يثير جيل جديد من الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن آمالاً كبيرة في محاربة هذه الآفة الصحية العالمية التي تجني منها المختبرات والمستثمرون أصلاً أرباحاً طائلة.
والسمنة مرض مزمن قد يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان ومضاعفات في حال الإصابة بعدوى مثل كوفيد. وبما أن علاجها صعب، فهي مكلفة بالنسبة إلى الأنظمة الصحية. ولا تتعلق أسبابها بنمط الحياة فحسب، بل قد تكون أيضاً عائدة إلى عوامل وراثية.
ومنذ الجيل الأول للعلاجات المخصصة لإنقاص الوزن التي طوِّرت حتى الستينات، ارتفعت معدلات السمنة بشكل مطرد، كما أن الأبحاث بشأنها تقدّمت.
وبالإضافة إلى فعاليتها ضد السكري، تساهم الأدوية الحديثة المضادة للسمنة في إنقاص وزن أكبر بكثير من الأدوية المتوافرة، مع آثار جانبية أقل حدة (غثيان وإسهال). كما أنها تظهر فائدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتحاكي هذه الأدوية هرموناً تفرزه الأمعاء (GLP-1) لإعلام الدماغ بالشبع بعد تناول الطعام.
وشهدت مجموعتا «إيلي ليلي» الأميركية و«نوفو نورديسك» الدنماركية للصيدلة ارتفاع مبيعاتهما في الربع الثاني بفضل أدويتهما المخصصة لتحفيز خسارة الوزن والتي تزداد شعبيتها.
وفي أبريل الماضي، أكدت مجموعة «إيلي ليلي» أن منتجها المضاد للسكري والذي يسوّق تحت اسم «مونجارو» (tirzepatide) يساهم أيضاً في إنقاص الوزن (أكثر من 15%).
ونظراً إلى حجم السوق في الولايات المتحدة، إذ يعاني 40% من البالغين من السمنة، فإن صدور الضوء الأخضر المحتمل عن الإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير (إف دي إيه) بحلول نهاية العام لتسويق هذا الدواء لمكافحة السمنة هذه المرة، سيكون بمثابة دفع تجاري للمجموعة، بعدما قاربت مبيعاتها من «مونجارو» المليار دولار في الربع الثاني وحده.
وقال أكاش باتيل، المحلل لدى «غلوبل داتا»: «سيقدّم العلاج من دون شك على أنه بديل لجراحة السمنة، إذ ساهم (مونجارو) بخسارة وزن بالمستوى نفسه».
وبالنسبة إلى مجموعة «نوفو نورديسك»، يبدو المستقبل مشرقاً؛ إذ أظهرت دراسة أن علاج السمنة «ويغوفي» (semaglutide) الذي ازدادت مبيعاته أكثر من أربع مرات في الربع الثاني، قلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد يكون ذلك كافياً لإقناع شركات التأمين عبر الأطلسي بتغطية هذه العلاجات التي تستجيب لمشكلات صحية حقيقية وليس فقط للرغبة في إنقاص الوزن.
لكن «إحدى العقبات الرئيسة التي تحول دون وصول المريض إلى أدوية GLP-1 هي الكلفة» وفق الاتحاد الأميركي للصيادلة. ويبلغ سعر هذه الحقن التي تعطى تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، أكثر من 10 آلاف دولار سنوياً.
ومن بين الوسائل التي من شأنها خفض الكلفة وتبسيط تناول الدواء، تطوير أقراص تؤخذ عن طريق الفم يومياً. وهو مسار تتقدم فيه «نوفو نورديسك» في دراساتها السريرية. وتسعى «إيلي ليلي» وكذلك «فايزر» إلى تطوير حلول مماثلة.