أطلقت شرطة دبي منظومة أمنية متطورة تحمل اسم «ميرجينج رياليتي بوليسنغ 5.0» تعتمد على ممكنات وقدرات تقنية رائدة تعزز الأمن وسهولة تقديم الخدمة إلى الجمهور.
وقال القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، لـ«الإمارات اليوم»، على هامش فعاليات القمة الشرطية العالمية، إن «شرطة دبي طبقت عملياً منظومة الطائرات المسيرة الفريدة من نوعها في العالم، وتعاملت مع نحو 2700 بلاغ، وأثبتت فاعلية كبيرة مساهمة في تقليل مؤشر الاستجابة إلى 1.13 دقيقة فقط، ومن المقرر التوسع فيها خلال الفترة المقبلة».
وكشف عن تطبيق خطة رائدة لتزويد مراكز الشرطة في الإمارة بغرف عمليات مصغرة تعمل تحت مظلة غرفة العمليات المركزية بإدارة مركز القيادة والسيطرة، لضمان التعامل الفوري مع أي بلاغ أو حادث في منطقة الاختصاص.
وأضاف أنه من المقرر إنشاء أربعة مراكز ذكية في أربع دول مختلفة، بالإضافة إلى مركز دشن فعلياً في دولة صربيا لتقديم الخدمات الذكية إلى متعاملي شرطة دبي من الخارج، فضلاً عن أول مركز شرطة ذكي عائم جاهز لممارسة مهامه في جزر العالم.
وعزا انخفاض مؤشر الجريمة في دبي خلال عام 2023 بنسبة 42% إلى جملة من الأسباب، أهمها مضاعفة الممكنات والتقنيات والبرامج الذكية المستخدمة من قبل فرق العمل المتخصصة في البحث الجنائي، فضلاً عن تعزيز الشراكة مع أفراد المجتمع الذين يسهمون بالمعلومات والبلاغات في ترسيخ الأمن والحد من الجريمة.
وتفصيلاً، قال الفريق عبدالله خليفة المري، لـ«الإمارات اليوم» إن «القمة الشرطية العالمية تمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات والاطلاع على الممارسات العالمية التي تطبقها القيادات الشرطية والمنظمات الأمنية الدولية، ما يسهم في نقل المعرفة وتبني أفضل التجارب».
وأضاف أن شرطة دبي أطلقت منظومتها المتطورة «ميرجينج رياليتي بولسينغ» التي تتبنى مستقبل العمل الشرطي في بيئة داعمة للتطورات التكنولوجية من خلال تسخير الإمكانات والقدرات لتحقيق أفضل النتائج.
وأوضح أن شرطة دبي طبقت بنجاح منظومة الطائرات المسيرة «درون بوكس»، التي تتمركز في أربعة مواقع بالإمارة، وتم تجربتها بنجاح لافت في «إكسبو دبي» و«القمة العالمية للمناخ»، وتعاملت مع نحو 2700 بلاغ، واختزلت زمن الاستجابة إلى دقيقة و13 ثانية، ومن المتوقع التوسع في المنظومة خلال الفترة المقبلة بعد نجاحها اللافت.
وأشار إلى أن هناك قيادات شرطية عالمية تستخدم الطائرات المسيرة، لكن لا يمكن أن تقارن بتجربة شرطة دبي في ظل التطبيق الفعلي للمنظومة وتعاملها المباشر مع البلاغات بتوجيه ومتابعة من غرفة العمليات المركزية.
وتابع المري أن السؤال الذي أثير خلال القمة وكان محل بحث في الدورات السابقة هو: هل انتهى عصر مركز الشرطة التقليدي؟ مستدركاً أن «شرطة دبي كان لها السبق في الانتقال إلى منظومة مراكز الشرطة الذكية (SPS)، بداية من مركز واحد افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2017، والآن صار لدينا 30 مركزاً متطوراً، بالإضافة إلى مركز ذكي في دولة صربيا، وأربعة مراكز أخرى يجري العمل على افتتاحها في دول أخرى، فضلاً عن أول مركز شرطة ذكي عائم من نوعه جاهز لاستقبال المتعاملين في جزر العالم، ليخدم الواجهة البحرية الاستثنائية بإمارة دبي، بما تضمه من مشروعات عملاقة ومرتادين».
