- المنصة أغلقت حسابات قدّمت الكويت أدلة على تورطها في حملات تضليل موجهة بعد أدلة وتقارير رفعت إلى الإدارة
منصور السلطان ـ عبدالله قنيص
في وقت أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من تشكيل الرأي العام وصناعة المواقف المجتمعية كشفت تقارير رقمية حديثة عن انتشار آلاف الحسابات الوهمية على منصة إكس وبعض مواقع التواصل الاجتماعي تتخفى خلف أسماء وصور خليجية وتمارس دورا منظما في نشر الشائعات والمعلومات المضللة، بالإضافة إلى عمليات نصب واحتيال.
وقال مصدر من واقع تحليل البيانات إن هذه الحسابات تبدو للوهلة الأولى طبيعية إذ إن خصائصها التقنية تكشف سريعا عن أنها تعمل ضمن عمليات تضليل خارجية أو غرف عمليات إلكترونية تدارعن بعد، وتشكيل المنصات لتكون بيئة خصبة لنشر الشائعات ومحاولات اختراق الوحدة الخليجية عبر إثارة قضايا حساسة مثل الأمن والهوية والقيم والاقتصاد.
وكشف المصدر عن أن الجهات المختصة تعتمد 3 أدوات تقنية أساسية لكشف الشبكات الوهمية، الأولى التحليل الشبكي لنمط النشر والارتباطات الشخصية بين الحسابات والبصمة الرقمية من خلال مراجعة بيانات الدخول والأجهزة المكررة وعناوين الـIP وتحليل الصور والمحتوى لتحديد الانتحال وكشف استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء الهويات المزيفة، مشيرا إلى ان هذه الخطوات أثبتت ارتباط عشرات الحسابات بمشغل واحد رغم اختلاف الصور وهو ما يرجح فرضية وجود حملة منظمة.
وقال المصدر ان هناك 3 دول خليجية هي الأكثر استهدافا من قبل الحسابات المضللة منها الكويت، مشيرا إلى ان اهتمام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف بملف الشائعات والحسابات الوهمية واتخاذ ما يلزم لتحديد هويات من يغذي هذه الحسابات كثف جهود الوزارة لمواجهة تلك الحسابات.
وأوضح المصدر ان الجهات الأمنية تقوم بالتواصل بشكل مباشر مع إدارة منصة «إكس» لإغلاق حسابات بعينها حيث تقوم بتقديم مذكرات رسمية عبر قنوات الاتصال المعتمدة بين الحكومة وهيئات التواصل من الشركات وتزويدها بتقارير تقنية مفصلة حول الحسابات المخالفة تشمل أنماط السلوك الأدلة الرقمية وطلبات لتغلق الحسابات استنادا إلى تورطها في حملات تضليل ولا تكتفي الجهات الأمنية بتقديم طلبات وإنما تقوم بمتابعة الإجراءات المتخذة خاصة لتلك التي تدار من خارج الكويت، مؤكدا ان العلاقة بين الشركات المقدمة للخدمات مثل «إكس» والجهات الأمنية شهدت تحسنا خلال العامين الماضيين، وان منصة «إكس» تجاوبت مؤخرا مع طلبات كويتية وأغلقت مجموعة من الحسابات التي تبين تورطها في حملات تضليل موجهة.
وأوضح المصدر انه خلال تتبع طبيعة المنشورات يتضح أن بعض الحسابات المنتحلة تستهدف شريحة الشباب خصوصا الذين يستهلكون الأخبار عبر وسائل التواصل قبل المصادر الرسمية وتعمل هذه الحسابات على استغلال فئة الأحداث الطارئة والقضايا الاجتماعية الخلافية والقرارات الحكومية ذات الحساسية العالية والظواهر والمشكلات اليومية التي تثير تفاعلا كبيرا، وعند انتشار أي موضوع على الساحة تبدأ الشبكات الوهمية في ضخ كميات كبيرة من التغريدات والمقاطع الملفقة لتوجيه النقاش العام نحو هدفها.
وشدد المصدر على اهمية ان يكون للمجتمع دور في الحد من هذه الحسابات بعدم إعادة النشر والاعتماد على البيانات الرسمية الصادرة فقط من وزارات الدولة في القضايا الحساسة والإبلاغ عن الحسابات الوهمية أو المثيرة للشك وعدم الانجرار وراء الأخبار المثيرة أو العناوين المضللة.
