توقع مسؤولون وخبراء عقاريون، استمرار الطفرة التي تشهدها العقارات الفاخرة في دبي خلال عام 2024، مع بقاء العوامل الداعمة قوية، سواء محلياً أو خارجياً، مؤكدين أن عقارات دبي أفضل خيار للمستثمرين الباحثين عن عوائد مغرية.
وقالوا في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، إن البيئة العقارية في دبي تعد الملاذ الآمن والمثمر لأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال، ونخبة المستثمرين الباحثين عن المنتج العقاري الأمثل الذي يحقق عوائد مجدية.
وقال المدير التنفيذي لشركة «سيتور دي لوكس للعقارات»، مصطفى السعيد: «إن إمارة دبي تشهد زخماً متصاعداً للاستثمار في العقارات وارتفاعاً في الطلب على العقارات الفاخرة والمستدامة، كما تسهم التطورات الحكومية والاقتصادية المستمرة في تعزيز الثقة بين المستثمرين وزيادة النشاط في السوق العقارية».
وأضاف السعيد أن «البيئة العقارية في دبي تعد الملاذ الآمن والمثمر لأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال ونخبة المستثمرين الباحثين عن المنتج العقاري الأمثل الذي يحقق عوائد مجدية، ويوفر خيارات متنوعة للشراء والبيع، ويلبي الحاجة إلى عقار يعزز نمط الحياة الكريمة والمتكاملة ومتطلبات الرفاهية الاقتصادية، حيث تمثل البنية التشريعية المتينة للقطاع وتوزع مناطق التداول على مساحات ومواقع جغرافية مختلفة، قيمة مضافة تنسجم مع منظومة المقومات التنافسية الجاذبة التي يتمتع بها اقتصاد الإمارة».
وتابع: «هناك اهتمام متزايد بالعقارات الفاخرة بدبي في السنوات الأخيرة، ويمكن أن يرتبط هذا بالتطورات الاقتصادية والسياحية في المنطقة، إضافة إلى الجهود الترويجية والتسويقية المتواصلة الهادفة إلى جعل دبي وجهة مفضلة للعقارات الفاخرة على مستوى العالم».
وأشار السعيد إلى أن «استمرارية نمو العقارات الفاخرة في المستقبل تعتمد على عوامل عدة، أبرزها الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة، والطلب المستمر من المستثمرين والمشترين على العقارات الفاخرة، وكذلك العوامل الدولية مثل التطورات الاقتصادية العالمية. وينبغي متابعة التطورات الحالية والتوجهات السوقية لمسار النمو المستقبلي لهذا القطاع».
وحول أبرز أسباب ارتفاع الطلب على العقارات الفاخرة المستدامة، أكد السعيد أن «السوق العقارية في دبي تشهد زيادة مطردة في الطلب على العقارات الفاخرة، نتيجة تدفق أصحاب الثروات، لاسيما بعد إقرار تسهيلات الإقامة الذهبية طويلة الأمد»، لافتاً إلى أن «أهم ما يميز العقارات الفاخرة في السوق المحلية، هو أنها لا تفقد قيمتها رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، سواء كان على مستوى البيع أو الإيجار».
ولفت إلى وجود زيادة في حجم التدفقات الشرائية خلال الربع الأخير من 2023 من الجنسية الأوروبية وبالتحديد من المملكة المتحدة وفرنسا.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «عزيزي للتطوير العقاري»، فرهاد عزيزي: «إن العدد المتزايد من الأفراد من أصحاب الثروات المرتفعة والفائقة في دبي، أسهم في تحفيز الطلب الكبير على العقارات الفاخرة، ما أدى إلى تغيير ديناميكيات العرض والطلب»، مضيفاً: «يوجه قطاع العقارات الفاخرة، سوق العقارات في دبي، ونشهد أسعاراً غير مسبوقة، على الرغم من أنها ماتزال أقل من معدلات سعر القدم المربعة في المدن العالمية الكبرى. واستجابة لهذا الاتجاه يقوم المطورون بتخصيص عروضهم لتلبية هذه الفئة، وتقديم مزيد من العقارات الفاخرة».
وأفاد عزيزي بأن الآفاق المستقبلية لسوق العقارات السكنية في دبي خلال عام 2024، تبدو مواتية للغاية، مدفوعة بالاهتمام المستمر من المستثمرين المحليين والدوليين.