وحول مؤشر الجريمة في إمارة دبي، أوضح الفريق عبدالله المري، أن «انخفاض المؤشر خلال العام الماضي بنسبة 42% يعكس عملاً شاقة ودأباً في تطوير الممكنات والقدرات التقنية والبشرية بفرق البحث الجنائي، فضلاً عن الشراكة الراسخة مع أفراد المجتمع عبر منصات ذكية مثل (إي كرايم) التي ضاعفت حجم المعلومات والبلاغات التي تتلقاها القيادة العامة لشرطة دبي من الجمهور، فضلاً عن (عين الشرطة) وغيرها من المنصات الذكية التي تسهل التواصل المباشر مع الشرطة».
وأكد أنه لا يمكن أن تتحقق هذه النتائج دون ممكنات واضحة وشراكات مستمرة، فكلها سلسلة واحدة تخدم كل حلقة فيها الأخرى، وهذا يترجم مستقبل العمل الشرطي ويخدم أغراضه وأهدافه، ويحقق الأهداف المتعلقة بخفض مؤشر الجريمة عبر خطط استباقية وجهد مستمر.
ولفت إلى أن فرق العمل تعكف على تطوير المنظومة الأمنية بشكل مستمر، وقطعت شرطة دبي من 60 إلى 70% في خطة رائدة لتزويد مراكز الشرطة بغرف عمليات مصغرة، بحيث يدار المركز ذاتياً بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية بالقيادة، ويتواجد في الغرفة المصغرة ضابط بحث جنائي وآخر من المركز، ليتم التعامل مع البلاغ مباشرة من خلال الممكنات المتوافرة.
القائد العام لشرطة دبي:
غرف عمليات مصغرة بمراكز الشرطة، ومنظومة «درون بوكس» تعاملت مع 2700 بلاغ.
تقنيات متطورة وبرامج ذكية وراء انخفاض مؤشر الجريمة إلى 42% في دبي.
إطلاق منظومة أمنية متطورة في شرطة دبي تحمل اسم «ميرجينج رياليتي بوليسنغ 5.0».
لا مركزية في البلاغات
قال القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، إن التعامل مع مركز الشرطة الذكي (SPS) كان يواجه تحدياً في البداية متعلقاً بعدم اعتياد أفراد المجتمع أو صعوبة تقبُّلهم الذهاب إلى مركز شرطة دون رجال شرطة، لكن الوضع تغير كلياً الآن، ما دفع القيادة العامة لشرطة دبي إلى التوسع في المشروع وصارت معظم المراكز ذكية، فالمتعامل يدرك الآن أن المكالمة التي تدور بينه وبين رجل الشرطة أثناء وجوده في المركز الذكي مسجلة صوتاً وصورة، وهذا أسهم في تزويد القيادة بتغذية راجعة حول مستوى الخدمات، وعدد المتعاملين مع المراكز الذكية، وأفضل الأوقات التي يقصدونها خلالها، وأكثر الخدمات المطلوبة.
وشرح أن الوضع الحالي ألغى مركزية البلاغات، فلم يعد الشخص الذي يتعرض لمشكلة في منطقة اختصاص الراشدية – على سبيل المثال – بحاجة للذهاب إلى مركز الشرطة هناك، بل يمكنه الإبلاغ عبر المركز الذكي في أي منطقة.
مشروع ربط إلكتروني مع «إسعاف دبي»
دشنت القيادة العامة لشرطة دبي ومؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، مشروع الربط الإلكتروني بينهما، بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين عبر تكامل وترابط البيانات والمعلومات في عملية نقل المصابين، وذلك على هامش أعمال القمة الشرطية العالمية.
ونوه القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، بجهود فريق الربط الإلكتروني في أتمتة الإجراءات الخاصة في نقل المصابين جراء الحوادث المرورية، مؤكداً حرص شرطة دبي على تنمية وتعزيز التعاون المشترك للارتقاء بالخدمات المقدمة للمجتمع.