استثمرت طالبتان في مدرسة أم العلاء، الحلقة الثانية للبنات بإمارة الفجيرة، الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في إدارة المحاصيل الزراعية، ورفع جودتها من خلال توظيفها عبر روبوت يعمل على مراقبة التربة الزراعية، وقياس نسبة الرطوبة فيها، مع ربط قراءاتها بشكل فوري على «تطبيق» متصل مع الأجهزة الذكية الخاصة بالمزارعين، كما يقوم بمهمة سقاية الأشجار والنباتات، بحسب المقدار الذي يناسبها.
وأكدتا أنهما استلهمتا فكرة المشروع من جائحة كورونا وآثارها التي طالت بعض المحاصيل الزراعية، الأمر الذي جعلهما تفكران بحلول للتحديات والصعوبات التي تواجه المزارعين أثناء الأوبئة أو في الأوقات التي يصعب عليهم الوجود في المزارع، وإشراك الذكاء الاصطناعي في العملية الإنتاجية ليحقق زيادة في الإنتاج، ما سيعمل على تحقيق الأمن الغذائي في أي ظرف كان.
وتفصيلاً، قالت الطالبة موزة سعيد، «إن توظيف الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء واستثماره في المجال الزراعي يسهم في التغلب على بعض التحديات التي يواجهها المزارعون بشكل دائم، إذ إن الذكاء الاصطناعي الذي تم تسخيره لهذا المجال سيسهم في تقليل عدد الأيدي العاملة والجهد والوقت، كما سيخفض من فواتير الكهرباء والمياه على المزارعين، نظراً لاعتماده بشكل رئيس على الطاقة الشمسية»، وأكدتا أنهما اعتمدتا هذه الأسس أثناء البحث عن ابتكار يسهم في زيادة الإنتاج الزراعي، ويضمن استمرارية الزراعة أمام الظروف كالأوبئة أو المنخفضات الجوية وهطول الأمطار الغزيرة وغيرها.
وأوضحتا أن خطوات عمل المشروع بدأت في معرفة أهم العناصر الأساسية لضمان التكوين السليم للنباتات، وزيادة جودة المحاصيل، بالتالي كانت التربة الزراعية هي من أحد العناصر الرئيسة التي تحدد نسبة جودة المحاصيل من عدمها، بالاستعانة مع المعلمة المشرفة على المشروع، التي أوضحت أن رطوبة التربة مرتبطة بمقدار الري المناسب للنباتات، وهي مكون مهم للمحافظة على صحة المحاصيل، وعلى هذا الأساس تم تحديد مهام الروبوت.
وأضافت الطالبة حفصة حمد، بأنهما قامتا بالخطوة التالية، التي تمثلت في تسخير الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لمراقبة حالة التربة ومعرفة درجة رطوبتها من خلال القياس الدوري على نسبة كمية المياه المتوافرة في تربة المحاصيل الزراعية بأنواعها المختلفة، ووزن التربة الجاف الذي يعطي إنذاراً بحاجة النبات للري بالكميات التي تناسبه، بالإضافة إلى قياسه درجة حرارة الهواء المسؤولة عن رطوبة التربة الزراعية بشكل أساسي، وربط البيانات عبر تطبيق ذكي يمكن المزارعين من التحكم في الروبوت وإصدار الأوامر التي تتمثل في ري النباتات التي بحاجة للمياه، ومراقبة رطوبة التربة أثناء عدم وجودهم.
ولفتت إلى أن الروبوت يعمل على مدار اليوم، نظراً لاعتماده على الطاقة الشمسية وتخزينه الطاقة خلال فترة النهار، إذ يستطيع المزارع من خلال هذه الخاصية مراقبة محاصيله الزراعية حتى في ساعات المساء دون الحاجة إلى الاستعانة بعامل أو الذهاب بنفسه للمزرعة من أجل معرفة حالة التربة في كل محصول زراعي لديه.
وذكرت أن المشروع سيسهم في تحديد مدى جاهزية التربة الزراعية للبدء في زراعتها، وضبط دورات الري بشكل مناسب، ومعرفة مدى حاجة النباتات والتربة للماء، وهو ما سيعمل على ترشيد استهلاك المياه في المزارع، بالإضافة إلى سهولة إدارة المحاصيل الزراعية.
• المشروع يسهم في تحديد مدى جاهزية التربة الزراعية للبدء في زراعتها.