قدمت عضو المجلس الوطني الاتحادي، كفاح محمد الزعابي، بمقترح برلماني إلى وزير التربية والتعليم، الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، بفصل مناهج اللغة العربية والتربيتين الإسلامية والوطنية، وكذلك إعادة حصص التلاوة والخط والإملاء والتعبير، مع الاستعانة بكوادر إماراتية من كبار المواطنين والمتقاعدين العاملين سابقاً في الحقل التربوي، لتدريس هذه المواد.
في المقابل اعتبرت وزارة التربية والتعليم أن آلية «المناهج المتكاملة» طريقة تعليمية حديثة متبعة في كثير من الدول، مشددة على أن هذا النظام يخضع حالياً للتقييم من خلال التقارير الرجعية من مؤسسات التعليم والمدارس، وكذلك عبر تشكيل لجنة من خارج الوزارة مكوّنة من خبراء.
وتفصيلاً، أكدت عضو المجلس الوطني الاتحادي، كفاح محمد الزعابي، أن ربط مستقبل الطلبة بهوية وتاريخ ولغة وثقافة دولة الإمارات، يُعد من أهم الأهداف التي تعمل وزارة التربية والتعليم على تعزيزها، لاسيما وأن ترسيخ الهوية والثقافة الإماراتية لدى الطلبة يشكّل أولوية قصوى، مشيرة إلى أن المتحقق في الميدان التربوي حالياً، لا يحقق الأهداف المرجوّة في هذا الأمر، لأن الوزارة قامت بدمج هذه المناهج في كتاب واحد يعطى لطلبة الصف الأول لغاية الرابع، فخلق إشكالية كبيرة تواجه قطاع التعليم، متعلقة بتعزيز الهوية الإماراتية.
وقالت الزعابي: إن «التوجهات الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم أكدت ربط التعليم بالهوية الوطنية وثقافة المجتمع الإماراتي والعادات والتقاليد، باعتبار أن هذا الربط أولوية تربوية وتعليمية، ولكن على أرض الواقع نجد أن الوزارة قامت بدمج مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية بمنهاج واحد لطلبة الصفوف من الأول حتى الرابع الابتدائي، تحت منهج اسمه (سلسلة سلامة)، وهذا الدمج مخالف لتوجهات القيادة في الحفاظ على هويتنا الوطنية وثقافتنا وقيمنا الإسلامية ويتنافى مع جهود الدولة التي يُقام فيها تحدي القراءة العربي، وتستضيف على أرضها معرضي الشارقة وأبوظبي الدوليين للكتاب وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم».
وأضافت: «عندما يرى الطالب الصغير أن ثلاث مواد تم دمجها في كتاب واحد عدد صفحاته قليلة جداً، وفي المقابل يجد كتابين لمادة الرياضيات ومثلهما في العلوم، فهذا يعني أننا نعطي رسالة مبطّنة لنشء بأن هذه المواد الثلاث غير مهمّة، ولذلك على الوزارة سرعة تدارك هذا الأمر بالعودة للنظام التقليدي، لأن أحياناً التفكير داخل الصندوق يكون الحل الأمثل للإشكاليات»، مؤكدة أن تهميش اللغة العربية والتربية الإسلامية وتقليل نصاب حصصها الدراسية، أثر على التربية والقيم التي يُربّى عليها الأطفال في المجتمع.
وأفادت الزعابي بأنها تقدّمت إلى وزير التربية والتعليم بمقترح برلماني، بضرورة فصل مناهج اللغة العربية والتربيتين الإسلامية والوطنية، وكذلك إعادة حصص التلاوة والخط والإملاء والتعبير، مع الاستعانة بكوادر إماراتية من كبار المواطنين والمتقاعدين العاملين سابقاً في الحقل التربوي، لتدريس هذه المواد، وفتح قنوات التواصل مع أولياء الأمور بشكل مباشر والاستماع للتحديات التي تواجههم، مشددة على أهمية أن يلم الأبناء بأمور دينهم لأن الدين هو الحصن الذي يحمي هذا المجتمع، وأن يتحدثوا بلغة عربية صحيحة ويعتزون بهويتهم الوطنية.
وانتشر على منصات التواصل الاجتماعي أخيراً، فيديو لمداخلة وجّهت فيها عضوة المجلس الوطني الاتحادي، كفاح الزعابي، سؤالاً برلمانياً إلى وزير التربية والتعليم، كان نصّه: «في دولة يُقام فيها معرضا أبوظبي والشارقة الدوليان للكتاب وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وتحدي القراءة العربية، تقوم وزارة التربية والتعليم بدمج مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية في منهج واحد مما يتعارض مع توجهات الدولة واهتمامها الدائم بالنشء وتربيته على القيم الإسلامية والعادات والتقاليد والمحافظة على اللغة العربية، ما هي أسباب توجه الوزارة لدمج التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية في كتاب واحد وتقييم الطلاب من خلال امتحان واحد؟».
