في قصة غريبة، تعرَّض الأمريكي جيسون بادجيت لهجوم عنيف من قبل رجلين في سبتمبر عام 2002، لتتغير حياته تمامًا بطريقة لم يتوقعها أحد.
وذكرت صحيفة “ميرور” البريطانية، انهال رجلان بالضرب على جيسون خارج إحدى الحانات في ألاسكا، حيث قام أحدهما بضربه على مؤخرة رأسه؛ ما سبَّب له ارتجاجًا في المخ إلى جانب نزيف في الكلى، وبعد ساعات تم إرسال جيسون إلى المنزل بعد إعطائه جرعة من المسكنات.
وبمجرد عودته إلى المنزل، بدأ سلوك جيسون يتغير بطريقة غريبة، ليتضح أنه يعاني إصابة دماغية خطيرة، سببت له حالة اضطراب الوسواس القهري.
وبعد 3 سنوات من معاناة جيسون من عواقب الوسواس القهري، لاحظ أمرًا غريبًا ومخيفًا، إذ أصبح يرى الأشياء من حوله على شكل رسوم بيانية، ليقرر البدء في حضور دروس الرياضيات مع تزايد اهتمامه بالموضوع.
ولرغبته في معرفة لماذا يبدو كل شيء وكأنه رسوم بيانية وصيغ رياضية، بحث في الإنترنت للحصول على مزيد من المعلومات، فتعرَّف على بيريت بروجارد، وهي عالمة أعصاب إدراكية تعمل في جامعة ميامي.
وأمضى جيسون مع بيريت ساعات عبر الهاتف، لتشخص إصابته بما يطلق عليه علميًّا بـ “الحس المواكب”؛ وهو في الأساس عبارة عن أسلاك متقاطعة في الدماغ تختلط فيها الحواس، وتشير التقديرات إلى أنه يؤثر على نحو 4٪ فقط من سكان العالم.
وبحسب العلماء، تنجم هذه الحالة عن اتصالات بين أجزاء من الدماغ غير موجودة في أشخاص آخرين، ويمكن أن يولد الإنسان بها أو أن يصاب بها إثر التعرض لنوع من الصدمات أو الإصابة أو حتى السكتة الدماغية أو رد الفعل التحسسي إلى تغيير الدماغ.
وفقًا لبروجارد، تسببت إصابة الدماغ التي تعرض لها جيسون في تطوير شكل من أشكال الحس المواكب، حيث أدت أمور معينة إلى تحفيز رؤى الصيغ الرياضية أو الأشكال الهندسية، إما في ذهنه وإما أمامه.
وبعد النظر في حالته، شخّص الأطباء إصابة جيسون رسميًّا بمتلازمة العبقري المكتسب وشكل من أشكال الحس المواكب.
يذكر أن جيسون تعرَّف على الرجلين اللذين هاجماه ووجَّه إليهما الاتهامات، إلا أن السلطات لم تدن فعلتهما، معتبرين أن ما حدث كان مجرد مشاجرة عابرة أمام حانة.