أظهر رصد أعدته شركة “دبليو كابيتال” للوساطة العقارية، التي تتخذ من دبي مقراً لها، أن إجمالي المبيعات العقارية في دبي خلال عام 2022 بلغ 265.6 مليار درهم، وهي القيمة السنوية الأعلى على الإطلاق في تاريخ السوق العقاري في الإمارة، موزعة على أكثر من 97.48 ألف صفقة.
ونمت المبيعات العقارية بنحو 78.3% على أساس سنوي من حيث القيمة مقابل قرابة نحو 149 مليار درهم، و62% من حيث عدد الصفقات، مقارنة مع 60.2 ألف صفقة بالعام السابق 2021، وذلك بحسب الرصد الذي يأتي استنادا على بيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي.
وشهد شهر ديسمبر، أعلى قيمة شهرية لصفقات البيع العقارية، تاريخيا بقيمة جاوزت 26 مليار درهم، وهي ثاني أعلى مبيعات شهرية على الإطلاق، بعد ما سجل القطاع مبيعات بنحو 30.8 مليار درهم في نوفمبر الماضي كأعلى قيمة لشهر واحد في تاريخ السوق العقارية في دبي.
وتعليقاً على ذلك، قال رئيس مجلس إدارة شركة “دبليو كابيتال” للوساطة العقارية، وليد الزرعوني، إن “2022 يعتبر العام الأفضل أداءً في تاريخ السوق العقارية في دبي حيث شهد تحطيم الأرقام القياسية فترة بعد أخرى، وشهراً تلو الآخر، مسجلا مستوى سنويا جديداً لم تشهده من قبل، سواء من القيم أو الأحجام ليسهم بذلك في تمكين رحلة القطاع لمواصلة الانطلاق إلى مستويات أعلى”.
وأشار الزرعوني، إلى أن “القطاع العقاري في دبي، يُظهر بشكل عام علامات على النمو الإيجابي والمستدام، حيث نجح في إثبات مرونته وجاذبيته وقدرته على تعميق ثقة المستثمر، في الوقت الذي شهد فيه مع العالم ظروفاً استثنائية”، مضيفاً أن المبيعات العقارية أصبحت الآن لا تقل عن مليار درهم يومياً، في مؤشر قوي إلى استمرار حالة الزخم والأداء الاستثنائي الذي بدأ منذ أواخر عام 2021، كما يعد ذلك دليلاً قوياً على الجاذبية الاستثمارية المتزايدة التي يتمتع بها القطاع.
ولفت إلى أن سوق دبي العقارية تمكنت من استقطاب أعداد كبيرة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، والذين وجدوا في الإمارة وسوقها العقارية أفضل بنية تحتية وأكثر بيئة محفزة للاستثمار وضامنة لحقوق المستثمرين فضلا عن العديد من المقومات التي تعينهم على تحقيقهم لمختلف تطلعاتهم على أفضل نحو ممكن في أفضل مكان للعيش والعمل والاستثمار على حدّ سواء.
وأكد أن القطاع العقاري في دبي يواصل تأكيد مكانته كركيزة أساسية للنمو لكافة القطاعات والأنشطة الاقتصادية وذلك بفضل النتائج التي نجح القطاع في تحقيقها خلال عام 2022، نظراً للعديد من العوامل، في مقدمتها التوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة، وحزم التحفيز الاقتصادي المقدمة من حكومة دبي، إلى جانب استمرار الحدث العالمي “إكسبو 2020 دبي” خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام حيث انتهى في مارس الماضي، فضلا عن عدد الفاعليات الكبرى مثل سيتي سكيب دبي، إضافة إلى مرونة وجاذبية القطاع، والثقة والشفافية التي يكفلها للمستثمرين ومختلف فئات المتعاملين.
وتابع الزرعوني: “يعكس ذلك نضج السوق من جهة، ومقدرتها على مواصلة جذب المستثمرين أصحاب الثروات العالية من جميع أنحاء العالم من جهة أخرى، بينما تواجه العديد من الأسواق العالمية الأخرى حالة من عدم اليقين”.
وأكد أن السوق العقاري في دبي لاتزال تتلقى دعماً كبيراً من التسهيلات اللامحدودة والمبادرات النوعية التي أطلقتها حكومة الإمارة، متمثلةً في سياسات دعم المقيمين، وقوانين الإقامة الجديدة، وإقامة رواد الأعمال والمستثمرين، إضافة إلى البنية التحتية التي جعلت دبي تتبوأ الصدارة في مجال العقارات على المستوى العالمي.
واختتم بقوله: “تبدو آفاق سوق العقارات في دبي مبشرة وواعدة للغاية في عام 2023، وستكون مسألة وقت لمعرفة ما إذا كان العام المقبل، سيكون قادراً على تحطيم الرقم القياسي المسجل حاليا، حيث من المنتظر أن يستمر الطلب في النمو، والأسعار في الارتفاع، ما يجعل سوق دبي العقارية أرضاً خصبة للاستثمار مع توافر فرص استثمارية جاذبة وعوائد جيدة وسط معاناة أسواق أخرى كبرى حول العالم لازالت تعاني من الضغوط الاقتصادية منذ جائحة كورونا.