وتوقّع أن تشهد سوق العقارات في دبي نمواً مستداماً خلال العام الجاري، على الرغم من توقعات تشير إلى ارتفاع أسعار العقارات. وتسهم العديد من العوامل في تحقيق هذا النمو، في مقدمتها وجود اقتصاد قوي ومزدهر يحفز الاستثمار والأنشطة التجارية والسياحية ويوفّر فرص العمل، الأمر الذي من شأنه أن يعزّز الطلب على السكن. وإضافة إلى ذلك يلعب استقرار دبي وبيئتها الآمنة، باعتبارها وجهة استثمارية، دوراً مهماً في جذب المستثمرين الأجانب، بفضل الفرص الكبيرة التي تزخر بها، ومنظومتها القانونية المتينة.
وتابع: «تشهد دبي إنشاء العديد من المجمعات السكنية الجديدة، ونرى اتجاهاً متزايداً للمستأجرين للانتقال إلى تملك العقارات. ومن المتوقع أن نشهد المزيد من ناطحات السحاب السكنية، مدفوعة بالزيادة المتوقعة في عدد السكان».
وتابع: «لطالما كان المستثمرون الروس من بين أفضل المستثمرين في إمارة دبي، وباتت دولة الإمارات وتحديداً دبي، وجهة مثالية للمستثمرين الأجانب، بفضل المزايا التي تتمتع بها، وأهمها البيئة الآمنة والمستقرة، والجاذبية الاستثمارية العالية».
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «فيستيان»، شريني راو: «إن قيمة المعاملات العقارية في قطاع العقارات الفاخرة التي تزيد على 10 ملايين درهم، ارتفعت بنسبة 4.1 مرات في عام 2023، مقارنة بعام 2020».
وأوضح أن قطاع العقارات شهد 6909 معاملات في قطاع العقارات الفاخرة بزيادة قدرها 55% على العام السابق. وتوقع راو، أن تنمو المعاملات العقارية في قطاع العقارات الفاخرة بنسبة 50%، لتصل إلى أكثر من 10 آلاف صفقة في العام الجاري. ومن المرجح أن ينمو هذا القطاع في المستقبل أيضاً، بسبب الطلب القوي والعرض الجيد للعقارات الفاخرة في دبي.
كما توقع أن تنمو المعاملات العقارية في دبي بنسبة 20%، لتصل إلى أكثر من 200 ألف معاملة في العام الجاري، وفي عام 2025 نرجح أن يتجاوز العدد 230 ألفاً بنمو سنوي يراوح بين 13 و15%، مضيفاً أن «آفاق النمو تعد واعدة لسوق العقارات في دبي، مع زيادة كبيرة في الأنشطة العقارية في جميع أنحاء الإمارة».
وتابع راو: «يمكن أن يعزى ارتفاع الطلب على العقارات الفاخرة المستدامة إلى عوامل عدة، بما في ذلك زيادة الوعي البيئي، والتزام الحكومة بالاستدامة، والاعتبارات الصحية، والحوافز المالية، حيث تعهدت الإمارات بأن تصبح اقتصاداً خالياً من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050. وقد أطلقت الحكومة العديد من المبادرات لتحقيق رؤيتها المتمثلة في أن تصبح دولة محايدة للكربون، وهو أمر غير ممكن دون إسهام كبير من القطاع العقاري». وفي السياق نفسه، قال الأستاذ المساعد بكلية الطاقة وعلوم الأرض والبنية التحتية والمجتمع في جامعة «هيريوت وات دبي»، مات مايرز: «إن سوق العقارات في الإمارات تعد واحدة من الأسواق القليلة التي تشهد تحولاً ملحوظاً بفضل المناظر الطبيعية الخلابة، فضلاً عن تطور الدولة لتصبح قوة بارزة».
وأوضح مايرز أن الطفرة الديموغرافية التي تعيشها الدولة جلبت زخماً مميزاً للمشهد العقاري. وأسهمت مزايا مدينة دبي في ذلك، مثل تنويع خيارات السكن المتاحة أمام المستثمرين من الفلل الفاخرة والشقق الحديثة. وأشار إلى أن دبي أصبحت أكثر مدن العالم جاذبية لأصحاب الثروات من المليونيرات إلى المليارديرات، حيث تُعزى هذه الزيادة بشكل أساسي إلى إدارة الإمارة الناجحة، وموقعها الجغرافي المميز، والسياسات المواتية، وغيرها من المزايا الاستثمارية المتوافرة.