كاف من العمال خلال إعادة الفتح بعد «الجائحة».