تجمع عشرات الآلاف من الشبان وكبار السن من بريطانيا وشتى أنحاء العالم وسط أجواء ممطرة في وسط لندن لمتابعة مراسم تتويج تشالز الثالث ملكا لبريطانيا والاستمتاع بالأجواء الفريدة، فيما وضع الكثيرون تيجانا ورقية وارتدوا عباءات.
ومنذ الساعات الأولى من الصباح، اصطفت حشود ارتدت ملابس بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق ورفعت العلم البريطاني على جانبي الشوارع لمشاهدة مراسم التتويج، وهي الأولى في بريطانيا منذ 70 عاما وتتسم بالأبهة والفخامة.
وبينما شق تشالز وكاميلا طريقهما على متن عربة اليوبيل الماسي السوداء، صفق الآلاف ورفعوا هواتفهم لتوثيق هذه اللحظة. وكان الكثيرون منهم قد أحضروا مقاعد أو درجات للصعود عليها حتى يتمكنوا من الرؤية وسط الحشود.
وقالت ميشيل فوسيت، وهي محامية تبلغ من العمر 52 عاما كانت تقف على جانب الطريق الذي مر عليه الموكب في لندن، «لم أكن لأضيع مثل هذه الفرصة.. لا أحد في العالم يحتفل مثلنا بمثل هذه الفخامة والأبهة».
وتعددت أسباب الحضور، إذ أراد الكثيرون ممن هم أكبر سنا إظهار دعمهم لتشالز والنظام الملكي، فيما أشار آخرون إلى بداية عهد جديد. وتحدث بعض الأصغر سنا عن رغبتهم في إدراك لحظة تاريخية ورغب آخرون في الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.
وقال مارك ستراشاين (36 عاما) بينما كان يقف بين الحشود بصحبة والديه إن التتويج «يثير مشاعر حب الوطن».
وجاء التتويج وسط أزمة غلاء معيشة وتشكيك العامة، وخاصة الشبان، في دور الملكية وأهميتها وشؤونها المالية.
وظل تشالز وليا للعهد لأطول فترة مقارنة بأسلافه وهو ليس في شعبية والدته الراحلة، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن تشالز يحظى بشكل عام بالقبول لدى العامة كملك، وأن غالبية البريطانيين مازالوا يؤيدون النظام الملكي حتى وإن كان الشبان أقل اهتماما بشكل كبير.
وتجمع بضع مئات من المحتجين من جماعة ريبابليك المناهضة للنظام الملكي على الطريق وأطلقوا صيحات الاستهجان في أثناء مرور تشالز وكاميلا ورفعوا لافتات كتبوا عليها «ليس ملكا لي»، وكانت الشرطة قد ألقت القبض على زعيم هذه الجماعة قبل بدء الموكب.
واحتشدت الجماهير على جانبي طريق ذا مول، وهو طريق واسع كبير يؤدي إلى قصر باكنغهام، ووضع الكثيرون التيجان الورقية والبلاستيكية ولوحوا بالأعلام. وفي متنزه سانت جيمس القريب، تابع الآلاف المراسم على شاشة كبيرة وفتح العديد منهم المظلات.
وقال سام ميندنهال، وهو عامل بأحد المقاهي عمره 27 عاما من بريستول في جنوب غرب إنجلترا، إنه يعتقد أن تشالز حاول تحقيق التوازن بين تقاليد الملكية التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من ألف عام ووجه بريطانيا الحديث من خلال إشارته إلى الأديان المتعددة في البلاد.
وأضاف «أعتقد أن الكثير من القضايا التي يعتني بها مهمة للغاية» وأن الملك تشالز «يحاول أن يكون أكثر استيعابا وجذبا للمزيد من الناس إلى أمتنا» على ما يبدو.
وقال فابريتسيو (47 عاما) الذي انتقل من إيطاليا إلى بريطانيا قبل تسعة أعوام إنه يعتقد أيضا أن تشالز سيبلي بلاء أفضل في التواصل مع الشبان نظرا لاهتمامه منذ عقود بالقضايا البيئية ودعم العديد من المجتمعات المختلفة.
وأضاف «أعتقد أن الملك سيتواصل مع الشبان بغض النظر عن سنه، أرى أنه سيكون أكثر ارتباطا بالشبان من الملكة».
وقالت لويز فيلوز (50 عاما)، من وستيشير، إنها جاءت إلى لندن في سبتمبر لمشاهدة جنازة الملكة إليزابيث. وتابع «أحب التأنق في الملبس وأحب النظام الملكي.. يا لها من أجواء رائعة».