وأثنى مواطنون ومقيمون على مطلب دمج مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية، معتبرين ذلك ملامساً لنبض المجتمع وطلباته، حيث أجمعوا على صفحاتهم الشخصية بمنصات التواصل الاجتماعي، على أن دمج المواد الثلاث (اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية) له انعكاسات لا تؤثر على جودة المخرج التعليمي للطالب المواطن والعربي، فحسب، وإنما آثارها قد تشكّل تهديداً للهوية الإماراتية، وهو ما أكده حساب باسم «عمر البلوشي»، الذي قال: «هذا الموضوع يعتبر حساساً ومهماً للغاية في وقت تلاشت فيه الحدود بين الثقافات التي يوشك بعضها على الانقراض بسبب هيمنة الثقافة الغربية العالمية التي تحمل بعض الإيجابيات، إلّا أنه لا يمكنها بأي شكل من الأشكال بسبب الكثير من السلبيات التي تأتي معها أن تحل محل ثقافتنا الإماراتية والإسلامية، أو أن تجود علينا بما ننعم به من أمن وأمان واحترام وتسامح وتعايش في ظل ثقافتنا الجميلة هذه»، مشيراً إلى أن «دمج الدراسات الإسلامية والدراسات الاجتماعية والوطنية واللغة العربية في منهج واحد للطلاب الأصغر سناً في مدارس الحلقة الأولى قد يكون له تأثير سلبي على جودة التعلم وتدريس هذه المواد سواء على المعلمين أو المتعلمين، ولربما يضر بقيم المجتمع الإماراتي على المدى الطويل، وهو أمر يتطلب دراسة وتحليلاً من قبل المختصين».
فيما حذّر حساب باسم «خديجة الطنيجي» من معاناة الأطفال والطلبة في المستقبل القريب مما وصفته بـ«فقدان الهوية العربية والإسلامية»، مؤكدة أن «نظام وزارة التربية والتعليم أصبح مجرد تقليد لمناهج دول أخرى، من دون وضع الثقافة والهوية الإماراتية في الاعتبار». وهو ما أيّده حساب باسم «سليمان الظهوري»، الذي قال: «بفضل هذا الدمج بين المناهج، أصبحنا نعاني تحديات الهوية بشكل واضح، ومن الأفضل العودة للنظام التقليدي لكي نضمن تنشئة الجيل الجديد على ديننا ولغتنا وقيمنا الأصيلة»، لافتاً إلى أن «دمج هذه المناهج يؤدي إلى انسلاخ الطفل من هويته الإسلامية والعربية ويفقده انتماءه ووطنيته، وينشئ جيلاً لا يعرف ثقافته».
المناهج المتكاملة
أكدت وزارة التربية والتعليم أن آلية المناهج المتكاملة القائمة على إنشاء سياق موحد في قصة واحدة يتم من خلالها توصيل مفاهيم التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية وتعزيز اللغة العربية، تُعد طريقة حديثة متبعة في كثير من الدول، واعتمادها لا يعني وجود أي نقص في هذه المواد، لكون المعايير المطلوبة لتلك التخصصات موجودة في هذا المنهاج، مشددة على أن هذا النظام يأتي في إطار حرص الوزارة على تطوير المناهج بشكل مستمر.
وأوضحت الوزارة أنها استحدثت تجربة المناهج المتكاملة في سبع مدارس لتطبيقها على مراحل، وتعمل الآن على تقييم هذه التجربة واستلام التقارير الرجعية من مؤسسات التعليم والمدارس، بالإضافة إلى تشكيل لجنة من خارج الوزارة مكوّنة من خبراء لتقييم هذه الآلية، وإجراء مقارنة بين نتائج المنهاج السابق والمنهاج الجديد.
وشددت الوزارة على أن الهوية الوطنية واللغة العربية من أولويات توجهات القيادة الرشيدة، وتحرص الوزارة على التواصل مع أولياء الأمور، ولذلك سيتم تقييم التجربة خصوصاً «سلسلة سلامة»، مؤكدة أن دمج تلك المناهج لا يعني تهميش الهوية الوطنية واللغة، والفكرة هي إيصال المفاهيم من خلال قصة واحدة نستطيع من خلالها تبني مهارات اللغة العربية والتطرق للمواد الإسلامية والدراسات الاجتماعية.
• مواطنون: دمج المواد الثلاث له انعكاسات لا تؤثر على جودة المخرج التعليمي إنما تهدد الهوية الإماراتية.
• آلية «المناهج المتكاملة» طريقة تعليمية حديثة متبعة في كثير من الدول، وتخضع حالياً للتقييم من خلال التقارير الرجعية من مؤسسات التعليم والمدارس.
• مواطنون ومقيمون أثنوا على مطلب فصل مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية والدراسات الاجتماعية.