بقلم: د. جابر الوندة
مررنا سريعا في المقال السابق على تعريف الاستدامة، ودعني أكمل معك الحديث عزيزي القارئ بإطلالة سريعة على أهم محطات وصول مصطلح التنمية المستدامة أو الاستدامة، إلى مرحلة تبني الأمم المتحدة للأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة، التي ينبغي للدول الأعضاء بالأمم المتحدة مراعاتها والالتزام بها.
والبداية كانت في عام 1972 حيث عقدت الأمم المتحدة مؤتمرا حول البيئة والإنسان بأستوكهولم، ومن خلاله أخذ الاهتمام ينمو بأمر التنمية الشاملة، وكان هذا المؤتمر ممهدا لظهور مصطلح التنمية المستدامة. وفي عام 1983 أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية، (WCED) (World Commission on Environment and Development)، والتي عرفت فيما بعد باسم لجنة برونتلاند (Brundtland)، والتي نشرت في عام 1987 تقريرا تحت عنوان مستقبلنا المشترك، وعرفت فيه التنمية المستدامة بتعريفه السابق والذي تم اعتماده وانتشاره بعد ذلك.
وحين جاء عام 1992 عقدت الأمم المتحدة في ريو دي جانيرو بالبرازيل، مؤتمرا للبيئة والتنمية وعرف بقمة ريو للأرض (Rio Earth Summit)، ونتج عنه إنشاء لجنة التنمية المستدامة CSD)) (The United Nations Commission on Sustainable Development)، وهو ما جعل مفهوم التنمية المستدامة مفهوما وشأنا عالميا. ثم في عام 2000 عقدت قمة الألفية بنيويورك، وصدرت عنها أهداف الألفية للتنمية MDGs (The eight Millennium Development Goals) وافترضت تحقيق هذه الأهداف بنهاية عام 2015، وهذه الأهداف الثمانية هي: القضاء على الفقر والجوع – تحقيق تعميم التعليم الابتدائي – تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة – خفض وفيات الأطفال – تحسين صحة الأمهات – مكافحة الإيدز والملاريا وأمراض أخرى – ضمان الاستدامة البيئية – تطوير شراكة عالمية من أجل التنمية).
وفي عام 2002 انعقدت القمة العالمية للتنمية المستدامة (WSSD) (World Summit on Sustainable Development) في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، وكان من أهم نتائجها إعادة التأكيد على أهداف مؤتمر الألفية (الأهداف الثمانية السابقة) وتمت إضافة أهداف أخرى كالتقليل من الآثار الضارة للمواد الكيميائية ووقف فقدان التنوع البيولوجي. وفي عام 2012 عقدت الأمم المتحدة مؤتمرا للتنمية المستدامة في ريو دي جانيرو (ريو+20)، حيث تم الاتفاق على وضع أهداف مشتركة وإدراجها ضمن خطة تنمية ما بعد 2015، وتم التركيز على مبدأ «التنمية المستدامة» وأبعادها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
ثم جاء عام 2015 وهو عام تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار بإدراج أهداف التنمية المستدامة الـ17 في خطة التنمية المستدامة للدول لعام 2030، وصدر هذا القرار بالفعل عام في يناير 2016، وهي أهداف التنمية المستدامة الـ17: Sustainable Development Goals (SDGs).
فما هي هذه الأهداف السبعة عشر؟ وما علاقة القطاع الخيري بها، وهل هي تتفق مع مبادئنا وعاداتنا وأولوياتنا؟